القلق هو جزء من الحياة، وحسب خبراء ومتخصصين فإنَّ عقولنا وأفكارنا ترتبط بالتأكيد بقلوبنا، فعندما يكون هناك شيء ما يجعلك قلقًا، سواء كان لحدث طارئ يهدّد حياتك أو مصدر قلق مستمر، يبدأ جهازك العصبي باستجابة تعرف باستجابة القتال، ترفع معدل ضربات القلب وضغط الدم لديك، وهذا جيد وربما حتى مفيد، فالقليل من القلق يمكن أن يكون محفزًا يساعدك على بدء ممارسة صحية، مع ضرورة موازنة نشاط الجهاز العصبي في شِقّيه الإرادي واللإرادي، وهو ما يحقق صحة القلب، ولكن بعض الأشخاص الذين يعانون من القلق ليس لديهم هذا التوازن، وعندما يكون الناس قلقين بشكل مزمن، فقد يتعرضون لتغييرات في جهاز المناعة والأوعية الدموية والصفائح الدموية قد تسهم في الإصابة بأمراض القلب. وقد توصلت دراسة بحثية أجريت عام 2015 إلى أنَّ الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من القلق، هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، مقارنة بالذين لا يشعرون بالقلق، وحسب هذه الدراسة، عندما يرتفع مستوى قلق الشخص لفترات طويلة من الزمن، فإنَّ نشاط الجهاز العصبي الناتج يمكن أن يرفع ضغط الدم ويعزّز مرض الشرايين، ورغم ذلك يعتقد العلماء أنَّ من الصعب التحقق من وجود علاقة سببية لا لبس فيها بين القلق وارتفاع ضغط الدم، أو معرفة ما إذا كان القلق المتكرر يمكن أن يساهم في تطور ارتفاع ضغط الدم المستمر. ومع ذلك يعتقد الخبراء أنَّ الروابط بين القلق المزمن وارتفاع معدلات ارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب تستحق الاهتمام بجدية، فالأشخاص الذين يعانون من القلق طوال الوقت، ربما يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل، وقد أظهرت بعض الأبحاث أن القلق بين المصابين بأمراض القلب يرتبط بزيادة الوفيات، في حين أنَّ هذا لا يثبت أن القلق في وقت مبكر من الحياة تسبب أو ساهم في مشاكل في القلب. وللتحقق من ذلك، يميل الأطباء إلى استخدام استبيانات مطولة، في محاولة للتمييز بين ما إذا كان القلق يؤثر على حياة الإنسان وأدائه أم لا، فالقلق الذي يؤثّر علي النوم والمزاج وحياة الشخص، هو نوع القلق الذي قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومشاكل في القلب، وحسب الخبراء فحتى إذا اتضح أنَّ القلق في حد ذاته لا يسهم في الإصابة بأمراض القلب، فإنَّ مراقبة القلق والتوتر لديك وإدارته لا تزال مهمة للحفاظ على حياة عالية الجودة.
مشاركة :