ذكرت شبكة تليفزيون الصين الدولية (سي جي تي إن) أن موقف الصين ثابت حيال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي يشهد تصاعدا في قطاع غزة هذه الفترة، حيث تدعو بكين إلى الالتزام بحل الدولتين واستئناف محادثات السلام بين الجانبين في أقرب وقت ممكن. وأضافت الشبكة الإخبارية التابعة للدولة - في تقرير اليوم "الأحد" - أنه خلال الاجتماع بشأن القضية الفلسطينية الإسرائيلية الذي عقده مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الآونة الأخيرة، أكدت الصين مجددا ضرورة الالتزام بحل الدولتين، وحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي من جذوره، مع وجوب أن يدفع المجتمع الدولي تسوية القضية الفلسطينية على أساس مبادئ "مبادرة السلام العربية" و"الأرض مقابل السلام" وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة من أجل إنجاز تأسيس الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة، وضرورة أن تتناسب أي مبادرة جديدة مع هذه المعايير الدولية الأساسية. كما دعا الجانب الصيني المجتمع الدولي إلى الحفاظ على الوحدة والدفع لاستئناف محادثات السلام بين الجانبين في أقرب وقت ممكن، مع وقف بناء المستوطنات وتجنب الإجراءات التي قد تؤدي إلى تدهور الوضع أو تقويض الثقة لخلق ظروف لازمة لاستئناف الحوار، مطالبا جميع الأطراف التي لها تأثير مهم على الشرق الأوسط أن تلعب دورا بناء، وأن تتجنب الأفعال الانفرادية المؤدية إلى تصعيد الوضع في المنطقة، مع استكشاف آليات مبتكرة لتعزيز السلام في الشرق الأوسط. واعتبرت شبكة تليفزيون الصين الدولية أن سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط تعزز الصراع بين فلسطين وإسرائيل، حيث منذ اندلاع مسيرة العودة الكبرى في الـ30 من مارس العام الماضي، قام المواطنون الفلسطينيون بتظاهرات في المناطق التي تجاور إسرائيل في قطاع غزة بلا انقطاع، ما أدى إلى توتر مستمر في الأوضاع. وأوضحت الشبكة أن مسيرة العودة الكبرى التي استمرت أكثر من عام جاءت على خلفية تفاقم الأزمة الإنسانية المحلية، وأصبحت معيشة سكان غزة صعبة للغاية بسبب الحصار القاسي والمستمر لـ 12 عاما من قبل إسرائيل، فيما أسفرت الاشتباكات الناجمة عن المسيرة عن خسائر فادحة بالأرواح في الجانب الفلسطيني، وفي الوقت نفسه، استمرت جماعات مسلحة في قطاع غزة مثل حماس بتبادل إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية، التي شنت غارات جوية مكثفة، ما يجعل الصراع بين الجانبين يتصاعد باستمرار. وأشارت الشبكة الصينية إلى أن محللين يرون أن تغيير الولايات المتحدة سياستها تجاه الشرق الأوسط عامل مهم في تصاعد التوتر بين فلسطين وإسرائيل خلال العامين الأخيرين. ففي ديسمبر عام 2017، أعلنت الولايات المتحدة اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفي مايو عام 2018، قامت الولايات المتحدة بنقل سفارتها لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، الأمر الذي أثار استياء شديدا لدى الفلسطينيين. إضافة إلى ذلك، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتفكير في "صفقة القرن" منذ توليه الرئاسة لدفع تحقيق السلام النهائي بين فلسطين وإسرائيل، ولكن دون أن تنص الصفقة على "إنشاء دولتين على أساس حدود عام 1967"، ما أدى برئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية مؤخرا للتأكيد إلى أن فلسطين لن تقبل "صفقة القرن".
مشاركة :