أصوات حملت عبق الماضي وروح الحاضر، غنت وأطربت واقتحمت الحياة بعنفوانها المبدع، تلك الأصوات التي صدحت في رحاب برنامج «الزمن الجميل» على مدار ثمانية أسابيع من العروض المباشرة، واستطاعت أن تهز القلوب، وتأسر الأفئدة عبر الموسم الأول الذي حقق جماهيرية كبيرة، واستعاد في الوقت نفسه بريق الغناء العربي، حتى وصل البرنامج مساء أمس الأول إلى محطته الأخيرة بتتويج اليمني عمر ياسين الذي حصل على لقب «فارس الأغنية الطربية». وحفلت الحلقة بأحداث مختلفة، حيث صدحت الفنانة أحلام بمجموعة من الأغاني التي تفاعل معها الجمهور، ومن ثم الاحتفاء بالعملاقين الفنان أبوبكر سالم، والفنانة صباح، من خلال أداء أغانيهما على المسرح الوطني في أبوظبي، الذي تألقت على بساطه مقدمة برنامج الزمن الجميل إيميه صياح ولجنة تحكيم البرنامج الفنانة أنغام، والفنان مروان خوري، والفنانة أسما المنور، وكذلك جميع المشتركين فرسان الأغنية الطربية الذين أثبتوا أنه رغم صعوبة المنافسة إلا أنهم يمتلكون أصواتاً لها حضورها على الساحة الغنائية العربية بكل جدارة، في ظل احتضان البرنامج لهم ليشقوا طريقهم نحو الشهرة والنجومية، واللافت أن الموسم الجديد سيحظى بحضور خاص للأطفال في برنامج «الزمن الجميل» الذي سيظهر بحلة جديدة مع المواهب الصغيرة. تصويت الجمهور فاز اليمني عمر ياسين بلقب «فارس الأغنية الطربية» في الحلقة الأخيرة من الموسم الأول لبرنامج «الزمن الجميل» نتيجة لتصويت الجمهور الذي منحه 37% من إجمالي الأصوات، وذلك بعد ثمانية أسابيع من حلقات العروض المباشرة على قناة «أبوظبي» التابعة لشبكة قنوات تلفزيون أبوظبي، حيث توج الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان، الفائز عمر ياسين بدرع المركز الأول إلى جانب المشاركين الآخرين، بحضور سعادة الدكتور علي بن تميم مدير عام أبوظبي للإعلام، في ختام الحلقة التي أقيمت على خشبة المسرح الوطني بأبوظبي، وجاء في المركز الثاني محمد شطا من مصر بنسبة تصويت بلغت 33%، فيما حل بالمركز الثالث السعودي موسى معيدي بنسبة تصويت بلغت 17%، وجاء المغربي علي المديدي في المركز الرابع بنسبة تصويت بلغت 13%. وانطلقت الحلقة الأخيرة من البرنامج بمشاركة جميع المتنافسين العشرة الذين تأهلوا إلى مرحلة العروض المباشرة، حيث قدموا وصلات غنائية تضمنت مقاطع من الأغنيات الخالدة للفنانين فيروز، وأم كلثوم، وصباح، وطلال مداح، وسعدون جابر، وعبدالحليم حافظ، وأبو بكر سالم، ومحمد عبدالوهاب، وكان لاحتفاء الأمسية الثامنة والأخيرة للبرنامج باثنين من أساطير «الزمن الجميل»، وهما صباح وأبو بكر سالم، صدى كبير لدى الجمهور الذي تفاعل مع تقديم المشتركين مجموعة من الأغاني التي شكلت جزءاً من هوية الموسيقى العربية، وسط أداء متميز قدمه المتسابقون الأربعة بصحبة الفرقة الموسيقية التي قادها المايسترو أحمد طه. وترافقت الحلقة مع بث مباشر من مصر، واليمن والسعودية والمغرب، لنقل أجواء الجماهير المتابعين للحلقة الختامية، في وقت تصدر فيه «وسم» البرنامج على مواقع التواصل الاجتماعي «التريند»، في ظل التفاعل الواسع الذي أبداه الجمهور والمتابعون عبر مختلف المنصات الاجتماعية. امتداد للنهج الأصيل وأعلن سعادة الدكتور علي بن تميم مدير عام أبوظبي للإعلام، عن فتح باب التسجيل للاشتراك في الموسم الثاني من البرنامج، وقال: «سيكون الموسم الثاني استمراراً للنهج الذي يركز على رفعة الكلمة وسموها وأدائها العالي، وهو امتداد للنهج الأصيل والمبتكر الذي تجلى في (أمير الشعراء) و(شاعر المليون) و(المنكوس). كما سيكون للأطفال حضور خاص في الموسم المقبل لبرنامج الزمن الجميل الذي سيظهر في حلة متميزة وشكل مبتكر». وأضاف سعادة مدير عام أبوظبي للإعلام: «تحية إجلال وإكبار لدولة الإمارات