الكرملين - اعتبرت الرئاسة الروسية الكرملين، الأربعاء، أن قرار إيران وقف تنفيذ بعض بنود الاتفاق النووي، يعدّ "نتيجة للخطوات المتهورة لواشنطن". وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خفض التزامات بلاده بالاتفاق النووي، بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق، وعدم تنفيذ أوروبا التزاماتها تجاهه. ونقلت قناة روسيا اليوم عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قوله إن "الرئيس فلاديمير بوتين، سبق وأن نبّه باستمرار، إلى الخطوات المتهورة للولايات المتحدة تجاه إيران". وأضاف بيسكوف، في تصريحات إعلامية: "نرى أن هذه التبعات بدأت تحدث"، مشيرا أن "الوضع خطر، وبدون شك، هذا بسبب قرارات واشنطن السابقة". وأكد أن بلاده "ستعمل مع الشركاء الأوروبيين، للحفاظ على استمرارية الصفقة النووية الإيرانية". وتابع: "على حد علمي، فإن هناك رسالة (لم يكشف فحواها) من الرئيس روحاني ستسلم اليوم (للقيادة الروسية)، وعموما أنتم تعلمون أن الرئيس بوتين تحدث أكثر من مرة عن الالتزام بخطة العمل الشاملة وأهميتها، وعدم وجود بديل لها في الوقت الراهن". وتاتي تصريحات المتحدث باسم الكرملين لتضع روسيا وحيدة في دعم المواقف الإيرانية بعد الانتقادات الدولية المتتالية التي تعرضت لها طهران بسبب إيقاف بعض بنود الاتفاق النووي حيث قالت وزيرة الدفاع الفرنسية الأربعاء إن بلادها تريد الإبقاء على الاتفاق النووي المبرم مع إيران وحذرتها من عدم احترام التزاماتها قائلة إن ذلك قد يجعل مسألة إعادة تفعيل آلية العقوبات مطروحة. وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن ألمانيا ترى أن تصريحات الحكومة الإيرانية مؤسفة وتحثها على عدم الإقدام على أي خطوات عدائية. وذكر المتحدث أن برلين تريد الإبقاء على الاتفاق النووي الإيراني وقال إنها ستضطلع بالتزاماتها كاملة طالما تفعل إيران المثل. وقالت بريطانيا إن إيران ستواجه عواقب إذا تراجعت عن اتفاقها النووي مع القوى العالمية المبرم عام 2015، بعد ما أعلنته طهران اليوم الأربعاء من التخلي عن بعض القيود المفروضة على برنامجها النووي. وقال مارك فيلد وزير الدولة بوزارة الخارجية أمام البرلمان البريطاني "إعلان طهران اليوم... خطوة غير مرحب بها". مضيفا "لا نتحدث في هذه المرحلة عن إعادة فرض العقوبات، ولكن يجب أن نتذكر أنه تم رفعها مقابل القيود النووية". وقال فيلد "إذا توقفت إيران عن تنفيذ التزاماتها في الاتفاق النووي، ستكون هناك بالطبع عواقب". وكان الموقف الصيني أكثر تحفظا من الموقف الروسي حيث قالت وزارة الخارجية الصينية الأربعاء إن الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 يجب تنفيذه بالكامل وكل الأطراف مسؤولة عن ضمان تحقيق ذلك. ووجد قادة ايران في المساندة الروسية حبل نجاة بعد الانتقادات الدولية المتتالية. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله لنظيره الروسي سيرجي لافروف الأربعاء إن قرار طهران التراجع عن بعض التزاماتها الطوعية في اتفاقها النووي مع القوى العالمية قانوني ويمكن الرجوع عنه. وأبلغ ظريف، الذي يزور موسكو لإجراء محادثات، لافروف بأن الإجراءات الإيرانية لا تنتهك البنود الأصلية للاتفاق النووي وبأن أمام طهران الآن 60 يوما لاتخاذ الخطوات الدبلوماسية اللازمة. وتابع ظريف قائلا إن روسيا والصين هما فقط اللتان تدعمان إيران وتساعدانها في الإبقاء على الاتفاق النووي ساريا، واتهم الدول الباقية التي وقعت على الاتفاق، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بخذلان طهران. وقال "نعم أدلوا ببعض التصريحات اللطيفة... لكن عمليا لم يحدث شيء". وحذر روحاني، في خطاب بثه التلفزيون الرسمي الأربعاء، الدول الموقعة على الاتفاق النووي (بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين وألمانيا) بأن أمامها مهلة 60 يوما للوفاء بالتزاماتها في الاتفاق النووي، وخاصة في القطاعين المالي والمصرفي، وإلا، فإنّ بلاده ستشرع بزيادة مستوى اليورانيوم المخصب. وفي 2015، وقعت طهران مع الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي (روسيا، الولايات المتحدة، فرنسا، الصين وبريطانيا) وألمانيا، اتفاقا حول البرنامج النووي الإيراني. وينص الاتفاق على التزام طهران بالتخلي، لمدة لا تقل عن 10 سنوات، عن أجزاء حيوية من برنامجها، وتقييده بشكل كبير، بهدف منعها من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية، مقابل رفع العقوبات عنها.
مشاركة :