في مراجعةٍ كبيرة للدراسات التي أُجْريت على الألياف ومدى فائدتها، من المجموعة الاستشارية لخبراء التغذية التابعة لمنظمة الصحة العالمية، وجد الباحثون أنَّ الألياف تقلل بشكل كبير من خطر حدوث أربعة أمراض على الأقل، وحسب المراجعة التي نُشِرت في مجلة لانسيت، فإنَّ الأشخاص الذين تناولوا كميات أكثر من الألياف، قلَّ لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب، السكتة الدماغية، السكري من النوع الثاني وسرطان القولون، وكذلك خطر الوفاة المبكرة، بنسبة تتراوح من 15% إلى 30%. ووفقًا للبيانات، فإنَّ الأشخاص الذين يتناولون ما بين 25 إلى 29 جرامًا من الألياف من الأطعمة مثل الفواكه والخضروات يوميًا (وليس من المكملات الغذائية أو المساحيق) كانت لديهم عوامل خطر أقل للإصابة بالأمراض سالفة الذكر، كما وجد الباحثون فوائد مماثلة بين الأشخاص الذين تناولوا الحبوب الكاملة، فيما أكدوا أن معظم الأشخاص في الوقت الحالي يستهلكون أقل من 20 جرامًا من الألياف يوميًا. تأتي النتائج من تحليل شامل لعدد 243 دراسة، سأل خلالها الناس عن وجباتهم الغذائية، فيما تمَّت متابعاتهم لبضع سنوات بعد ذلك لتسجيل المشكلات الصحية التي تعرضوا لها لاحقًا، وكذلك التجارب السريرية التي تطوع فيها الأشخاص للدراسة مع تغيير بعض أنظمتهم الغذائية، لتحديد التأثيرات الصحية لأنواع مختلفة من الكربوهيدرات، السكريات، الألياف من الفواكه والخضروات والأطعمة مثل الحبوب الكاملة، كما تضمنت العديد من التدابير الصحية. وعلى الرغم من أنَّ فوائد تناول الألياف ليست مفاجأة، إلا أنَّ هذه البيانات تساعد خبراء التغذية على تحديد كمية الألياف التي يحتاجها الأشخاص لتناول الطعام من أجل جَنْي أكبر قدر من الفوائد؛ حيث توصي أحدث الإرشادات الغذائية بأكل 25 جرامًا من الألياف يوميًا للنساء، و38 جرامًا للرجال، كما تنصح جمعية القلب الأمريكية البالغين بتناول ما بين 25 إلى 30 جرامًا من الألياف في نظامهم الغذائي اليومي. وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلى الأسباب المحتملة التي تجعل الألياف لها مثل هذه التأثيرات المفيدة على كل شيء من أمراض القلب إلى بعض أنواع السرطان، مؤكدة أنَّ الأطعمة الغنية بالألياف تميل إلى أن تكون أثقل، ويتطلب مضغها فترة أطول، مما يزيد من الشبع وربما يقلل من خطر السمنة، والتي تم ربطها بأمراض القلب والسرطان، كما أنها تحفز البكتيريا المفيدة في الأمعاء، مما يقلّل من خطر الإصابة بسرطان القولون.
مشاركة :