وعاصمتها أبوظبي، والتوجيهات الحكيمة التي تعنى بالأصالة في زمن نبحث فيه عن هوية متجددة ومنفتحة، فهذا البرنامج أكد أن زمن الأغنية الأصيلة مازال حياً نابضاً بالمواهب». وقال سعادته: «اليوم، برهنت أبوظبي للإعلام أنها وضعت اللبنة الأولى لاستعادة مكانة اللحن العربي، والكلمة الراقية، والأغنية الطربية الأصيلة، باندفاع غير مسبوق من حناجر الشباب المتعطش للمشهد الفني الراقي، ومهمتنا تكمن في مواصلة هذا المشروع وتحفيز الكفاءات والمواهب للمشاركة والانطلاق نحو زمن أجمل». ذائقة الجمهور من جهته، أكد عبدالرحمن عوض الحارثي، المدير التنفيذي لشبكة قنوات تلفزيون أبوظبي التابعة لأبوظبي للإعلام، أن إطلاق قناة أبوظبي لهذا البرنامج النادر إلى العالم العربي، يعتبر ترجمة لاستراتيجية أبوظبي للإعلام الرامية لتقديم محتوى هادف وترفيهي يخاطب ويلبي أذواق الجمهور على اختلاف فئاتهم. وأضاف الحارثي: «هذا البرنامج وما حظينا به من حضور ونجاح جماهيري واسع في الوطن العربي، هو مقدمة لأعمال وبرامج وإنتاجات ضخمة ومبتكرة تهدف إلى تعزيز الثقافة الراقية بقالب إعلامي ريادي». طرب أصيل وقالت الدكتورة نشوة الرويني عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة «بيراميديا»: إنني مسرورة للغاية بالمستوى الرائع الذي حققه برنامج «الزمن الجميل» على مدى حلقاته، وتفاعل المشاهدين معه في كل الأقطار العربية، وهو ما يعني أن البرنامج حقق هدفه الأساسي، وهو إحياء الطرب الأصيل في عصر يعاني فيه الغناء العربي من تحولات أبعدته عن أصالته ورونقه، وتقديم جيل جديد من الفنانين العرب الذين عادوا بالطرب العربي الأصيل إلى مكانته التي يستحقها. وأضافت الرويني «نحن سعداء بأننا كنا شركاء في هذا النجاح مع شركة أبوظبي للإعلام، وهذه مناسبة لأشكر القائمين على هذه الشركة وعلى رأسهم سعادة الدكتور علي بن تميم مدير عام أبوظبي للإعلام، وأبارك للفنانين الشباب الفائزين في البرنامج وأتمنى لهم مزيداً من التألق والنجاح». روائع الـ«دويتو» شهدت الحلقة الأخيرة تقديم أربع فقرات «دويتو»، جمعت أولاها بين الفنانة أنغام ومحمد شطا، في أغنية «مضناك» للموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب، فيما قدم المتسابق علي المديدي مع أسما المنور «دويتو» لرائعة الفنان عبدالمحسن المهنا «يا منيتي»، وقدمت الفنانة أحلام «دويتو» مع المتسابق موسى معيدي، حيث غنّيا معاً «لو كلفتني المحبة» للفنان محمد عبده، فيما أدى خوري دويتو مع المشترك عمر ياسين، لأغنية «خايف أقول اللي في قلبي» لمحمد عبدالوهاب. تألق معيدي وعمر وقدم المتسابق السعودي موسى معيدي أغنية «نار بعدك» للفنان الراحل أبو بكر سالم، والذي أجمعت لجنة التحكيم على أنه يعتبر من الأصوات التي كبرت وتطورت على مسرح «الزمن الجميل»، وبات يمتلك خبرة كبيرة تؤكد مكانة الصوت السعودي. من جانبه، قدم اليمني عمر ياسين أغنية «باشل حبك معي» للفنان أبو بكر سالم أيضاً، وقالت لجنة التحكيم عن عمر بأنه حظي بمشوار مشرف على طريق الفن، منذ بداية البرنامج، وهو على الطريق الصحيح نحو مستقبل واعد من النجومية. هدية خوري وأدى المشترك محمد شطا أغنية «زي العسل» للفنانة صباح، ليحظى بهتاف جماهيري واسع، بالنظر إلى أدائه النوعي الذي قدمه على خشبة المسرح، وأجمعت اللجنة على أن أداء شطا يعتبر سلساً وقريباً على قلوب المستمعين، وأنه سيكون ذا شأن فني بالنظر إلى الموهبة التي يمتلكها، ليكون علامة فارقة في المسيرة الفنية المقبلة، وفاجأ مروان خوري الجمهور والبرنامج بإهداء محمد شطا أغنية سيقدمها له وسيعمل معه على تسجيلها خلال الفترة المقبلة. أداء منفرد واختتم المشترك المغربي علي المديدي جولة الأداء المنفرد في الحلقة الأخيرة بأغنية «يا موج البحر يا رايق» للفنانة