تهديدات ترامب تُشعل الحرب التجارية مجدداً

  • 5/6/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

هبطت أسعار النفط أمس، متأثّرة بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتهديداته بأنه سيرفع الرسوم الجمركية على سلع صينية هذا الأسبوع، ما ينذر بتعطيل المحادثات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 60.57 دولارا للبرميل، منخفضا 1.37 دولار أو 2.2 في المئة عن التسوية السابقة. ونزل خام القياس العالمي برنت عن 70 دولاراً للبرميل، وجرى تداوله في العقود الآجلة عند 69.34 دولاراً للبرميل، بانخفاض 1.51 دولار، أو 2.1 في المئة في سعر آخر إغلاق. وكتب ترامب على «تويتر» أنه سيرفع الرسوم الجمركية كثيراً على سلع صينية هذا الأسبوع، ما دفع الأسواق المالية الى الهبوط، بما في ذلك عقود النفط الآجلة. وقال جاسبر لولر مدير الأبحاث في «لندن كابيتال غروب» للسمسرة في العقود الآجلة: «الموقف المتشدّد المفاجئ الذي تبنّاه ترامب تجاه الرسوم الجمركية على الصين أقلق المستثمرين الذين يسارعون إلى خفض مستويات تعرّضهم للمخاطر في الأسواق». وتابع: «احتمال تعثّر المحادثات التجارية المستمرة منذ شهور بسبب ترامب أثار مخاوف بشأن الطلب على النفط في المستقبل». ضغوط مكثّفة وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب كثّف الضغط على الصين، من أجل التوصّل إلى اتفاق تجاري، عندما صرّح برفع الرسوم الجمركية على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار وسيستهدف بضائع أخرى بمئات المليارات قريبا. وتشكل الخطوة تصعيدا كبيرا في التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم وتحوّلا في نبرة ترامب، الذي كان يشير إلى تقدّم في محادثات التجارة يوم الجمعة. وبالتالي هوت أسواق الأسهم ونزلت أسعار النفط بعد أن اكتنفت الضبابية المفاوضات. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الصين تبحث إلغاء المحادثات التجارية المقررة هذا الأسبوع في واشنطن في ضوء تصريحات ترامب التي فاجأت مسؤولين صينيين. وجاء قرار ترامب بعد أن قدم الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر تقريرا لا يبعث على تفاؤل بشأن المحادثات، حيث ذكر أن الصين تتراجع عن بعض التعهدات السابقة. وصرح المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز بان استمرار المحادثات وكيفية استمرارها من القضايا التي تخضع لإعادة تقييم في الوقت الحالي. وأضاف «كل ذلك يتوقف على موقف الولايات المتحدة». وقال ترامب إنه سيرفع الرسوم على سلع بقيمة 200 مليار دولار من 10 في المئة إلى 25 في المئة يوم الجمعة متراجعا عن قراره السابق في فبراير بإبقاء الرسوم عند 10 في المئة بعد احراز تقدم في محادثات التجارة بين البلدين. كما قال الرئيس الأميركي إنه سيستهدف سلعا صينية أخرى بقيمة 325 مليار دولار برسوم جمركية 25 في المئة «بعد وقت قصير» ليغطي بذلك جميع واردات الولايات المتحدة من الصين. وفد تجاري صيني يتجه إلى أميركا من جهتها، قالت وزارة الخارجية الصينية إن وفدا صينيا يستعد للسفر إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات تجارية لبحث القضية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ خلال مؤتمر صحافي روتيني: «نسعى حالياً لفهم الوضع»، مضيفاً أن «الفريق الصيني يستعدّ حالياً للتوجه إلى الولايات المتحدة لإجراء مفاوضات»، من دون تحديد ما إذا كان الوفد سيتوجه كما كان مقرراً هذا الأسبوع إلى واشنطن، حيث يُفترض أن تبدأ جلسة مفاوضات جديدة الأربعاء. ولم يحدد المتحدث أيضاً ما إذا كان كبير مفاوضي بكين ليو هي، الذي يُعتبر مقرباً من الرئيس الصيني شي جينبينغ، سيذهب شخصياً إلى واشنطن. المركزي الصيني يتخذ إجراءات تحفيزية ولتفادي وقع تغريدات الرئيس الاميركي على الاقتصاد الصيني، أعلن البنك المركزي الصيني أنه سيخفض مبلغ الاحتياطيات التي يجب أن تحتفظ بها البنوك الصغيرة والمتوسطة الحجم لديه في الـ15 من الشهر الجاري بهدف خفض تكاليف التمويل للشركات الصغيرة. فبالنسبة للبنوك الريفية سيتم تخفيض النسبة المطلوبة كاحتياطيات إلى %8 وهو ما يتماشى مع الإجراءات المتبعة بالنسبة للتعاونيات الائتمانية الريفية. وأوضح البنك المركزي الصيني أن نحو ألف بنك سيستفيد من هذا التغيير، الأمر الذي سيتيح أكثر من 41 مليار دولار إضافية لإقراض الشركات الخاصة الصغيرة. انخفاض اليوان في ما يتعلق بالعملة الصينية، يتجه اليوان الصيني لأكبر نزول له في عشرة أشهر بعد تهديدات الرئيس الأميركي الاخيرة بينما قفزت العملات التي تعد ملاذا آمنا مثل الين وسط عزوف عن المخاطرة. وقال أولريش لويختمان رئيس أبحاث العملات والأسواق الناشئة لدى كومرتس بنك في فرانكفورت «قد يؤدي هذا إلى عزوف عن المخاطرة عالميا، لا سيما بعد الهدوء الأخير في الأسواق». وقادت العملة الصينية الخاسرين بنزولها حوالي نقطة مئوية لتقترب من أدنى مستوياتها هذا العام عند حوالي 6.80 للدولار. وانخفض البيزو المكسيكي والليرة التركية بأكثر من نصف نقطة مئوية لكل منهما. وتراجعت عملات أخرى ترتبط مصائرها كثيرا بالاقتصاد الصيني مثل الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي اللذين نزلا بما بين 0.3 و0.5 في المئة. وبعيدا عن الضعف في اليوان وعملات أخرى من الأسواق الناشئة مثل الليرة التركية، استقر الدولار بشكل كبير مقابل سلة من العملات. البورصات وتابعت بورصات منطقة الخليج ومصر تراجعاتها امس الاثنين، بعد تهديدات ترامب برفع الرسوم الأميركية على البضائع الصينية. التراجعات الأقوى كانت من نصيب سوق الأسهم السعودية والتي تخطت الـ%3، ليصل المؤشر إلى 8900 نقطة، بعد خسارة نحو 275 نقطة. وقال وسيم جمعة، مدير إدارة الموجودات في كابيتال للاستثمارات «تغريدة ترامب لعبت دوراً كبيراً بشحن الأجواء بشكل سلبي في الأسواق العالمية وأثرت في التجارة العالمية، تراجعات حادة بحوالي %6 لمؤشرات آسيا. يضاف إلى ذلك عامل نفسي آخر وهو التصريح عن دخول حاملة طائرات إلى المنطقة، ولكن كل ذلك يبقى تحت العامل النفسي. هناك انتخابات رئاسية في أميركا وهذه التصريحات أقرب بعرض العضلات والمناوشات من التهديد بحرب حقيقية، والدليل أن أسعار النفط تراجعت ولم ترتفع في ظل هذه التصريحات والإعلانات». وأضاف جمعة «أدت هذه العوامل مع نزول سعر النفط لموجة من الخوف لهبوط الأسواق المحلية، لكن برغم النزول الحاد لدينا العديد من الفرص التي يجب أن نلتفت لها بالداخل». البورصة المصرية أيضاً تكبّدت خسائر حادة بنسبة %2.23، ليهبط المؤشر إلى مستوى 14187 نقطة، في حين تراجع مؤشر سوق دبي بنسبة %0.55، وأبوظبي إلى 5170 نقطة. من جهة أخرى، انخفضت الأسهم الأوروبية في ختام تعاملات الإثنين بضغط من مخاوف تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. ومن المنتظر صدور بيانات مبيعات التجزئة في منطقة اليورو في وقت لاحق، وسط توقّعات بانخفاضها بنحو %0.1. وفي بداية الجلسة، انخفض مؤشر «ستوكس يوروب 600» بنحو %1.33 أو 5 نقاط إلى 385 نقطة. وتراجع مؤشر «داكس» الألماني بنحو (- 212) نقطة إلى 12200 نقطة، وهبط المؤشر الفرنسي «كاك» بنحو (- 109) نقاط إلى 5439 نقطة. جدير بالذكر أن بورصة لندن مغلقة اليوم بسبب «عطلة البنوك أوائل مايو»، على أن تستأنف تداولاتها الثلاثاء. ( وكالات – العربية.نت) الذهب يرتفع وسط قلق بالأسواق العالمية ارتفعت أسعار الذهب امس، بعدما هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بزيادة الرسوم على السلع الصينية، في تصعيد للتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما دفع المستثمرين إلى العزوف عن المخاطرة وعزز الأصول الآمنة. وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 1282.51 دولار للأوقية (الأونصة). وارتفع الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.2 في المئة إلى 1284 دولارا للأوقية. وقوّضت هذه التصريحات الأسهم العالمية وأسعار النفط، في حين عزّزت الين، الذي يعتبر مثل المعدن الأصفر من الملاذات الآمنة في أوقات الاضطرابات الجيوسياسية أو الاقتصادية العالمية. ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة 0.5 في المئة إلى 14.85 دولاراً للأوقية، في حين نزل البلاتين 1.5 في المئة إلى 856 دولاراً للأوقية. وهبط البلاديوم 1.1 في المئة إلى 1356.51 دولاراً للأوقية. شركة صينية ناشئة مدعومة من «تنسنت» تؤجّل طرح أسهمها في الولايات المتحدة تعتزم الشركة الصينية الناشئة، وهي منصة للبث المباشر لألعاب الفيديو «دويو إنترناشيونال هولدينغز» تأجيل الطرح العام لأسهمها في الولايات المتحدة، وفقًا لما ذكرته مصادر على دراية بالأمر لـ «بلومبيرغ». وتخطّط «دويو» المدعومة من «تنسنت» لتأجيل الاكتتاب العام أسبوعاً على الأقل، بعدما كانت تنوي بدء حملة الترويج للاكتتاب الإثنين. وجاءت تلك الخطوة عقب تصاعد التوتّرات التجارية بين البلدين. (وكالات، العربية.نت)

مشاركة :