محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني أصبح يمثل الجانب المبهم من المشهد الحالي في الداخل الإيراني، فهو يشغل منصب وزير الخارجية لنظام الولي الفقيه والذي تولى منصبه خلفا لــ"علي أكبر ولايتي"، الذي يعد أحد أعمدة النظام الايراني الحالي حسبما وصفهم مرشد الثورة الاسلامية أية الله علي الخامنئي، في خطبة ألقاها في حضور علماء الحوزة العلمية بمدينة قم "المقدسة" مؤخرًا، حيث قال،: "رجال الدين هم رجال النظام وأعمدنة"، وهو ما يُعد اعترافًا معلنًا من قبل "المرشد" يؤكد من خلاله أن النظام يتبع سياسة إقحام المؤسسات الدينية في الأمور السياسية والسيطرة على المواقع القيادية واتخاذ القرار داخل ايران.إن أهم ما يثير الانتباه الفترة الماضية هو تتابعات الأحداث السياسية على المستوى الداخلي في طهران، فكيف لجواد ظريف وهو أحد أهم رجال الدولة ورموزها السياسية أن يقدم استقالته معترضًا على الاهانة وانعدام التقدير الذي قابله من مرشد الثورة الخامنئي، حيث رصدت كافة وكالات الانباء العالمية مؤخرًا، واقعة التغييب المتعمد لوزير الخارجية الايراني ظريف وتبديله بالرجل رقم اثنين بالمؤسسة العسكرية وهو نائب قائد الحرس الثوري الايراني حسين سلامي الذي حظى بترقيتين في ساعه واحده ليقصي بذلك قائده محمد على جعفري ويجلس على كرسيه كقائد للحرس الثوري، جاء ذلك خلال اجتماع شمل الرئيس السوري حافظ الاسد والمرشد وروحاني داخل طهران.تعمد اقصاء ظريف يجعلني أتوقع قرب اختفاءه من المشهد الايراني الحالي سواء كان ذلك بــ "اغتياله" والتخلص منه أو أن يدرك "ظريف" الخطر المحدق به و يقوم بالهرب كما فعل "على نصيري" قائد بالحرس الثوري مؤخرا، هرب من ايران طالبًا اللجوء لأحدى السفارات الامريكية بإحدى الدول ومعه ملفات ووثائق سرية تُدين النظام الإيراني، وتبعه في نفس الاسبوع نائب رئيس التليفزيون الايراني الذي فر هاربًا الى خارج طهران ومعه وثائق رسمية تدين النظام الايراني أيضًا.وهذا ما يدعوني لتحليل المشهد السياسي والعسكري الإيراني عن قرب وتحديدًا ما له علاقة بــ "استقالة جواد ظريف" وما تبع ذلك من مجريات على صعيد المؤسسة العسكرية الايرانية من عملية تبديل للقادة وانهاء خدمات البعض منهم، حيث يُمكننا ان نجدول الأحداث على الساحة الايرانية ضمن جدول زمني يبدأ بــ:(بداية واقعة غياب جواد ظريف عن لقاء بشار الاسد)حيث عبر ظريف عن غضبه من تعمد تجاهله استبعاده من اللقاءات التى عقدها الرئيس بشار الأسد مؤخرا، ومشاركة قائد فيلق القدس بالحرس الثورى قاسم سليمانى، واتخذ موقفا للدفاع عن مكانة وزارة الخارجية فى الدبلوماسية الإيرانية وفقا لتعبيره.(يلي ذلك تصريح قاسم سليماني المبهم والمليء بالتهم)حيث قال سليماني "ان ثمة من يتفاوض مع أوروبا على تقليص دور ايران الإقليمي معلناً باسم الحرس رفضه التام لهذا الخيار. وبعد ايام من تصريحات، تصالحية لروحاني تجاه السعودية، واعترافه في ميونخ باخطاء لا يريد الحرس الاعتراف بها". مما جعل جواد ظريف يستشعر ان النظام الايراني يوجه له اصابع الاتهام ،رغم عدم ذكر اسمه في التصريح الذي القاه سليماني.ربما لان بعد الأنفاق النووي اشترط الأوربيين انضمام ايران الى آلية مالية تحت مسمى FATF للحصول على تحسن اقتصادي و دخول الأموال الأوروبية الى السوق الإيراني،هذه الآلية المالية ترصد كل انشطة اقتصادية ايرانية منها دعم حركات المقاومة يعني لو ترسل ايران دولارا واحدا الى خارج البلاد يجب أن تحدد مصير هذه الدولارات والهدف من اصرار الأوروبيين على هذه الآلية هو رصد الدعم الايراني من المقاومة و الذي ابدى السيد علي رفضه القاطع لهذا الموضوع كونه يستهدف المقاومة التي هي خط احمر بالنسبة للثورة الإسلامية،قبل اسابيع قام عدة وزراء من حكومة روحاني منهم ظريف بارسال رسالة الى السيد علي تحمل اصرارهم على الانضمام الى هذه الآلية على أمل تحسن الوضع الإقتصادي،حيث هددوا بالاستقالة في حال عدم انضمام الى هذه الآلية الإقتصادية.بعدها مباشرة قام جواد ظريف باعلان استقالته على صفحته الخاصة في موقع انستغرام قائلا "أعتذر لكم عن أي تقصير و قصور بدر مني خلال مدة خدمتي، وأشكر الشعب الإيراني والمسؤولين". وقد علل البعض الاستقاله بأنها نوع من الاعتراض على الاهانه والتهميش الذي تعرض له بتعمد تغييبه عن حضور اجتماع الاسد. كما ان وجود تيار نشط داخل وزارة الخارجية يعمل تحت ادارة وزير الخارجية السابق ويتلقى الامر المباشر من المرشد مما يزيد من توترات الموقف والحروب الداخلية الخفية لاقتلاع ظريف،حيث يعمل هذا التيار على فتح قنوات دبلوماسية مع دول عدة منها الولايات المتحدة دون التنسيق أو حتى علم ظريف.وقد أعزت وسائل إعلام إيرانية في وقت سابق أن يكون الصراع الحزبي هو السبب الكامن وراء استقالة وزير الخارجية محمد جواد ظريف.تصريح علي رضا رحيمي عضو لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان،إن "استقالة ظريف تثبت أن خنجر معارضيه في الداخل كان مؤثرا".وأن مجريات الاحداث وتتابعها الزمني على الصعيد السياسي والعسكري والايراني تاكد ان النظام الايراني الحالي يارى ان محمد جواد ظريف اصبح ذراعا خفيه للمعارضه الايرانيه قالوا انه لم يعد احد رجال النظام الموثوق فيهم من قبل مرشد الثوره ايه الله علي خامنئي وهذا ما يجعلنا نتوقع اختفاء ظريف من على الساحه الايرانيه في وقت قريب سواء كان ذلك محاوله اغتياله من قبل النظام او يضرك هو الخطر المحدق به ويحاول الهروب خارج إيران كما فعل العديد من الرموز العسكريه والسياسيه الايرانيه مؤخرًا وتحديدًا بعد تضييق الخناق علي ايران بموجب العقوبات الامريكيه.
مشاركة :