القاهرة: وليد عبد الرحمن أدان عدد كبير من أعضاء هيئة كبار العلماء في مصر، الاتهامات التي وجهتها السويد للمملكة العربية السعودية، واصفين هذا التصرف والتصريحات بـ«الاستفزازية»، مثمنين في الوقت ذاته دور المملكة في دعم القضايا التي تمس حقوق الإنسان في كل الدول العربية وغير العربية. وقال الدكتور أحمد عمر هاشم عضو الهيئة لـ«الشرق الأوسط»، إن «اتهامات السويد للمملكة باطلة.. يريدون من خلالها تشويه صورة الإسلام السمحة». وسبق أن أدان مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية التصريحات المسيئة لها الصادرة من وزيرة خارجية مملكة السويد، والتي تضمنت انتقادا لأحكام النظام القضائي الإسلامي المطبق في المملكة وتعريضا بأسسها الاجتماعية، وانطوت على تجاهل للحقائق وللتقدم الكبير الذي أحرزته المملكة على كل الأصعدة، بما في ذلك المكانة المتميزة التي حظيت ولا تزال تحظى بها المرأة في مختلف المجالات التعليمية والعلمية والصحية والاقتصادية والتجارية. من جانبهم، أدان عدد كبير من كبار العلماء في مصر (وهي أعلى هيئة دينية في البلاد) اتهامات دولة السويد للمملكة العربية السعودية، واصفين إياها بالدعوات المستفزة للعالم الإسلامي أكثر من السعودية، مثمنين دور المملكة العربية السعودية في دعم القضايا التي تمس حقوق الإنسان في كل الدول العربية وغير العربية، معللين ذلك بمواقفها الإنسانية والمساعدات التي كانت تقدمها للمسلمين في بورما وفي أواسط أفريقيا، في غيبة متعمدة من جانب المنظمات الدولية والدول الكبرى. من جانبه، أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، أن جهود المملكة العربية السعودية أكثر من أن تحصى في خدمة الإسلام والمسلمين ونصرة المستضعفين ومراعاة لحقوق الإنسان، واصفا اتهامات السويد والغرب للمملكة العربية السعودية بأنها اتهامات باطلة يريدون من خلالها تشويه صورة الإسلام السمحة المقدمة من خلال جهود المملكة العربية السعودية في العالم الإسلامي. وقال الدكتور هاشم، وهو عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المملكة العربية السعودية بها الكثير من الجنسيات وتحافظ على هوياتهم وعلى حقوقهم وتعطيهم مزيدا من الحرية في أعمالهم، وهذا خير دليل على أن المملكة العربية السعودية تدعم قضايا حقوق الإنسان على أرضها». ويرى الدكتور محمود مهني، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن اتهامات دولة السويد والغرب للمملكة العربية السعودية هي بداية جديدة لجرها في فوضى الشرق الأوسط العارمة أو لمخطط الشرق الأوسط الجديد، مؤكدا أن الغرب سيفشل فشلا ذريعا في إلصاق التهم جزافا بالمملكة العربية السعودية، لأن لها أفضالا على العالم الإسلامي وكذلك العالم الغربي.. «فما أنتم فيه من تقدم ومن رقي ومن استخدام للأدوات الحديثة؛ إلا بفضل بترول المملكة العربية السعودية»، لافتا إلى الدور الكبير والمحوري لها في دعم قضايا العالم الإسلامي وقضايا الشرق الأوسط. ووصف عضو هيئة كبار العلماء أن المملكة العربية السعودية بأنها قلب العالم الإسلامي وقلب العروبة النابض الذي لا يتوقف عن مد يد العون للأمة. وقال مهني لـ«الشرق الأوسط»، عشت بالمملكة 10 أعوام ما وجدت فيها تفريقا بين أحد ممن على أرضها فلا فرق بين عربي وغيره من الجنسيات الموجودة في المملكة، معللا أنه رأى بنفسه أن أهل مكة والمدينة كانوا يتبرعون ويتصدقون بالأموال على أصحاب الجنسيات المختلفة الموجودة بينهم من أموالهم سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين. فيما أكد الدكتور بركات دويدار عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن ما قدمته المملكة العربية السعودية في دعم قضايا العالم الإسلامي لا يعد ولا يحصى، مشيرا إلى أنها منذ عهد الملك السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، وحتى عهد ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز آل سعود وهي لا تتوقف عن دعم ومساندة القضايا الإسلامية وعلى رأسها قضايا حقوق الإنسان، مضيفا لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا الاتهام الموجه للملكة العربية السعودية، هو استفزاز للعالم الإسلامي واتهام له قبل أن يكون اتهام للمملكة». وأشاد دويدار بموقف المملكة العربية السعودية في دعم الشعوب المحتاجة للدعم وعلى رأسهم الشعوب العربية والشعب الفلسطيني بالأخص، مؤكدا محورية الدور الكبير لها في ظل هجمة شرسة يتعرض لها الإسلام والمسلمين، مشددا على أن الله تعالى جعل البيت الحرام بالمملكة لأنها بلد أمين والله حافظها من شر الكائدين لها بالسوء. وكان مجلس الوزراء السعودي قد أضاف في بيان له، أنه «قد حققت المرأة السعودية إنجازات ملموسة في الكثير من المجالات، مع حفاظها على هويتها الإسلامية والعربية، حيث تولت المرأة مناصب قيادية في القطاعين الحكومي والأهلي، إضافة إلى مشاركتها الفاعلة في مجلس الشورى والتي تفوق نسبة مشاركتها فيه نسب مشاركة المرأة في المجالس البرلمانية في الدول الأخرى».
مشاركة :