ترقب كبير لقمتي نصف نهائي أغلى الكؤوس

  • 5/9/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة - صفاء العبد: تتصاعد حمى المنافسة بقوة بين الفرق الأربعة التي بلغت الدور نصف النهائي لأغلى البطولات على كأس سمو الأمير لكرة القدم حيث يبدو الترقب في أعلى درجاته بانتظار ما يمكن أن تسفر عنه مواجهتا السد مع الريان يوم السبت المقبل والدحيل مع السيلية في اليوم الذي يليه وكلاهما تقامان عند الساعة العاشرة والنصف مساء على ملعب جاسم بن حمد في نادي السد لتحديد هوية الفريقين اللذين سيخوضان القمة الكبيرة المقررة على ثاني ملاعبنا المونديالية، ملعب الوكرة، في السادس عشر من هذا الشهر.. ومع أن التوقعات تذهب إلى أرجحية السد والدحيل في تجاوز هذه المرحلة من البطولة والوصول إلى النهائي الكبير إلا أن ذلك يبقى مرهونا بما سيحدث في مباراتي نصف النهائي لا سيما أن الريان والسيلية يتحدثان هما أيضا عن رغبة كبيرة في كسر كل تلك التوقعات وتحقيق ما يبدو وكأنه المفاجأة الحقيقية في البطولة التي خلت حتى الآن من أي مفاجآت.. وفي هذا الجانب لا نختلف طبعا على أن فرصة السد هي الأكبر في مواجهته مع الريان عطفا على ما كان قد حدث في مباراتي الفريقين في دوري هذا الموسم عندما تفوق السد بما مجموعه تسعة أهداف دون رد بعد أن فاز ذهابا بخماسية نظيفة وإيابا بأربعة أهداف دون مقابل، إلا أن واقع الحال يشير أيضا إلى أن الريان يحشد كل طاقاته لهذه المواجهة الصعبة بحيث كان قد حرص على إراحة عدد من لاعبيه المهمين، بضمنهم المحترفون، من خلال عدم الزج بهم في مباراة الفريق الآسيوية الأخيرة التي خسرها الفريق بهدفين دون مقابل أمام الاتحاد السعودي وهو ما يؤكد بأن الجهاز الفني للفريق بقيادة البرازيلي ديسوزا كان قد قرر مسبقا التركيز فقط على أغلى البطولات وتحديدا على مباراة السبت أمام السد لا سيما أنه بات مقتنعا بأن فرصته الآسيوية قد تعقدت كثيرا حتى قبل خسارته الأخيرة التي وضعته خارج المنافسة تماما.. ورغم أن كل المؤشرات تؤكد بأن مهمة الريان صعبة للغاية أمام فريق منتش بالفوز بلقب الدوري وبالوصول مبكرا إلى دور الستة عشر للبطولة الآسيوية إلا أن ذلك لا يلغي طبعا حق الريان في تطلعاته وطموحاته باجتياز هذا الحاجز الصعب وبالتالي محاولة التعويض عما فقده في الدوري الذي حل فيه بالمركز الرابع، إلى جانب مساعيه الهادفة إلى الثأر من خسارتيه القاسيتين جدا أمام السد في ذهاب الدوري وإيابه.. وفي مقابل ذلك سيكون السد حريصا هو الآخر على عدم التفريط بفرصته الذهبية في مواصلة المشوار مع هذه البطولة والوصول إلى منصة التتويج التي تمنحه اللقب السابع عشر له في تاريخ البطولة التي بات وكأنه متخصصا بإحراز لقبها الكبير.. وليس من شك في أن للسد كل الحق في الحديث عن مواصلة نجاحاته لهذا الموسم إلى جانب مسعاه الهادف إلى الجمع بين لقبي الدوري وكأس الأمير مثلما فعل ثلاث مرات في مواسم سابقة خصوصا أنه يمتلك كل مقومات التفوق ولا سيما على مستوى اللاعبين المتميزين وبينهم هداف الموسم بغداد بونجاح برقمه القياسي الكبير (39 هدفا) ووصيفه في قائمة الهدافين المتألق أكرم عفيف (26 هدفا) إلى جانب نخبته اللامعة من اللاعبين الكبار أمثال العالمي تشافي ومواطنه جابي والنجم الكبير حسن الهيدوس وأيضا اللاعب الأفضل في آسيا عبدالكريم حسن وغيرهم. أما على مستوى المباراة الأخرى فإن هناك أيضا من يتحدث عن أرجحية الدحيل وتفوقه على السيلية من حيث المتوفر له من أدوات إلا أن علينا أن لا ننسى بأن السيلية يمر في أفضل حالاته فنيا ومعنويا أيضا هذا الموسم بعد أن وصل لأول مرة