قال رئيس لجنة المقاولين بغرفة الرياض المهندس صالح الهبدان، إن العوائق التي تواجه القطاع تتثمل في "عوائق استراتيجية" و"هيكلة القطاع بالكامل" بمعنى أنها ليست عوائق جزئية، كما يمكن تصنيف بيئة العمل الموجودة الآن في قطاع الإنشاءات إلى ثلاثة أوجه رئيسة، الجانب الأول، وهو الجانب الفني الهندسي، وحقيقة هناك ضعف كبير في القطاع الهندسي يتمثل في ضعف التصاميم الموجودة الآن والتي ينفذ على أساسها الكثير من المشروعات وهي تفتقر إلى الدقة والكفاءة وبالتالي تعرض المشروع إلى التوقف وإلى المزيد من الخسائر، كما تؤدي إلى خلافات بين المالك والمقاول والاستشاري، وفي الجانب الهندسي أيضا فإن جهاز الاستشارات والمشرفين المهندسين يعاني ضعفاً وقلة خبرة. وحول تأخير المستخلصات لمشروعات المقاولات بين الهبدان أن وزارة المالية قدمت حلولا فيما يخصها، وهذه ذكرناها في أكثر من اجتماع وحتى أمام وزارة المالية، وكانت لها جهود كبيرة في تسريع وتنظيم وصرف أوامر الدفع، وحينما يصلها أمر الدفع فهي تقوم بما وعدت به بالصرف خلال 60 يوما، وأحيانا أقل من هذه المدة ولا يوجد أي ملاحظات على هذا الاتجاه، لكن الشركات نفسها لا تزال تعاني من تأخير المستحقات قبل أن تصل إلى وزارة المالية، من المسؤول عن طبعا هذا التأخير؟ المفترض أن يكون هناك جهة تتابع مثل هذا الشيء، والآن توجد لجنة سداد التي شكلت بقرار من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - المفترض أن تتابع تأخر المستخلصات، ولكن ما نطالب به ونتابعه الآن هو تأخير المستخلصات لدى الجهات الحكومية قبل إصدار أمر الدفع وقبل انتهاء استكمال كل المستندات، وهذا هو الذي يعاني منه كثير من المقاولين. وعن دور المقاول من الباطن والمؤسسات الصغيرة أوضح أن قطاع الإنشاءات أو المقاولات هو صناعة، والصناعة لا يمكن أن يقوم بها في أي منتج في العالم مصنع واحد، وإنما هناك مصانع فرعية وأحيانا مصانع في مرحلة وسطية إلى أن يتم التجميع في المصنع الرئيس الكبير الذي يخرج منه المنتج، ونفس الفكرة يجب أن تنفذ وهذا هو المعمول به في الدول الناجحة، أن يكون هناك مؤسسات صغيرة يسند لها أعمال من خلال شركات متوسطة، وهى تعمل لشركات كبيرة لديها الإمكانات المالية والهندسية الضخمة التي من خلالها تستطيع إدارة هذه الشركات. وعن دور قطاع المقاولان في مشروعات الإسكان أكد الهبدان أن قطاع الإسكان قطاع رئيس جدا في المقاولات، وقد شارك المقاولون في السنوات السابقة مع وزارة الإسكان في تنفيذ عدد من المشروعات، وطبعا مفهوم استقلالية مقاولي الإسكان ومفهوم تنفيذ مشروعات الإسكان يجب أن ينظر له على أنه يختلف عن تنفيذ المشروعات الأخرى، ففي كل دول العالم هناك شركات متخصصة في الإسكان وأخرى تنفذ القطاعات الأخرى مثل المستشفيات والمدارس، وهذا المفروض أن تعمل عليه وزارة الإسكان بأن يكون هناك مقاولون خاصون بالإسكان لديهم فكر ومنهجية مشروعات الإسكان ولديهم القدرة على تحديد مستوى التكاليف وتحديد مستوى الجودة المطلوبة للتعامل مع قطاع الأفراد في مشروعات الإسكان. وعن أبرز خطط اللجنة القادمة كشف الهبدان أن اللجنة تركز كامل جهودها على تحديد دور المقاولين في مبادرات "رؤية 2030" وتوعية المقاولين بضرورة تغير استراتيجيتهم وخططهم إلى استيعاب هذه المرحلة باعتبار أنها تختلف جذريا عن المرحلة السابقة وعما تعودوا عليه، ونحن الآن نستهدف دور المقاول في المرحلة التخصيص وتخصيص المشروعات وقد قمنا بالتواصل مع المركز الوطني للتخصيص وجاري الآن عقد ورش عمل كبيرة ومستمرة في هذا الاتجاه، أيضا من الجانب الآخر نركز على بعض الجوانب التي تأثر على المقاولين خلال المرحلة الحالية، ولدينا توجه لعقد عدد من ورش العمل والتنظيمات فيما يخص نظام حماية الإفلاس ونظام إشهار الإفلاس، وكذلك كيفية التعامل مع المعطيات الجديدة والتغيرات الجديدة.
مشاركة :