طرابلس/باريس - دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الأربعاء إلى وقف لإطلاق النار في المعركة المستمرة منذ شهر للسيطرة على العاصمة طرابلس بينما ألحق القتال أضرارا بمركز لاحتجاز المهاجرين الليلة الماضية. والتقى ماكرون في باريس مع فائز السراج رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دوليا مع شعور القوى الأجنبية بالقلق الشديد من تجدد القتال في الآونة الأخيرة في ليبيا التي تعاني من الانقسام والفوضى منذ الإطاحة بمعمر القذافي. وقال مكتب ماكرون في بيان بعد اللقاء تضمن أيضا دعم فرنسا لخطة الأمم المتحدة للسلام ولإجراء انتخابات "لا حل عسكريا للصراع الليبي ولإنهاء الهجوم العسكري على طرابلس دعا رئيس الجمهورية إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار". وأضاف "شدد على ضرورة حماية السكان المدنيين. وفي هذا السياق تم طرح مقترح لتحديد خط لوقف إطلاق النار تحت إشراف دولي". وكانت فرنسا في الماضي تدعم قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة المشير خليفة حفتر الذي شن هجوما على العاصمة طرابلس لتحريرها من ميليشيات متطرفة تدعم قوات السراج في أوائل شهر أبريل/نيسان. وقال شهود إن معسكرا لمقاتلين موالين للسراج تعرض للقصف. وأصابت شظايا نجمت عن القصف سطح مركز مجاور لاحتجاز المهاجرين في تاجوراء بشرق طرابلس. وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في بيان إن شخصين أصيبا جراء القصف قرب مركز يضم 500 مهاجر ولاجئ. ودعت إلى إطلاق سراح 3460 محتجزا أجنبيا قرب موقع القتال تحتجزهم حكومة الوفاق الوطني. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن القصف أحدث فتحة في سقف مخزن بالمركز يحتجز به نساء وكاد أن يصيب رضيعا. وكتبت المنظمة على حسابها على تويتر "كم عدد الأرواح الأخرى التي يجب أن تواجه الخطر قبل إجلاء هؤلاء الأشخاص الضعفاء من ليبيا؟". وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن القتال أسفر عن مقتل 443 شخصا، فضلا عن إصابة 2110 آخرين، في حين اضطر عشرات الآلاف إلى مغادرة منازلهم. وفي محاولة لتوضيح التحدي الذي يعترض سبيل التوصل إلى حل سياسي حتى في حالة الاتفاق على وقف إطلاق النار، قال السراج لتلفزيون فرانس 24، إن حفتر يسعى لانتزاع السلطة. وقال السراج إن "ما نتوقعه من فرنسا أن تأخذ موقفا أكثر وضوحا في الفترة القادمة وتسمي الأشياء بمسمياتها". وجمد الصراع خطة سلام ترعاها الأمم المتحدة بشأن ليبيا كما أحدث انقسامات في مجلس الأمن الدولي ويتمتع حفتر، الذي كان قائدا عسكريا في جيش القذافي قبل أن ينقلب عليه، بدعم عربي ودولي كما تلقى دعما عسكريا من فرنسا التي ساعدته على تحرير مدينة بنغازي في شرق البلاد عام 2017 من جماعات متطرفة. ونفت فرنسا دعمها للهجوم الذي يشنه حفتر على طرابلس لكنها تؤكد مثله ضرورة قتال الإرهابيين، فيما يأتي اللقاء مع ماكرون بعد زيارة السراج إلى ألمانيا وإيطاليا. وعبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا اليوم الأربعاء عن "عميق قلقها إزاء تزايد حالات الاعتقال والاحتجاز التعسفي والخطف والاختطاف والاختفاء في ليبيا". وأضافت "لا يزال مصير اثنين من الصحفيين العاملين في قناة ليبيا الأحرار التلفزيونية، واللذين تم اختطافهما في الثاني من مايو/ايار، مجهولا. وتطالب البعثة بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهما وضمان عودتهما الآمنة إلى أسرتيهما".
مشاركة :