أكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في شن هجمات محددة على مناطق سكنية مأهولة، واستخدام الأسلحة على قاعدة الانتقام الجماعي يشكل مخالفات جسيمة لاتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949، ترقى إلى جرائم حرب. وحذر المركز من أن المدنيين هم الذين يدفعون الثمن لهذا التصعيد، مشددا على أن القصف المتلاحق حوّل أكثر من مليوني فلسطيني رهائن للعدوان والخوف والقلق، فضلا عن الاستهداف المباشر. وقال المركز الحقوقي، في بيان، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل عمليات القصف والغارات الحربية، مستهدفة ضمن ذلك بنايات سكنية وسط أحياء مكتظة مسببة المزيد من الضحايا والدمار، وهو أمر يتابعه فريق المركز ضمن استمرار عمله في توثيق والتحقيق في ملابسات هذه الجرائم. وعبر المركز عن إدانته لاستمرار موجة التصعيد واحتمالات تصاعدها، محذرا من أن المدنيين هم الذين يدفعون الثمن لهذا التصعيد. وفي تكريس لسياسة العقاب الجماعي، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معبري كرم أبو سالم، شرق رفح، وهو المعبر التجاري الوحيد في قطاع غزة وبيت حانون المخصص للأفراد شمال القطاع. كما أعلنت عن إغلاق البحر بشكل كامل، ومنعت عمل الصيادين، اعتبارا من الساعة 4:30 مساء اليوم، لتحرم آلاف الصيادين من لقمة عيشهم. وأشار إلى أن عدم التزام إسرائيل بالتفاهمات الأخيرة التي أعلن عنها نهاية مارس الماضي وتنصله من الوفاء بالتزاماته فيها، واستمراره في التصعيد العسكري وتشديد الحصار، من شأنه مفاقمة الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة مع استمرار آثار ثلاثة حروب مدمرة وحصار خانق منذ 13 عاما. وأوضح المركز أن قوات الاحتلال شنت حوالي 70 غارة خلال 12 ساعة، وقامت بقتل مواطنة حامل وطفلة رضيعة من عائلة واحدة، بالإضافة إلى استهداف بنايات سكنية، كما دمرت طائرات الاحتلال بنايتين تضمان شققا سكنية ومكاتب متعددة، منها مكاتب إعلامية في حي الرمال بغزة ما أدى إلى تدميرهما بالكامل وتشريد المقيمين فيها. وقال المركز “صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من عدوانها على قطاع غزة، وقتلت أمّا حاملا في شهرها الخامس، وطفلة رضيعة من عائلتها، في سلسلة قصف جوي ومدفعي مكثف على أرجاء متفرقة من القطاع”. وأشار المركز الحقوقي إلى أن موجة التصعيد جاءت بعد يومٍ دامٍ، قتلت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي، أربعة فلسطينيين، منهم مدنيان أحدهما من ذوي الإعاقة استهدفتهما بالرصاص الحي خلال مشاركتهما في مسيرة العودة وكسر الحصار شرق خان يونس، ومخيم البريج، واثنان آخران من أفراد المقاومة بعد غارة جوية استهدفت موقعا شرق مخيم المغازي، بعد قليل من إعلان جيش الاحتلال إصابة جنديين إسرائيليين بجروح في إطلاق نار فلسطيني شرق غزة.