صباح، حيث أثنى عليه مروان خوري بوصفه «صوت البرنامج» بالنظر إلى موهبته التي تعتبر امتداداً للزمن الجميل، كما أشاد خوري بتألق المتأهلين الذين وصلوا إلى هذه المرحلة، وذلك بعد تقييم التطور الذي طرأ على مواهبهم الغنائية في تأدية الطرب الأصيل من قبل لجنة التحكيم. علي بن تميم: نبارك للفائز ونشكر لجنة التحكيم في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قال د. علي بن تميم: فنبارك لعمر ياسين تتويجه فارسا للأغنية الطربية في برنامج «الزمن_الجميل» الذي يبث على قناة أبوظبي مع نخبة مميزة من زملائه، وأكدوا جميعا قوة تفاعلهم مع الفن الأصيل، كما أثبتوا مقدرتهم على ترك بصمة فريدة عند محاكاتهم لعمالقة الطرب العربي، بإيجابية وتفاعل يجمع بين الافتخار والابتكار. وأضاف سعادته: نشكر لجنة تحكيم «الزمن_الجميل» التي جعلت استعادة الفنون الأصيلة ممكناً، كانت الفنانة أنغام روح البرنامج وجوهرته، وكان الفنان مروان خوري عقله المستنير، وكانت الفنانة أسما المنور قلبه النابض، ثلاثي جعل السير على رخام الأغنية الطربية المبتل بالماء سيرا واثقا راسخا، ودخل الزمن الجميل في الزمن الأجمل. هزاع بن زايد: «الزمن الجميل» يعكس أصالة الفنون العربية أشاد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، بمحتوى برنامج «الزمن الجميل»، الذي اختتم موسمه الأول أمس الأول على قناة أبوظبي. وقال سموه: إنه يعكس مقدار الجمال والأصالة في الفنون العربية، ويؤكد شغف الشباب العربي وتعلقه بالفرح والحياة. واعتبر الثقافة والفنون والمعارف هي الوجه الحضاري للشعوب وهي الذاكرة المشتركة التي تظل حية عبر الأجيال. فارس الطرب يقول فارس الأغنية الطربية الذي حصد لقب برنامج «الزمن الجميل، عمر ياسين: دخلت المسابقة وعيني على اللقب، ووضعت نصائح اللجنة نصب عيني خصوصاً أنني لم أغن من قبل أمام فرقة موسيقية ولم تكن خبرتي قوية، وعملت بجد واجتهاد حتى حصلت على اللقب بتصويت الجمهور الذي كان السبب في الفارق الكبير، والذي له فضل علي، وكذلك لا أنسى نصائح لجنة التحكيم، وأيضاً البرنامج الذي وضعني على أول الطريق. ويلفت ياسين إلى أن الاختبارات التي مر بها في المسابقة ساعدته على الغناء بألوان مختلفة، ما أسهم في استمراره بهذا الشكل، ومن ثم الفوز الذي يهديه إلى الأهل في اليمن. جهود المدربين ثمنت لجنة التحكيم الجهود التي بذلها المدربون منذ انطلاقة البرنامج، وهم د. فتح الله أحمد، والموسيقية عليسة عربي، والفنان جاسم محمد، الذين تابعوا المتسابقين طيلة حلقات البرنامج. لينفرد برنامج «الزمن الجميل» عن باقي برامج الهواة بتقديم محتوى غنائي يركز على المواهب الغنائية الطربية القادرة على تقديم أداء غنائي مماثل للذي قدمه النجوم القدامى أمثال «أم كلثوم، صباح فخري، محمد عبده»، وغيرهم، ليأخذوا الجمهور في رحلة إلى الزمن الجميل، وهو ينسجم مع مستهدفات «أبوظبي للإعلام» لتوفير المحتوى الهادف. ومن جانبه، أوضح الفنان الإماراتي جاسم محمد عبدالله، عضو لجنة التدريب ومتابعة المتسابقين، أن المراحل الأخيرة في تدريب المتسابقين مرت كما توقع، وأن «برنامج الزمن الجميل» أضاء على تجاربهم جميعاً وقدمهم للجمهور وللساحة الفنية العربية في أبهى صورة، حيث كان الإعداد لكل حلقة يتطلب جهداً كبيراً، وقد نجح الجميع في تحقيق الأهداف المرجوة، وأن الجميع فائز لأنهم يمتلكون الموهبة الحقيقية والإصرار على أن يكونوا أصواتاً مسموعة. وبينت اختصاصية موسيقى الشعوب عليسة عربي، أن البرنامج توج كل ما قدمنا من جهود، موضحة أن فرسان البرنامج كانوا جميعاً على المستوى، وأن الأربعة الذين تأهلوا للمرحلة الأخيرة، وتنافسوا على اللقب يمتلكون مواهب كبيرة، وأن البرنامج هو نقطة الانطلاق الفعلية لهم في مسيرتهم الفنية.