تشو شيوان ** أجواء مشحونة ومضطربة عاشتها شعوب الشرق الأوسط إثر الصراع الأخير الذي حدث بين إسرائيل والفلسطينيين، ولو نظرنا للصورة من منظور شامل، نجد أنَّ الأبرياء وحدهم من يدفعون الثمن، وهذا حال الحروب والصراعات في كل مكان، ولكن استمرار الصراع بين الجانبين طيلة هذه العقود من الزمن دون إيجاد حلول جذرية وسلمية هو مأساة لشعوب المنطقة. وللصين موقف واضح لعملية السلام، وقد دعت مرارًا وتكرارًا لوجوب الوقوف على حلول عملية لحل القضية وإيجاد مسارات واضحة لكلا طرفي الصراع للمضي قدمًا. وخلال المشاورات الطارئة التي عقدها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأحد من هذا الأسبوع، حول الوضع الفلسطيني الإسرائيلي، أعرب تشانغ جيون مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة عن موقف الصين حول الوضع الفلسطيني الإسرائيلي الراهن، ودعا جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة ضبط النفس وتجنب المزيد من تصعيد الصراع، في حين أعربت الصين عن قلقها البالغ إزاء الاشتباكات العنيفة بين إسرائيل والفصائل المسلحة في غزة والتي أسفرت عن عدد مأساوي من الضحايا المدنيين. كما أعربت الصين عن قلقها العميق إزاء احتمال زيادة تدهور الوضع، وأدانت جميع أعمال العنف والهجمات ضد المدنيين. ودعت الصين جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب المزيد من تصعيد الصراع والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن، مؤكدة أنَّه على جميع الأطراف الالتزام باحترام القانون الإنساني الدولي والامتناع عن شن هجمات وتدمير المرافق المدنية. وأشارت الصين إلى أنَّ الوضع الحالي هش للغاية، وأكدت أن الصين تدعم التوسط الذي يمارسه الأمين العام للأمم المتحدة والبلدان ذات الصلة لتهدئة الوضع في أقرب وقت مُمكن. وينبغي أن يظل مجلس الأمن يُراقب عن كثب وأن يكون على استعداد لاتخاذ الإجراءات اللازمة في أي وقت لتعزيز الحوار وتحقيق وقف لإطلاق النار واستعادة السلام، وقد أوضحت الصين أن الوضع الفلسطيني الإسرائيلي عرف أزمات عدة وذلك يعود أساسا إلى انحراف عملية السلام في الشرق الأوسط عن المسار الصحيح، والتآكل المستمر لأساس حل الدولتين، وعدم التنفيذ الفعال لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. ودعت الصين المجتمع الدولي والأطراف المعنية إلى التركيز على كسر الحلقة المفرغة، وتجاوز الإدارة الجزئية للأزمة، وبذل جهود ملموسة لتعزيز حل الدولتين. هذا ما جاء من تصريحات وردود فعل رسمية للصين ومن خلال قراءة الخطاب الصيني تجاه القضية، نجد فيه ضرورة حماية المدنيين والممتلكات العامة والمدنية بأي شكل من الأشكال، فهؤلاء الأبرياء هم من سيعانون على المدى الطويل والقصير، وأيضًا نجد تركيزا واضحا على أن الحل يكمن بحل الدولتين وتأسيس دولة للفلسطينيين وهذا لا يتطلب قبول الطرفين فقط بل يحتاج لجهود كبيرة من المجتمع الدولي للوصول لهذا الهدف وبأسرع وقت مُمكن، ومن وجهة نظري أننا أمام قضية لها وزنها وتأثيرها المباشر على المنطقة ويجب أيضًا أن تتعاون دول المنطقة وأقصد دول الشرق الأوسط والدول العربية لإيجاد تقارب في الرؤى ووضع آلية عمل واضحة لحل القضية الفلسطينية الإسرائيلية لكونها قضية المنطقة الرئيسية وتؤثر وتلقي بظلالها على جميع مناحي الحياة. المجتمع الدولي يجب أن يتحرك بحزم تجاه القضية الفلسطينية الإسرائيلية والعزم بجدية لإيجاد أرضية تفاوض مناسبة لجميع الأطراف ووقف استنزاف الأرواح، والمجتمع الدولي سيجد في الصين شريكا يراعي ويدعم السلام ولن تجده يومًا يقف طرفًا في قضية تخص شعب وأمة بل تترك لهم حرية إصلاح ما بينهم وتدعم توافقهم وتحثهم على السلام، وهذا ما على الكثير من الدول أن تقوم به بدلًا من تأجيج الوضع أو تهويله. الصين ستبذل أقصى جهودها لتطبيق مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، وتعمل على الحفاظ على السلام والتنمية والاستقرار في العالم بشكل عام، وبخصوص عملية السلام في الشرق الأوسط، وذلك من أجل خلق بيئة مواتية للتنمية إقليميًا ودوليًا.
مشاركة :