يعد اللسان من الأعضاء الحيوية داخل الجسم، كما أنه متعدد المهام، ويعرفه الأطباء بأنه عضلة توجد في الفم، ويغطي هذه العضلة غشاء مخاطي يتركب من نسيج رطب.ويوجد على سطح اللسان براعم التذوق التي يبلغ عددها عدة آلاف، وهي خلايا شبيهة بالأعصاب.وتتعدد وظائف اللسان، فهو يساعد على مضغ الطعام وامتصاصه، وكذلك في التحدث، كما أن من وظائفه تمييز طعم الأغذية الأربعة، وهي النوع الحلو، وكذلك المر، ثم الحامض، والمالح، من خلال إرسال إشارات تفسير التذوق إلى المخ.و يتعرض اللسان للإصابة بحالات مرضية عدة، منها فطريات اللسان، أو ما يعرف بداء السلاق، وهي تشكل عائقاً لللسان عن التذوق والكلام، وكذلك ربما تسبب ألماً كبيراً للشخص نتيجة زيادة الإصابة، وعدم تلقي علاج لها.نتناول في هذا الموضوع مرض فطريات اللسان بالتفاصيل، ونكشف العوامل والأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة، وكذلك الأعراض التي تظهر، مع تقديم طرق الوقاية الممكنة وأساليب العلاج المتبعة والحديثة. مشكلة مزعجة يعتبر وجود فطريات اللسان من المشكلات الصحية التي تسبب إزعاجاً، وهي تصيب جميع الفئات العمرية، ويعاني المصاب ألماً شديداً وبالذات عند تناول الطعام أو الشراب.ويعرف الأطباء فطريات اللسان بأنها زيادة أعداد الفطريات التي توجد داخل الفم عن المعدل الطبيعي لها، ويظهر ذلك على شكل بقع بيضاء اللون على جدار اللسان، وجوانبه، وربما تمتد إلى الفم كله، ومع تركها من دون تدخل طبي مضاد، تمتد الإصابة إلى الحنجرة.ويرجع السبب في تكون فطريات الفم إلى عدد من العوامل، التي تتمثل في ضعف المناعة وترك النظافة، وربما كانت أثراً لاستخدامات بعض الأدوية، إلى جانب أنها يمكن أن تكون عرضاً لبعض الأمراض كالسكري.وتتم معالجة فطريات الفم من خلال المضادات الحيوية المناسبة، مع تعديل السلوك الذي تسبب بالإصابة بها. بقع بيضاء يمكن التعرف إلى أعراض فطريات اللسان من خلال مراحل الإصابة، التي تبدأ بتكون الفطريات بنسبة كبيرة داخل الفم لأسباب معينة.ويؤدي هذا الأمر إلى تكون بقع بيضاء صغيرة على اللسان والفم، ولا تسبب في البداية أي ألم، إلا أنه مع مرور الوقت تزداد هذه البقع، حتى تمتد إلى مناطق متفرقة وكثيرة داخل الفم والحلق، وربما الحنجرة.وتؤثر الفطريات في مرحلة تالية في الجسم كله، حيث ترتفع درجة الحرارة، ويشعر المصاب بالإرهاق والتعب، وعدم الشعور بمذاق الطعام، وكذلك الشراب.ويمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى ضعف عام في الجسم، وعدم رغبة في تناول الطعام، ومعاناة من ألم في الحلق والحنجرة، وربما تؤثر في وظائف الكلام، فيفقد المصاب القدرة على التحدث بوضوح. أثر ممتد يمتد تأثير الأعراض إلى اللثة مسبباً الشعور بألم فيها، ويمكن كذلك أن يؤدي بلع اللعاب ووصوله إلى المعدة إلى حدوث مشاكل.ويظهر أثر هذا على المدى البعيد مسبباً عدوى بكتيرية، أو شعور المصاب بألم في البطن، أو شعور بالغثيان والقيء.