لا يشك أحد في أهمية المراحل الأولى من التعليم وحساسيتها فهي اللبنة الأولى في بناء العقل، لسنوات طويلة كانت الكثير من الممارسات غير التربوية تمارس على هذه العقول، اليوم اختلف الوضع وأصبح يتحسن يوما بعد يوم بإدخال الأساليب التربوية على العملية التعليمة وخاصة في الصفوف الأولى، ومع انخفاض نسبة الأمية في السعودية إلى هذا الحد من 60 في المائة في عام 1392هـ إلى 4 في المائة عام 1433هـ أصبح التركيز على نوعية التعليم هدفا استراتيجيا. لا يختلف اثنان أن هدف التعليم بشكل عام مساعدة الإنسان للفهم حتى يتمكن من مساعدة نفسة وعائلته ومجتمعه المحيط،، المؤشرات الاقتصادية تشير إلى أننا مجتمع استهلاكي بامتياز، وعملية الوعي بمخاطر الاستمرار في هذا السلوك أصبحت مهمة، وأرى أن يكون لوزارة التعليم دور من أجل تأسس الأجيال القادمة وتسليحهم بثقافة الترشيد كسلوك يمكن تطبيقه على كل شيء بدءا بالدخل وانتهاء بالماء والكهرباء. في برنامجي الإذاعي «نماء وإنماء» استضفت الدكتور كمال شعبان مدير برنامج ريالي للوعي المالي، هذا البرنامج الرائع الذي أتمنى أن يأخذ نصيبه من الدعم وأن يكون له نشاط في مدارسنا بجميع مراحلها فهو برنامج يستحق الدعم. فهو يهدف لتغيير السلوكيات المالية للشباب السعودي تحديدا، خاصة فيما يتعلق بالتخطيط المالي للمستقبل وتحمل المسؤولية، وغرس عادات الإنفاق والادخار السليمة لديهم، مع شرح أهمية وضع الميزانيات المالية لكل فرد، تمهيدا للقضاء على الديون ثم الانتقال إلى ادخار المال، وصولا للاستثمار والتحول من مدين إلى دائن. إن تغيير السلوك والعادات أمر يحتاج وقتا طويلا، لكن البدء من الآن وغرسها سيمكننا في المدى البعيد من جني الأثر الإيجابي الملموس منها، فالتغير التدريجي في السلوكيات خلال التعليم العام عبر إدخال مقررات تتناسب مع الفئة العمرية تستهدف تأسيسا لثقافة الوعي المالي عند الطلاب والطالبات، حتما ستأثر في خلق سلوكيات أكثر وعيا بدأ من تحقيق مصلحة الفرد المادية لتشمل الحفاظ على مقدرات الوطن وإنجازاته من العبث أمام هذا الهدر الهائل. رابط الخبر بصحيفة الوئام: ياسر الزهراني يكتب ..متى يوقف الهدر؟