متسولون ينشطون في «رمضان» مع النفوس الخيّرة

  • 5/6/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ينشط المتسولون والمتسولات في هذا الشهر المبارك لما له من أثر في ترقيق النفوس وميلها الكبير للبذل والعطاء لاسيما في أماكن العبادة وقربها وبينهن سيدات تفضل حمل الرضيع لاستمالة قلوب الناس والتعاطف معها من أجل العطاء، وعلى الرغم من أن التصدق وإخراج الصدقات للمحتاجين في مثل هذا الشهر هو من سمة المؤمنين والأخيار إلا أن هؤلاء يشوهون عمل الخير ويمارسون الخديعة والاحتيال في وقت نحن فيه أحوج إلى الصدق وتطهير النفس من الغش والتدليس. وترى فاطمة الحسين بائعة في أحد المحلات النسائية أن المتسولات من غير السعوديات ينشطن بشكل كبير خلال هذا الشهر، وينتشرن بكثرة في ممرات في بعض (المولات) وعند الأبواب الرئيسة رافعات أيديهن لطلب المال والمساعدة، فيما لا تكتفي البعض منهن بالتسول في مكان واحد فتتنقل مستخدمة عبارات تحاول بها أن تكون مؤثرة كـ»أنا امرأة محتاجة وفقيرة ولدي ديون وزوجي مسجون» أو «عندي طفل معوق ومريض يحتاج للدواء والمساعدة» وهناك من تدعي بأن الكهرب مقطوع عليها وبأن صاحب العقار التي تسكنه يطلب منها إخلاء المسكن؛ لأنها لم تدفع له لأشهر طويلة وغيرها من العبارات التي تجد الكثير من التفاعل من قبل المارة والعابرين والمشترين، وتؤكد منيرة إسماعيل مهتمة بالدراسات الاجتماعية أن هناك وللأسف تقصيرا من الجهات المعنية بمكافحة التسول جوار المطاعم وأماكن بيع الحلويات وفي الشوارع العامة والأسواق علما أنه قد يكون قل وجودهم جوار إشارات الطرق العامة ولكنهم ما زالوا يفترشون الطرق لاسيما في شهر رمضان المبارك مبينة أن هناك خللا في الإجراءات المعمول بها لمكافحة التسول داعية إلى نظام صارم بردع مثل هؤلاء، مع استحداث مكاتب قادرة على تغطية مختلف المواقع مشيرة إلى الدور الذي يجب أن يقوم به المواطن في التبليغ عنهم وليس بالتعاطف معهم وتقديم الأموال، وقالت نسرين خالد مشرفة تربوية في القطاع التعليمي: إننا من نسمح لهذه الظاهرة بالانتشار مضيفة أن هناك استغلالا كبيرا حتى من قبل الجاليات غير المسلمة؛ حيث تعلم أن المسلمين يتصفون بالرحمة والبذل وهذه حالة صحية لكن يجب أن تكون موجهة للمكان الصحيح، مشيرة إلى تزايد التسول المبطن الذي يقوم أصحابه بالتسول بطريقة ذكية كما هو حال بعض عمال النظافة الذين أصبحوا يتسولون بذريعة عملهم ونحن للأسف من شجعناهم على التسول، حيث نجدهم يهملون عملهم الذي يحصلون مقابله على راتب منتظرين عند إشارات المرور حيث أصبحوا يعلمون بأن الكثير من السيارات ستقف وتخرج النقود من المحفظة حتى تقدم لهم المال من باب التعاطف وهذا دفع بعض العمالة إلى التخفي خلف لباس عامل النظافة حتى يتسول ويحصل على المال الذي أصبح يفوق راتبه الشهري، وترى هدى العلي مختصة اجتماعية أن المجتمع يسهم بشكل كبير في زيادة هؤلاء المتسولين حينما يتعاطف معهم، وهناك لبس كبير لدى الأفراد بين بذل العطاء وتقديم الصدقات وبين اختيار الفئة المستحقة لمثل هذه الصدقات، وحقيقة أن أصحاب الحاجات والمساكين من المحتاجين يتعففون عن السؤال ولذلك يجب أن يتزود المجتمع بالوعي تجاه مفهوم العطاء والبذل المادي فلا تعطى الصدقات إلا من يستحقها مشيرة إلى أن هناك مفهوم العيب الذي يتحكم في تعاطي الناس مع هؤلاء المتسولين فنجد بعض السيدات والرجال يخجلون من أن يردوا المتسولين إذا ما طلبوا المساعدة المادية في حين يجب أن يكون هناك ثبات في المواقف تجاههم ووضوح فلا يجب أن نساعدهم على التسول وحينما يكون هناك نوع من الوعي بالطرق الكفيلة للتعاطي معهم فإننا سنجدهم يقلون. إلا أن ذلك للأسف لا يحدث فنحن دوما من صنع المتسولين والدليل بأننا صنعنا من عمال النظافة في الشوارع متسولين بوظيفة رسمية وهنا تكمن المشكلة.

مشاركة :