ترامب يربك الأسواق ويصعد ضد الصين

  • 5/7/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مع تواصل الاستعدادات في الولايات المتحدة والصين، لجولة جديدة من المفاوضات هذا الأسبوع، التي توقع البعض أن تكون حاسمة، فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب العالم بتغريداتٍ على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أعلن فيها نيته مضاعفة التعريفات الجمركية على البضائع الصينية الواردة إلى بلاده، وإضافة تعريفات أخرى لم تكن موجودة من قبل. وفي تغريدة، قال ترامب إنه يعتزم رفع التعريفات الجمركية من 10% إلى 25% على ما قيمته 200 مليار دولار من مشتريات الولايات المتحدة من الصين، التي كان يجري التفاوض بشأنها على مدار الشهور الأخيرة. وفي تغريدة أخرى، أعلن ترامب عزمه فرض تعريفة جمركية جديدة بنسبة 25%، على ما قيمته 325 مليار دولار من المنتجات الصينية الإضافية الواردة إلى الولايات المتحدة. وأشار ترامب إلى أن «التعريفات المدفوعة إلى الولايات المتحدة كان لها تأثير محدود على تكلفة المنتج، وأغلبه تحملته الصين»، كما أكد أن التفاوض مع الصين مازال مستمراً، «إلا أنه يمضي بمعدل بطيء جداً». وفي الساعات الأولى من تعاملات الأسبوع الجديد التي بدأت صباح أمس، انخفض مؤشر «شنغهاي» للأسهم الصينية بنسبة 5.58%، ومؤشر بورصة «شنزن» بنسبة 7.4%، في أكبر نسبة انخفاض للمؤشرين في يومٍ واحد منذ نحو 3 أعوام، بينما فقد مؤشر «هانج سنج» ببورصة هونج كونج 2.90% من قيمته، وأشارت مؤشرات العقود المستقبلية للأسهم الأميركية إلى انخفاض بنحو 2% قبل فتح الأسواق، واحمرت جميع البورصات الأوروبية، ماعدا الإنجليزية، التي حالفها الحظ لوجود عطلة رسمية في البلاد أمس. وجاءت صدمة كلمات الرئيس الأميركي لتؤكد استمرار حساسية الأسواق العالمية للنزاعات التجارية بين الدول الكبرى. وتقول وول ستريت جورنال إن 200 شركة صينية مدرجة في مؤشر شنغهاي انخفضت بنسبة 10%، وهو الحد الأقصى المسموح به، بينما انخفضت نحو 380 شركة مدرجة في مؤشر بورصة «شنزن» بقدرٍ مماثل، خلال تعاملات أمس في الصين. أيضاً انخفض سعر برميل النفط من خام برنت المعياري بنسبة 1.6%، ليصل سعره إلى 69.73 دولار، وانخفض سعر برميل خام غرب تكساس بنسبة 1.8%، ليصل إلى 60.81 دولار. وفي حين اعتبر البعض موقف ترامب الحالي جزءاً من مناورات التفاوض، للحصول على أفضل الشروط عند الاتفاق. أكد بول دونوفان، مسؤول إدارة الثروات ببنك الاستثمار «يو بي أس»، أن التعريفات الجمركية التي يفرضها ترامب على المنتجات الصينية ترفع تكلفة الإنتاج لدى الشركات الأميركية، وتفرض ضرائب على الأسهم، «لأن أغلب الصفقات التجارية تتم مع الشركات المقيدة بالبورصة». وأضاف دونوفان: «قد يرى المستثمرون أن تغريدات ترامب هي جزء من مهارات التفاوض وتكتيكاتها، إلا أنه في حالة عدم حضور الوفد الصيني هذا الأسبوع إلى الولايات المتحدة للتفاوض، فسيكون مصير هذه التكتيكات الفشل». وبينما يرى ترامب وإدارته أن لهم اليد العليا في التفاوض مع الصين، تئن قطاعات كبيرة من الاقتصاد الأميركي وشركاته من ارتفاع تكلفة الاستيراد من الصين، ومع كل تعثر في المفاوضات. وتعد النزاعات التجارية مع الصين إحدى القضايا القليلة التي يتفق فيها الحزبان الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة حالياً، حيث اعتاد العديد من أعضاء الكونجرس من الحزبين على حث ترامب على اتخاذ موقف متشدد عند التفاوض، وتحذيره من الوقوع في مصيدة توقيع اتفاق مع بكين لا يحقق مصالح الشركات الأميركية. ويوم الأحد، غرد تشاك شومر، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، على حسابه على موقع تويتر، قائلاً: «لا تتراجع يا ترامب، القوة هي الطريق الوحيد للتغلب على الصين».

مشاركة :