حكايات مجهولة|| جبل الجودي.. سفينة النبي نوح عليه السلام ترسو على الجبل

  • 5/8/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استقرت سفينة النبى نوح عليه السلام بعد عدة أيام قضتها وسط الأمواج المتلاطمة التى تكونت بفعل فيضان الأرض وأمطار السماء، وكان مرساها فوق جبل الجودي، وفق الآية القرآنية «وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِى مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِى وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ». أما الرواية التوراتية فهى تقول إن السفينة رست على جبل أرارات.أما الجودى فهو جبل على الحدود العراقية السورية التركية، وأرارات فيقع على الحدود الأرمينية التركية الإيرانية، ويمثل رمزا مهما للقومية الأرمينية.«وكل ما فى أنفه نسمة روح حياة من كل ما فى اليابسة مات، فمحى الله كل قائم كان على وجه الأرض: الناس، والبهائم، والدبابات، وطيور السماء. فانمحت من الأرض، وتبقى نوح والذين معه فى الفلك فقط، وتعاظمت المياه على الأرض». ذلك بحسب سفر التكوين الذى حدثنا بشكل تفصيلى عن الطوفان العظيم.ويعتبر استقرار السفينة علامة على بدء تشكل العالم من جديد، فالحيوانات التى صحبها نوح راحت تتوزع فى الأرض وتنتج أجيالا جديدة وهكذا فعل البشر، وتكونت طموحات نوح فى نشأة المجتمع الصالح والمدينة الفاضلة، لكن البشر الذين نزلوا من السفينة نسوا تلك الأهوال التى مرت بهم واختلفوا وكونوا جماعات مشركة بالله، رافضين التوحيد الذى دعاهم إليه نوح.ويرجع الكثير من العلماء نشأة البشر وانتماءهم العرقى إلى ثلاثة هم بنو نوح عليه السلام: سام وإليه يرجع العرب، وحام وإليه يرجع السود والزنوج، ويافث وإليه يرجع الأوروبيون، ولا نعلم دقة تلك التقسيمات، لكنها تعود بشكل أساسى إلى مرويات دينية غير موثوق فيها تؤسس لعودة كل جنس بشرى إلى أصل معروف من أبناء نوح، الذين مثلوا الولادة الثانية للبشرية بعد ولادة أبناء آدم عليه السلام. ومن العجيب أن قصة الطوفان تداخلت مع الأساطير التى أوجدها الإنسان فى الحضارات القديمة، ففى ملحمة جلجامش فى الحضارة البابلية القديمة نجد الحكيم الذى أمرته الآلهة أن يبنى سفينة يحمل فيها بذور كل شيء حى وأن ينقذ الإنسان من طوفان مهلك يدمر كل شيء، وقد نال مكافأة الآلهة على هذه الصناعة الماهرة، ويبدو أن هذا التداخل بين ما جاءت به الأديان وما تناولته الأسطورة فى العصور القديمة جدا كان بمثابة تمام المحاولة التى خاضها العقل البشرى فى الإجابة عن أسئلة خطرت له، وأيضا من أجل توجيه السلوك البشرى ناحية الفعل القويم من خلال تلك القصص التى أخذت شكلا مقدسًا فى الرواية الدينية ونفس القدر فى الرواية الميثولوجية عند الشعوب التى آمنت بها.

مشاركة :