كلمات تسارناييف.. جوهر محاكمة تفجيرات ماراثون بوسطن

  • 3/18/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

سافرت هيئة المحلفين في محاكمة تفجيرات ماراثون بوسطن إلى موقع غير معلن عنه، لمعاينة القارب الذي تم القبض فيه على جوهر تسارناييف. ما الفرق بين خطاب طويل ممل ورثاء؟ بين وثيقة مبادئ ودعاء؟ كانت طريقة القراءة هي أهم شيء في حالة تسارناييف، الذي يمثل حاليا للمحاكمة في قضية تفجيرات ماراثون بوسطن. خلال سماع إحدى الشهادات الأسبوع الماضي، استجوب محامي الدفاع عميلا في مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن حساب تسارناييف على موقع «تويتر». وطبقا لقراءة العميل الخاص ستيفن كيمبل الأمينة، رسمت رسائل «تويتر» صورة لشاب مسلم يضع اقتباسات لتنظيم القاعدة، ويسير في نهج رسمه لنفسه نحو التطرف. وأوضحت ميريام كونراد، المحامية في فريق الدفاع، أثناء استجواب الشاهد أن تلك الرسائل، التي تبدو معبرة عن نوايا شريرة، والتي كانت من بينها رسالة بالروسية مفادها «سأموت شابا»، كانت مقتبسة من أغان وبرامج تلفزيونية مشهورة، وهو ما جعلها تتسق مع باقي ملامح حياة تسارناييف على «تويتر» التي كانت تتمحور حول الفتيات، والبرغر، وعادات النوم. وبعيدا عن رسائل الـ«تويتر» القليلة، من المعلوم أن تسارناييف أصدر تصريحين فقط بعد تفجيرات ماراثون بوسطن، وكانا مكتوبين. كان الأول إجابة عن أسئلة أجهزة تطبيق القانون عندما كان في المستشفى يعاني الألم وتحت تأثير المهدئات، حيث كان يتنفس من خلال أنبوب، إذ لم يكن قادرا على التحدث؛ بينما كتب الثاني بالقلم الرصاص على جانبي قارب كان في إحدى ورش التصليح في واترلو بولاية ماساشوستس، حيث اختبأ لساعات بعد قتل أخيه الأكبر تامرلان. تم نشر تلك الكلمات، التي خطت على القارب، على أجزاء على مدى عام ونصف العام. وتم تضمين بعض أجزاء منها في الاتهامات الموجهة إلى تسارناييف، لذا من المرجح أن يظل الادعاء العام يراها كأهم دليل إدانة. وكان من بين ما كتبه تسارناييف: «الحكومة الأميركية تقتل المدنيين الأبرياء.. لا يمكنني تحمل رؤية هذا الشر يفلت من العقاب.. نحن المسلمون جسد واحد، إذا جرحتم أحدنا فكأنكم جرحتمونا جميعا.. أنا حاليا لا أود قتل الأبرياء، فهو أمر محرم في الإسلام، لكنه بالنظر إلى ما قد سبق أمر مباح.. توقفوا عن قتل الأبرياء منا أولا ونحن سنتوقف». مع ذلك، بعد أشهر ظهرت العبارات في سياقها الكامل في ملف الادعاء العام.. «أشعر بالغيرة من شقيقي الذي نال (جنة الفردوس) قبلي. لن أحزن لأن روحه ما زالت باقية. الله لديه مخطط لكل شخص؛ وقدري هو الاختباء في هذا القارب وتسليط بعض الضوء على ما قمنا به. أسأل الله أن يكتبني من الشهداء حتى أتمكن من الرجوع إليه، وأكون من الصالحين في الدرجات العلى من الجنة. ومن يهد الله فما له من مضل. الله أكبر».. «إن الحكومة الأميركية تقتل المدنيين الأبرياء منا. لقد بدأت الأمة تصعّد، وتيقظ آخرون منا. أعلم أنكم تقاتلون من ينظر في ماسورة بندقيتكم ويرى الجنة. الآن كيف ستستطيعون منافسة ذلك؟ لقد وُعدنا بالنصر وسوف نحققه بالتأكيد. لا أود قتل الأبرياء فهو أمر محرم في الإسلام، لكن نظرا لما سبق.. فهو مباح. الفضل يعود إليكم. توقفوا عن قتل الأبرياء منا أولا وسوف نتوقف». في تلك الأثناء، حصلت «إيه بي سي نيوز» على صورة للجانب الداخلي من القارب، وأضافت فقرة إلى تلك الكلمات السابقة: «أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. الأفعال (أثر لرصاصة) تأتي مع رسالة، وهي (أثر لرصاصة) إن شاء الله». لذلك علم القراء من خلال الموقع الإلكتروني لـ«إيه بي سي» أن تلك الأجزاء غير المفهومة وغير المقروءة تعني «أثرا لرصاصة» جاء نتيجة تصويب القوات التابعة لأجهزة تطبيق القانون باتجاه القارب، الذي كان تسارناييف (19 عاما) يختبئ به وهو أعزل وينزف دما، وهو ما سيوضحه فريق الدفاع بشكل متكرر. من غير الواضح لماذا لم تضع الحكومة تلك العبارات ضمن ملفات القضية. وبدت بعض حالات الحذف الأولى منطقية، فعلى سبيل المثال، توحي عبارة «أكثركم يعلم ذلك» فجأة بأن تلك الكلمات تفسير جاد أكثر منها إعلان مبادئ من طرف واحد. قبل يوم من المحاكمة طلب فريق الدفاع ألا تكتفي هيئة المحلفين بالاطلاع على صور لتلك الكلمات، بل بمعاينتها مباشرة على جانبي القارب. واعترض الادعاء العام هذا الطلب لسبب وجيه، هو أن القدرة على تجسيد الساعات التي قضاها تسارناييف في القارب قد تساعد فريق الدفاع. مع ذلك، انتصر فريق الدفاع يوم الاثنين، وسافرت هيئة المحلفين بالفعل إلى مكان غير معلن عنه، يقع على مقربة من مبنى المحكمة الفيدرالية في بوسطن، لمعاينة القارب، وآثار الرصاص، والكلمات المكتوبة، والتي لم تكتب بالقلم الرصاص، على عكس ما جاء في التقارير الأولية، بل كانت محفورة على جانب القارب. ومع استمرار المحاكمة، من المرجح أن يعود الادعاء العام إلى تلك الكلمات باعتبارها دليلا على معتقدات وآراء تسارناييف المتطرفة وعدم شعوره بالندم. على الجانب الآخر سوف يشير فريق الدفاع إليها باعتبارها محاولة قام بها مراهق خائف لتفسير ما حدث له. وهذه التفرقة في غير محلها بالتأكيد، لأن المتهم قد يكون متطرفا، ويتمتع بالمثابرة والإصرار، ويشعر بالضياع، والرعب، في آن واحد، لكن ربما تكون حياة تسارناييف رهنا بالتأويل الذي يختاره المحلفون. إن أهم شيء في محاكمة المتهم بتنفيذ تفجير بوسطن هو أن جوهر تسارناييف لم يعترف بذنبه أو بجرمه، لكن من غير المتوقع أن يزعم محاموه أنه لم يتورط في تفجيرات ماراثون بوسطن. * خدمة «نيويورك تايمز»

مشاركة :