تُعرف سورة الإخلاص بسورة التوحيد وسورة الإيمان، وفي أحيان كثيرة بسورة الأساس، نزلت في مكة، وقد وصفها النبي-صلى الله عليه وسلم-أنها تعدل ثلث القرآن، كما جاء في حديثه الشريف: «مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ».واختلف المفسرون فى سبب نزول تلك السورة وتعددت فيها أقوالهم ومنها: أولًا أن اليهود جاءوا إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- برفقة كعب بن الأشرف يسألونه فقالوا: يا محمد إذا كان الله قد خلق الخلق، فمن خلق الله؟ فما كان من رسول الله -عليه أفضل الصلوات والتسليم-أن غضب أشد الغضب، فجاءه جبريل يهدؤه، وقال له: اخفض جناحك يا محمد، فنزل قوله تعالى: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ».ثانيًا: إن المشركين أرادوا أن يعرفوا ما حقيقة الإله الذي يعبده محمد، والذي جاء يبشر الناس بضرورة عبادته، فأرسلوا عامر بن الطفيل إلى رسول الله-عليه الصلاة والسلام- يسألونه على لسانه: إنك قد شققت عصانا وسببت آلهتنا وخالفت دين آبائك، فإذا كنت فقيرا أغنيناك، وإذا كنت مجنونا داويناك، وإذا أردت امرأة زوجناك، فرد عليهم رسول الله- عليه الصلاة والسلام- : إني لست بفقير، ولا بمجنون، ولا أردت منكم امرأة، أنا رسول الله إليكم لأدعوكم من عبادة الأصنام إلى عبادته، فأرسلوا إليه عامر بن الطفيل مرة أخرى وسألوا على لسانه : بين لنا جنس معبودك، أمن ذهب هو أم من فضة، فأنزل الله على إثر هذه الحادثة سورة الإخلاص.ثالثًا: إن النصارى أرادوا من رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أن يصف لهم إلهه الذى يعبده وأن يبين لهم مما خلق، فقالوا له: صف لنا ربك أمن زبرجد هو أم من ياقوت، أم من ذهب، أم من فضة؟ فقال لهم: إن ربي ليس من شيء لأنه خالق الأشياء، فنزل قوله تعالى: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»، قالوا:هو واحد، وأنت واحد، فكيف ذلك؟ فقال لهم رسول الله: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ»، ثم قالوا: زدنا من الصفة، فأجابهم «اللَّهُ الصَّمَدُ»، فسألوه: وما الصمد؟ فقال: هو الذي يصمد إليه الخلق في الحوائج، فقالوا له: زدنا، فنزل قوله تعالى: «لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ»، أي ليس له نظير من خلقه.
مشاركة :