بعد مرور شهر على إطلاق الجيش الليبي عملية عسكرية لتحرير العاصمة طرابلس من الإرهاب، برزت خلافات كبيرة بين الميليشيا المسلحة بالعاصمة داخل ساحات المعارك، كشفت عن حجم العداوات والانقسام الكبيرة فيما بينها، كما فضحت «التحالف المزيف» الذي انخرطت فيه، لقتال الجيش ومنعه من انتزاع السيطرة على طرابلس. وشهدت الساعات الأخيرة وقوع خلافات كبيرة بين ميليشيات مصراتة، بقيادة صلاح بادي قائد كتيبة «لواء الصمود»، وميليشيا ثوار طرابلس، التي يقودها هيثم التاجوري. وبدأت تظهر شعارات في العاصمة مناهضة لتواجد ميليشيات مدينة مصراتة في طرابلس. «تحالف غير متجانس» من جهته، أكد الناشط الحقوقي والباحث السياسي الليبي، سراج التاورغي أن هذه الميليشيا التي توحدت تحت راية الدفاع عن طرابلس ومحاربة الجيش الليبي، «هي نفسها التي تتقاتل فيما بينها منذ سنوات داخل العاصمة على السلطة والنفوذ وتشارك وتعمل في مجال الجريمة وتهريب البشر والوقود». وأشار التاورغي إلى أن «الجيش نجح في ضرب هذا التحالف المزعوم وأفقد المجموعات الثقة في بعضها البعض، حيث انسحبت ميليشيات ثوار طرابلس من محاور القتال التي تواجدت فيها ميليشيا صلاح بادي». كما تحدث عن «التحالف غير المتجانس»، الذي تشكل بين الميليشيات المسلحة في طرابلس لمواجهة الجيش، بالنظر إلى حجم العداوات بينها، الراجعة أساساً إما إلى خلافات شخصية بين قادة الميليشيا وأيديولوجية أو تنافس محموم على السلطة والأرض والمصالح الاقتصادية بالعاصمة. ولفت إلى أن المعركة التي يقودها الجيش هذه الأيام لتحرير طرابلس من الإرهاب «أجبرت الميليشيا على رص صفوفها والاجتماع على رأي وهدف واحد فقط، وهو الدفاع بشراسة عن مناصبها ومناطق نفوذها والمحافظة على ثرائها غير المشروع، لأنهم يعرفون أنه عندما يسيطر الجيش سيتم فرض القانون، وعندما يتم فرض القانون سيكون مكانهم السجن، بالنظر إلى حجم الجرائم التي ارتكبوها في حق الليبيين».طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :