تطلّ الممثلة عايدة صبرا في الموسم الرمضاني 2019 من خلال مسلسل «إنتي مين» من كتابة وبطولة كارين رزق الله وعمّار شلق وإخراج إيلي حبيب. تراهن صبرا على هذا العمل الجديد بفكرته التي تُلامِس الواقع، كما لكونها تعمل تحت إدارة مُخْرِجٍ تشعر معه بأنها بين أيدٍ أمينة، خصوصاً أنها متطلّبة جداً. صبرا رأت في حوار مع «الراي» أنه في لبنان «لا يوجد عندنا مُنْتِجون فنانون، بل مُنْتِجون بدن يمشّوا السوق»، لافتة إلى أن الإنتاجات المصرية في الأعوام الأخيرة كانت أكثر من رائعة. وفيما أكدت أن المُنْتِجين يقولون إنهم يريدون أسماء تبيع، أوضحت أنهم لا يغامرون، معتبرة أن القصة هي الأساس. • يبدو واضحاً أنكِ بين الممثلين الذين عادوا إلى الظهور على الشاشة الصغيرة وستكون إطلالتك المقبلة في مسلسل «إنتي مين». فما الذين تغيّر بين اليوم والأمس؟ - أحببتُ النص الذي عُرض عليّ، والمُخْرِج إيلي حبيب - الذي سبق أن تعاملتُ معه - اتصل بي عندما اختار «الكاست» وأخبرني بأنه اختارني لدورٍ في المسلسل، وأرسل لي النص ووافقتُ عليه. أحب جداً التعامل معه، لأن تَعامُله جيّد وهو يستمع للاقتراحات، كما أنه يَحرص على أن يكون العمل منفَّذا بأفضل طريقة ممكنة وهو متطلّب جداً ولا يقبل بأي شيء كان. لا شك في أن الممثل يكون قد أجرى دراسة للشخصية، ومع إيلي حبيب يشعر بأنه بين أيدٍ أمينة. • العمل كوميدي؟ - بل هو دراما كوميدية، وأطلق عليه المُخْرِج تسمية «دراميدي». • وهل دورُك كوميدي؟ - بحسب الحالة. الشخصية التي أقدّمها لها قصة، وهي تحكي في المسلسل عن حياتها، وتكون لها مواقف مُضْحِكة وأخرى درامية. • في رأيك لماذا يرتبط اسمك عند الناس بالكوميديا؟ - مع أن دوري في «جنى العمر» و«طالبين القرب» و«أحلى بيوت راس بيروت» و«بقايا صور» لم تكن أعمالاً كوميدية، وربما «مرْت عمي نجاح» هو أكثر عمل يتذكّرونه. • هل يُزْعجك هذا الأمر وترين فيه ظلماً لتجربتك؟ - كلا، لأن الأمر يرتبط بما يعرفونه، ولا يمكن أن ألوم الناس. الجيل الجديد لا يعرف أعمالي القديمة. • الممثّلون وصنّاع الدراما مطمئنون جداً إلى وضع الدراما اللبنانية، خصوصاً أن عدد الإنتاجات اللبنانية يساوي عدد الإنتاجات المصرية في رمضان. هل ترين ان الدراما اللبنانية نهضتْ فعلاً؟ - هذا الأمر يبشّر بالخير. ما يحصل حالياً هو ما يجب أن يكون. في الماضي لم يكن «الصبّاح» (للإنتاج) يعمل في لبنان، بل كان يركّز أعماله في مصر، ولكن عندما دخل السوق اللبنانية مُنْتِجون كبار كصادق الصباح وجمال سنان، تغيّر الوضع وحصلت فورة درامية، خصوصاً أن الأخيريْن يملكان الإمكانات المادية ولا يكتفيان بإنتاج مسلسل واحد، ولا سيما مع وجود كمّ من الفضائيات، وهذا ما شجّع على إنتاج أكثر من عمل، خصوصاً الإنتاجات المشتركة التي ساعدت في مكان ما. • وهل أنتِ راضية عن مستواها؟ - أتمنى أن تكون أفضل. يُعرف عني أنني متطلبة جداً، ولذلك أقول إن الخميرة موجودة، ولكن نحن بحاجة إلى مسلسلاتٍ تعالج مواضيع من بيئتها، وهذا الأمر بدأ يتحقق ولكن في عدد قليل من الأعمال، أما الغالبية فلا تُشْبِهُنا. هناك قصص كثيرة ويمكن معالجتها بطرق مختلفة، ولا يفترض أن تطغى سمة معيّنة على الدراما «حبّها وحبّتني»، وهذا ما يميّز عمل كارين رزق الله هذه السنة. قصة المسلسل مأخوذة من الواقع وقصة الحب فيه عفوية وتلقائية وليست الأساس. • ما هو الأساس؟ - يضمّ المسلسل الكثير من القصص المتشابكة، وهناك سرّ يجمع عدداً من الشخصيات، وأحداث تتكشف مع الوقت. كما أنه يتطرق إلى مشاكل الناس وتأثيرها على سلوكهم نتيجة الواقع والمعاناة. • هل أنتِ مع الدراما المشتركة أو ضدّها؟ - أنا معها إذا عرفْنا كيف نستفيد من خبرات الآخر، و ما شاهدناه لم يَظْهَر أَثَرُه بشكل جيّد. • هل تقصدين على المستويات كافة؟ - تقنياً لا أعرف كيف تمّت الاستفادة، وربما كان يفترض أن يعملوا بطريقة أخرى كي تتبلور هذه الخبرات أكثر، وليس من خلال الاستعانة بالممثّلين فقط. ما شاهدْناه في بعض الأعمال كان مضحكاً، الأم من جنسية والابن من جنسية مختلفة. المختلط لا يكون كذلك، بل هو يتطلّب منْطقاً. • هل هذا يعني أنك ترفضين المشاركة في الدراما المشتركة؟ - توجد قصص مشتركة كثيرة، كالزيجات المختلطة والانتقال من بيئة إلى أخرى. يفترض أن تكون القصص مأخوذة من الواقع، وهذا ما حاولوا تقديمه في مسلسل «الشهبندر». • لطالما تعرّض بعض الفنانين الكبار وأنتِ منهم للتهميش في الدراما، هل تَغَيَّر الوضع اليوم وباتوا يحصلون على حقوقهم المادية والمعنوية؟ - لا تزال القصص تُكتب لبطلٍ وبطلة بأعمار صغيرة، ولم تُكتب فعلياً أعمال لممثلين بأعمار متقدمة ما عدا في «طالبين القرب» لمروان نجار. ربما لاحظْنا هذا الأمر أيضاً في مسلسل «سنعود بعد قليل». • المُنْتِجون يقولون إنهم يريدون أسماء تبيع؟ - هذا صحيح، ولكنهم لا يغامرون. سَبَقَ أن قدّمنا «حلْونجي يا اسماعيل» وهو حقّق نجاحاً لافتاً محلياً وعربياً، وهذا يعني أن القصة هي الأساس. قمتُ باستفتاء على صفحتي عن الدراما اللبنانية وجاءت كل الإجابات سلبيةً، وهذا يعني أنها لا تُرْضي الجمهور. المغامرة ضرورية، والنتيجة تكون إيجابية إذا تم التنفيذ بشكل جيد. • هل ترين أن هناك استسهالاً؟ - لا يوجد عندنا مُنْتِجون فنانون، بل مُنْتِجون «بدن يمشّوا السوق». الإنتاجات المصرية في الأعوام الأخيرة كانت أكثر من رائعة من بينها «أفراح القبة» الذي أعتبره تحفة فنية لأن مُنْتِجه فنان، أو «جراند أوتيل» أو «واحة الغروب». كلها أعمال جيدة من كل النواحي وتستند إلى قصص أدباء مهمّين. • ولكن الإنتاجات المصرية تراهن على السوق المصرية، بينما الإنتاجات اللبنانية، خصوصاً المشترَكة، تراهن على السوق الخارجية وتسعى إلى تقديم أعمال ترضي المُشاهد العربي؟ - في العامين الأخيريْن تَحسّنتْ الإنتاجات المشتركة لناحية الكتابة واختيار الممثلين. • وهل ترين أن «الهيبة» هو الأفضل، وهل يستحق «الرهجة» التي ترافقه؟ - تابعتُ حلقات معدودة منه، وهو حظي بالرهجة لسبب واحد وهو أنه تطرّق إلى موضوعٍ مختلف عن السائد، والناس يبحثون عن الجديد. ولكنني ضدّ أن يُقدّم منه 3 أجزاء، وهذا اسمه إفلاس فكري. هل يعقل أن يتم تقديم 11 جزءاً من «باب الحارة» (وهم) غيّروا الممثلين واختلطت القصص، ألم يكن من الأفضل تقديم عمل جديد؟ الأمر يتطلب جهداً من الكاتب والجهة المُنْتِجة.
مشاركة :