في تاريخه إلى المركز الثالث في الدوري.. وربما يكفي هنا الإشارة إلى أن فوز الدحيل على السيلية في القسمين الأول والثاني للدوري لم يتحقق بسهولة إذ فاز في كلتا المباراتين بشق الأنفس وبهدف وحيد الأمر الذي يجعلنا نتوقف عند تطلعات السيلاوي الذي يبحث عن مفاجأة من العيار الثقيل تطيح بحامل اللقب والمدافع عنه على الرغم من أن ذلك لا يبدو سهلا وفقا لاعتبارات عديدة يأتي في مقدمتها حرص الدحيل على إنقاذ موسمه من خلال إحراز لقب هذه البطولة للمرة الثانية في تاريخه على التوالي وبالتالي التعويض عن ضياع لقب الدوري الذي فقده منذ أيام قليلة.. أما الحديث هنا عن المقومات التي ترجح كفة الدحيل فإنه يتناول الفارق الواضح على مستوى اللاعبين حيث يضم بين صفوفه أسماء كبيرة مثل هداف دوري الموسم الماضي وثاني قائمة هدافي هذا الموسم يوسف العربي (26 هدفا) والجناح الخطير البرازيلي إدملسون وصاحب المهارات العالية الياباني شويا ناكاجيما وأيضا قلب الدفاع المتميز المغربي مهدي بن عطية القادم من بايرن ميونيخ الألماني إلى جانب أسماء أخرى مهمة مثل نجم وهداف البطولة الآسيوية الأخيرة معز علي ولاعب العنابي المبدع بسام الراوي وزميله علي عفيف وغيرهم من اللاعبين الآخرين القادرين فعلا على صنع الفارق مقارنة بما هو متوفر من الأسماء المغمورة أو المخضرمة للاعبي السيلية.. غير أن علينا أن لا ننسى هنا بأن السيلية يمتلك مدربا مجتهدا سبق أن لفت كل الأنظار بما قدمه مع فريقه هذا الموسم إلى جانب كونه من المدربين الذين يعرفون كل أسرار الفرق كونه المدرب الأقدم بين عموم مدربي فرقنا الأخرى.. وفي هذا الجانب نرى أن من حق المدرب السيلاوي سامي الطرابلسي أن يتحدث عن رغبة حقيقية في مواصلة المشوار مع هذه البطولة ومن ثم الوصول لأول مرة إلى المباراة النهائية حتى وإن كان هناك من يذهب إلى أن الأمر لا يعدو مجرد أمل وطموح لكنه في غاية الصعوبة والتعقيد.. في كل الأحوال نقول إننا إزاء مباراتين محكومتين بتوقعات مسبقة تصب في مصلحة السد والدحيل للوصول إلى النهائي الكبير لكننا لا نستبعد أبدا أن تخرج علينا الكرة لتمد لسانها إلى تلك التوقعات أو جزء منها على الأقل وهو ما يجعلنا أكثر ترقبا لما يمكن أن يحدث أو لما يمكن أن يفعله مدربا الريان والسيلية على وجه التحديد. مواجهة استثنائية على مستوى المدربين يبدو الصراع في نصف النهائي وكأنه صراع مدربين أكثر منه صراع لاعبين.. فالمواجهة ستكون محتدمة بين مدرب السد البرتغالي فيريرا الحاصل على لقب أفضل مدرب لهذا الموسم وبين البرازيلي ديسوزا مدرب الريان الذي لم يكن مسؤولا عن خسارتي فريقه القاسيتين في الدوري أمام السد حيث كانت الأولى بعهدة الأرجنتيني الفاسكو بينما كانت الثانية بعهدة التركي بولنت.. أما في المباراة الأخرى فإن الصراع لا يقل حدة بين مدرب الدحيل البرتغالي فاريا الذي مازال مطالبا بإظهار بصماته مع الفريق حتى الآن وبين منافسه التونسي يوسف الطرابلسي مدرب السيلية الذي قدم موسما رائعا منح على إثره الجائزة الخاصة في حفل تكريم المتميزين هذا الموسم.. هل يفعلها السيلاوي..؟ رغم أن الأمر يبدو صعبا وفقا للتكهنات الأولية إلا أن ذلك لا يمنع من أن نتساءل إن كانت النسخة الحالية من أغلى الكؤوس يمكن أن تشهد بطلا جديدا.. وهنا نتحدث تحديدا عن فريق السيلية دون غيره على اعتبار أن الفرق الثلاثة الأخرى المتواجدة في نصف النهائي سبق أن أحرزت لقب البطولة إذ فاز به السد (16) مرة كانت آخرها في الموسم قبل الماضي كما فاز به الريان ست مرات آخرها قبل ستة مواسم والدحيل مرتين في المواسم الثلاثة الأخيرة.

مشاركة :