احتدام المنافسة في سوق الإعلانات الإلكترونية والسيطرة تتحول لمصلحة "أمازون"

  • 5/7/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لطالما شكلت الإعلانات إحدى الوسائل المهمة في عمليات التسويق للمنتجات والخدمات، وشهدت الإعلانات في ظل التحول الرقمي تغيرات جذرية في الأساليب والأدوات، خاصة مع الاعتماد على المنصات الإلكترونية بمختلف أنواعها، ودفع هذا التحول عمالقة تقنية المعلومات للدخول في هذا المجال بقوة ليس في سبيل المنافسة فحسب بل بالسيطرة عليه، ومع دخول العام الجديد باتت المنافسة على أشدها بين شركات التكنولوجيا العملاقة "جوجل ومايكروسوفت وأمازون" التي باتت تستغل خدماتها ومنصاتها لتوفير الخدمات الإعلانية، وجعلها أكثر قبولا ورواجا بالنسبة للمعلنين. المنافسة بين "جوجل وأمازون" وتواجه "جوجل"، التي تعد أكبر منصة إعلانية رقمية في الولايات المتحدة، منافسة متزايدة من المواقع، التي يشتري منها الأشخاص المنتجات، والأماكن، التي يعتقد أنها آمنة من أي محتوى يحتمل أن يكون مسيئا، خاصة المواقع والمتاجر التابعة لشركة أمازون، حيث إن المعلنين بدأوا بنقل المبالغ المالية المدفوعة مقابل الإعلانات من المنصات، حيث يبحث الناس عن منتجات إلى أماكن مثل "أمازون"، حيث يقومون بالشراء، من أجل أن يكونوا أقرب، وبحسب شركة الأبحاث eMarketer، فإن "أمازون" تحظى بحصة أكبر من ميزانيات الإعلانات للمعلنين، ويأتي بعض نموها على حساب ما كان يجب أن يذهب إلى "جوجل"، لكن ليس لهذا الأمر أثر كبير على نمو عائدات إعلانات "جوجل" في الوقت الحالي. ومع أن الحجم الضخم لشركة جوجل، التي وصلت إيراداتها في الربع الأول من العام الحالي إلى 36.3 مليار دولار، يعني أن النمو يجب أن يتباطأ مع تباطؤ ميزانيات الإعلانات الرقمية العالمية، والاقتصادات الدولية أيضا، فقد حققت أعمال "أمازون" الإعلانية المدمجة في قطاع الإعلانات والمبيعات 2.7 مليار دولار في الربع الأول، أي أقل من 10 في المائة مبيعات إعلانات "جوجل". وفي الوقت ذاته، عانت منصة "يوتيوب"، وهي خدمة استضافة وبث الفيديوهات المملوكة لشركة جوجل، من أجل وقف انتشار المحتوى الضار، أو محتوى البالغين على الموقع، ما دفع بعضا من كبار المعلنين، بما في ذلك شركات الاتصالات مثل AT&T، إلى إزالة الإعلانات خشية ظهورها بجوار المحتوى المسيء. "مايكروسوفت" "لينكيد إن" اللاعب الجديد مع احتدام المنافسة، تواصل شركة مايكروسوفت حملتها لإعادة تسمية عديد من منتجاتها باستخدام اسمها، الأمر الذي دفعها إلى فصل العلامة التجارية Bing عن أعمالها الإعلانية على الإنترنت، والتي أصبحت الآن معنونة باسم Microsoft Advertising، وأشارت الشركة عبر الإعلان عن إعادة تسمية Bing Ads إلى Microsoft Advertising إلى أنها ستتحرك بقوة أكبر في هذا المجال، وتوسع نطاق خدماتها، موضحة أن إعادة تسمية العلامة التجارية أكثر من مجرد تحديث سطحي. يذكر أن "مايكروسوفت" قدمت سابقا مجموعة واسعة من المنتجات الإعلانية عبر عديد من الخدمات المختلفة، بما في ذلك Bing، وويندوزLinkedIn وأثبتت "جوجل" أنه في الإمكان بناء امبراطورية هائلة بالاعتماد على بيانات الإعلانات، كما أنها توفر أيضا سيلا مستمرا من الأموال، وبالنظر إلى أن "مايكروسوفت" لا تمانع في عرض قدراتها التحليلية فيما يتعلق بالبيانات، فإن الإعلانات المستهدفة تعد فرصة مثالية لها. وقالت "مايكروسوفت" إن إعادة التسمية هي عبارة عن تحول بسيط، لأن عملاءها وشركاءها يعرفوننا بالفعل باسم "مايكروسوفت"، وعديد منهم يستغلون منتجاتنا الإعلانية الجديدة، التي تتجاوز البحث، مثل Microsoft Audience Network وذكرت أن محرك بحث Bing سيظل بمنزلة العلامة التجارية للبحث بالنسبة للمستهلك، وأوضحت الشركة أن محرك بحث Bing سيصبح أكثر أهمية؛ لأن البيانات المقصودة تقود إلى مزيد من التخصيص وابتكار المنتجات. وكانت الشركة قد بدأت بدمج الرسوم البيانية لبيانات الجمهور في "لينكدإن"، و"مايكروسوفت" في عام 2017، وجعلت بيانات "لينكدإن" متاحة للاستهداف عبر Microsoft Audience Network، وإعلانات البحث، العام الماضي. يذكر أن محرك البحث أصبح رابحا في عام 2015، وجاء ذلك بعد سنوات من استثمار الشركة في مراكز البيانات، والشراكات المختلفة التي حاولت من خلالها عملاقة البرمجيات اكتساب مكانة بارزة في سوق البحث على الويب. وساعد قرار إضافة محرك بحث Bing ضمن عدد من منتجات وخدمات "مايكروسوفت" المختلفة، مثل "ويندوز"، على اكتسابها لبعض الأسواق.

مشاركة :