أوزبكية من «أرامل داعش» تروي تفاصيل الهروب من «الجحيم»

  • 5/7/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن الهروب من جحيم ما يسمى بـ«دولة الخلافة» التي أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي عن تأسيسها بالأمر السهل. ويصبح الأمر شبه مستحيل عندما يدور الحديث عن «أرملة داعشي»، أعدم «التنظيم» زوجها، وتُركت وحيدة وسط «وحوش العصر»، مع أطفال صغار، بعضهم لم يكتب له البقاء على قيد الحياة، وكل هذا خلال رحلة الهروب إلى، ومن «داعش»، التي استمرت عدة سنوات، عبر إيران نحو «طالبان»، ومن ثم إيران مجدداً ومنها إلى تركيا وأخيراً سوريا، المحطة الأخيرة قبل «النجاة». فصول مأساوية جديدة عن حياة «أرامل داعش» كشفت عنها مواطنة أوزبكية اسمها ديلنوز.حالها حال معظم «زوجات» و«أرامل الدواعش»، تقول ديلنوز إن كل شيء جرى دون معرفة مسبقة منها بأنها ذاهبة مع زوجها وصغارها في رحلة محطتها الأخيرة «داعش»، بعد عدة سنوات في مناطق «طالبان». وحسب روايتها بدأت رحلتها مع صغارها نحو المجهول في عام 2011. حين قررت الانضمام إلى زوجها، الذي كان يعمل في مدينة بطرسبورغ في روسيا. ومن هناك عبر أذربيجان، انتقل الزوجان إلى إيران. وبعد شهرين تقريباً انتقلا إلى أفغانستان. مقابل إصرارها على العودة إلى أوزبكستان، وافق الزوج لكن على أن تعود وحدها مع الأطفال. وحسب روايتها أدركت في هذه اللحظة تحديداً أن زوجها «انضم إلى الجهاد». تؤكد ديلنوز إنها حاولت الفرار، لكنها لم تجرؤ على ذلك، وتقول في إشارة إلى طالبان: «لو علموا بأنني أريد الفرار سيقتلونني».رغم تعقيدات الحياة هناك، ورغم خلافها مع زوجها بشأن ضرورة العودة إلى أوزبكستان، أنجبت ديلنوز في أفغانستان طفلهما الثالث، عبد الرحمن، إلا أنه توفي نتيجة إصابته بمرض الحصبة، بينما كان والده غائباً طيلة 7 أشهر. تقول ديلنوز إن الزوج «طلب المغفرة» عندما أدرك أنه خسر ابنه، وقال: «علينا الآن أن نسافر إلى تركيا»، وأصر على رفض فكرة العودة إلى أوزبكستان، خشية من أن يتعرض هو وزوجته للاعتقال.في إسطنبول التي وصلاها عبر إيران دون أن تكون بحوزتهما أي وثائق إثبات شخصية، قرر الزوج حلق لحيته التي كبرت خلال وجوده مع «طالبان»، ورغم التعقيدات توفرت له فرصة عمل، حسب رواية زوجته ديلنوز، وبدأت أمورهما تسير على نحو جيد، ورزقا هناك بطفل جديد أسمياه أيضاً عبد الرحمن. بدأ الفصل الجديد من معاناة ديلنوز حين أصيب عبد الرحمن بمرض، واحتاجا المال لتغطية علاجه. وقال الأطباء إن الطفل بحاجة إلى العلاج وإلا سيموت. هنا ظهر أوزبكي آخر، اسمه علي، قال الزوج إنه عرض عليهما مبلغ 10 آلاف دولار لعلاج الصغير. وما إن تماثل عبد الرحمن للشفاء أخذ علي يطالب الزوج برد الدين، ولما كان الأخير عاجزاً عن توفير المبلغ، اقترح عليه علي «الذهاب إلى سوريا للعمل في مجال النفط». وبالفعل تم نقل الزوج إلى الرقة من ثم إلى الميادين. إلا أنه عاد بعد عدة أشهر، وقال لزوجته إنهم «يكذبون، لا يوجد أي نفط، الجميع إرهابيون». رغم ذلك، ولأسباب لم توضحها، انتقلت ديلنوز مع زوجها وطفليهما للعيش في مناطق «داعش» داخل الأراضي السورية. وفي أكتوبر (تشرين الأول) عام 2017. أتي شخص وأبلغ ديلنوز أنها باتت أرملة، وعليها التزام «العدة»، وعندما حاولت الاعتراض، عرض لها الرجل تسجيلاً على الهاتف، يظهر فيه زوجها قتيلاً بعيار ناري، بعد أن كسروا له قدمه. وعلم ابنها البكر من أطفال آخرين تلقى معهم تدريبات بأن «التنظيم» أعدم والده لأنه حاول الفرار. وفي روايتها «الهروب من (داعش)» تقول ديلنوز إنها علمت بعد نقلها إلى «دار الأرامل» بمهرب يمكنه نقلها مع صغارها الثلاثة إلى تركيا مقابل مبلغ محدد، لذلك قررت الاتصال بوالدتها، وقامت بذلك من خلال ابنها البكر البالغ 11 عاماً، كانت تكتب له نص الرسالة وهو يرسلها عبر مقهى الإنترنت إلى جدته في أوزبكستان، وتواصل بالطريقة ذاتها معها الأمن الأوزبكي، وطلبت منه المساعدة لتأمين هروبها. وبعد توفر المبلغ بدأت عملية الهروب، وجلست الأم مع صغارها في صندوق تحمله سيارة. بعد عدة أيام وصل الجميع إلى إدلب، إلا أنهم وقعوا مجدداً بأيدي «داعش»، وقام مقاتلوه بإعدام المهرب بتهمة «اختطاف أرملة مع أطفالها». رغم ذلك لم تفقد ديلنوز الأمل وتواصلت مجدداً مع «عناصر استخبارات أوزبكيين في المنطقة». وتقول إنها وصلت بعد ذلك إلى تركيا وسلمت نفسها هناك لموقع عسكري. وبعد اتصالات مع السفارة تم نقلها، وحصلت على الوثائق الضرورية للعودة إلى أوزبكستان. وهي موجودة هناك حالياً، وتوكد أن الجميع استقبلها بشكل جيد وأن أطفالها الثلاثة بخير ويذهبون إلى المدارس مثل أي أطفال آخرين.

مشاركة :