وتختلف الأعراض باختلاف المرحلة العمرية التي تحدث فيها فطريات اللسان، فهي أكثر حدة لدى الأطفال والنساء والمرضى وكبار السن.ويعود ذلك إلى تناول أنواع معينة من الأدوية، من الممكن أن تسبب فطريات اللسان، وكذلك لضعف المناعة عند صغار السن، وكذلك المسنين والمرضى. نتائج سلبية تعود الإصابة بفطريات اللسان إلى كثير من الأمور، التي يأتي على رأسها إهمال النظافة الشخصية، خاصة نظافة الفم.ويؤدي ذلك إلى كثرة بقايا الطعام فيه أو على جوانبه، مع تصاعد الأبخرة من المعدة، وكل ذلك يتسبب بتكون الفطريات على اللسان شيئاً فشيئاً، ومن ثم تحدث الإصابة.ويمكن أن تؤثر الأدوية بصفة سلبية أيضاً، في حالة اللسان، مثل تناول المضادات الحيوية فترة زمنية طويلة، وكذلك الإصابة بالجفاف، وسوء التغذية.ويعتبر نقص المناعة من أهم أسباب الإصابة، لأنه يؤدي إلى تمكن الفطريات والبكتريا من الجسم، فتسهل الإصابة بهذه الحالة، من دون مقاومة من الجسم.ويضاف إلى ما سبق بعض الأمراض مثل السكري، الذي يتسبب بالعديد من المشاكل الصحية، ربما أهونها فطريات اللسان، وكذلك مع التقدم في العمر، خاصة عند الأشخاص الذين يستعملون أطقم الأسنان، وفي الوقت نفسه لا يحافظون على تعقيمها ونظافتها.ويعد هذا الأمر فرصة كبيرة لتكاثر الفطريات داخل الفم، ومن ثم فطريات اللسان، وامتداد الإصابة إلى أجزاء أخرى كالحلق والحنجرة. عادات سيئة يجب الانتباه إلى أن هناك مجموعة من العادات السيئة التي لها تأثير ضار في اللسان، منها التدخين المسبب لجفاف الفم، وتكوين فطريات اللسان من ناحية أخرى، إلى جانب العديد من المشكلات التي لا يظهر أثرها إلا على المدى البعيد، ومن أخطرها السرطان.ويمكن لالتهابات المعدة أن تسبب فطريات اللسان أيضاً، إلى جانب نقص بعض العناصر في الجسم كحمض الفوليك، والحديد.وأثبتت العديد من الأبحاث أن الحالة النفسية والتوتر والقلق لها دور في إصابة الإنسان بفطريات اللسان، خاصة لدى النساء والأطفال وكبار السن. تحت السيطرة تعتبر حالة فطريات اللسان من الأمور التي لا تخرج مضاعفاتها عن حدود السيطرة، وربما تكاد تكون بلا مضاعفات. ويتعرض المصاب بهذه الحالة لمشكلات صحية أخرى في أجزاء من الجسم بسبب الإهمال الشديد، ومنها التهابات الحلق، والتعرض للعدوى الفيروسية والبكتيرية. ويصاب الشخص أيضاً باضطرابات في الجهاز الهضمي، حيث يعاني عسر الهضم، أو يصاب بالإسهال بسبب الفطريات، ويعد من المضاعفات المحتملة ارتفاع درجات الحرارة، والشعور بالإعياء والتعب.وتختفي كل مضاعفات فطريات اللسان مع بداية تلقي العلاج، وتناول المضادات اللازمة والبدء بتغيير نمط الحياة إلى الأفضل. أمر سهل يعتبر تشخيص حالات فطريات اللسان من الأمور التي يسهل على الطبيب القيام بها، حيث ينظر إلى اللسان والمنطقة المحيطة به من الفم، ليرى إلى أي مدى تأثر اللسان بالفطريات.ويناقش المريض حول ما إذا كان يجد صعوبات في البلع، أو ألماً بمنطقة الزور، أو الحنجرة، ويسأله كذلك عن قدرته على تذوق الأشياء. ويهتم بالنسبة لكبار السن والمرضى بأمراض مزمنة، بمعرفة الأدوية التي يتعاطونها قبل التعرض للإصابة بهذه الفطريات، وكذلك التاريخ المرضي للحالة، من حيث الإصابة بداء السكري وغيره من أمراض المناعة. تحديد السبب أولاً يعتمد علاج فطريات اللسان على تحديد السبب وراء الإصابة بها، حيث يمكن في الحالات البسيطة استخدام بعض المضادات الحيوية، والتي تكون على هيئة جيل للفم، أو مضادات على هيئة كبسولات.ويمكن أن تفيد بعض الوصفات والعلاجات المجربة، ومنها وصفات الأعشاب في مثل هذه الحالات خاصة البسيط منها.ويعتمد علاج الحالات الأكثر تعقيدا على العلاجات المضادة للبكتيريا والفطريات، من خلال جرعات يحددها الطبيب المعالج، ولفترة زمنية كافية للقضاء نهائيا على المسبب، ومن هذه الحالات ضعف المناعة المكتسبة، أو الإصابات المعدية، وكذلك الإصابات الناتجة عن التهابات المعدة. وتشمل خطوات العلاج إعطاء بعض الفيتامينات الخاصة بتعويض العناصر الغذائية اللازمة، لزيادة المناعة مثل الفوليك، والحديد، خاصة فيتامين «ب12». نظام صحي تحقق خطة العلاج الموضوعة من قبل الطبيب نتائج مرتفعة، لكن بشرط التزام المصاب أو من يقوم برعايته بمجموعة من الأمور الصحية اللازمة للوقاية.ويعتبر من أهمها الحرص على نظافة الفم بصفة دائمة، من خلال استخدام السواك، لما له من فوائد كبيرة وعظيمة للفم ككل، حيث يحافظ على اللثة والأسنان، ويقي اللسان من تكون الفطريات. ويحقق النتيجة نفسها استخدام معجون الأسنان وغسول الفم، ويجب الحرص كذلك على شرب السوائل بصورة منتظمة، حتى لا يتعرض الفم للجفاف، والذي له دور كبير في الإصابة بفطريات اللسان.ويجب عدم الإفراط في تناول المضادات الحيوية، وإنما يكون استخدامها تبعاً لتعليمات الطبيب وللفترة اللازمة، لأن لها آثاراً جانبية في اللسان وغيره. الطرق المنزلية تشير دراسة حديثة إلى أنه تتوافر عدد من الطرق المنزلية التي يمكن أن تساهم في علاج فطريات اللسان، غير أنها لا تناسب الأطفال وصغار السن، ومن هذه الطرق الملح، لأنه يشكل بيئة طاردة للفطريات، كما يقلل من أعراض هذه الإصابة.ويتم استخدام الملح من خلال خلط نصف ملعقة منه في كأس ماء فاتر، ويتغرغر به المصاب عدة مرات يومياً، ويمكن وضع قليل من الملح على الأماكن التي تكون بها البقع البيضاء، وفركه بلطف لعدة ثوان، ثم يقوم بالمضمضة بماء فاتر، وتستخدم هذه الطريقة مرتين في اليوم.ويساعد الزبادي في علاج الفطريات، لأنه يحتوي على مادة تسمى البروبيوتيك، ويتم ذلك من خلال تناول كوبين من الزبادي يومياً لعدة أسابيع، بشرط أن يكون غير محلى.ويمكن للمصاب أن يقوم بتدليك تجويف الفم واللسان بالزبادي مستخدماً إصبعه، مع تركه مدة لا تقل عن 10 دقائق، ثم يتمضمض بماء دافئ، ويستخدم هذه الوصفة مرتين على الأقل كل يوم.ويساعد الثوم في قتل فطريات الفم، كما يعزز الجهاز المناعي، ويتم ذلك بوضع قليل من زيت الثوم على المناطق المصابة، ويمكن أن يمضغ قطعة من الثوم، إلا أن هذا يحتاج إلى استشارة الطبيب.
مشاركة :