شدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأربعاء، الضغوط على إيران بفرضه عقوبات على صناعتها التعدينية وذلك بعد إعلان طهران أنها ستعلق بعض الالتزامات التي قطعتها في إطار الاتفاق النووي الذي رفضته واشنطن.وبعد عام على انسحاب ترامب من الاتفاق الذي وصفه ب"المريع" تفاقم التوتر مع إرسال الولايات المتحدة حاملة طائرات والقطع المرافقة وقاذفات قادرة على حمل رؤوس نووية إلى المنطقة متهمة إيران بالتحضير "لهجمات وشيكة". وفي إعلان كان مرتقباً منذ أيام قالت إيران إنها ستوقف على الفور تطبيق بعض القيود بموجب اتفاق 2015.من جانبها، أعلنت طهران أنها ستتخلى عن مزيد من التعهدات في حال لم تشرع الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق (بريطانيا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا) في الوفاء بالتزاماتها بتخفيف العقوبات خلال 60 يوماً.وقال الرئيس حسن روحاني إن الغرض من المهلة هو إنقاذ الاتفاق النووي من ترامب بعد أن ألحقت عقوباته آثاراً موجعة بإيران التي توقعت ازدهاراً اقتصادياً من الاتفاق الذي تم التفاوض عليه خلال فترة الرئيس السابق باراك أوباما.وأضاف روحاني خلال اجتماع حكومي في تصريحات بثت مباشرة على التلفزيون الرسمي إن الاتفاق "كان بحاجة لعملية جراحية"، موضحاً أن "الأقراص المسكنة خلال العام الأخير لم تكن كافية ، وهي في الحقيقة عملية جراحية لإنقاذ الاتفاق النووي وليس لتقويضه".وندد روحاني بدول أوروبية لاعتبارها الولايات المتحدة "شرطي" العالم وقال إن مواقفها لم تسمح لها باتخاذ "قرارات حازمة من أجل مصالحها القومية".- وقف الصادرات الإيرانية –سارع ترامب إلى الرد ليزيد الضغوط على الاقتصاد المنهك في إيران ففرض عقوبات تستهدف كل من يشتري أو يتاجر بالحديد والصلب والألمنيوم والنحاس الإيراني.وكان البيت الأبيض قد تحرك لمنع جميع الدول من شراء النفط الإيراني (المصدر المهم للعملة)، وأشار إلى أن قطاع التعدين والصلب هو ثاني أكبر مصدر للعملات الأجنبية لإيران إذ يمثل 10 بالمئة من الصادرات.وقال ترامب في بيان "يمكن لطهران أن تتوقع مزيداً من الإجراءات ما لم تغير سلوكها بشكل جذري". - وقف الحد من مخزون اليورانيوم والمياه الثقيلة - قال المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إنه لم يعد يعتبر نفسه ملزماً بالقيود المتفق عليها بشأن مخزونات اليورانيوم المخصب والمياه الثقيلة.وأضاف أنه بعد 60 يوما، سيوقف أيضاً التزامه بالقيود على درجة تخصيب اليورانيوم والتعديلات على مفاعل آراك للمياه الثقيلة، التي وضعت لمنع إنتاج البلوتونيوم.واليورانيوم المخصب إلى درجات أعلى بكثير من المخزونات الحالية لإيران، يمكن أن يدخل في صناعة نواة انشطارية لسلاح نووي، فيما المياه الثقيلة هي مصدر للبلوتنيوم الذي يمكن استخدامه كطريقة بديلة لإنتاج رأس حربي.وقال روبرت كيلي، المفتش السابق لدى الوكالة الذرية التابعة للأمم المتحدة ويعمل حالياً لدى معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إنه على المستوى العملي، التعهدات التي تتخلى عنها إيران لا تؤثر على قدرتها لتطوير قنبلة ذرية.وأضاف أن إيران لا تسعى سوى إلى "إنقاذ ماء الوجه" بعد "إبرام اتفاق لم يحترمه الطرف الآخر".- قلق في اوروبا –سعت الأطراف الثلاثة الأخرى الموقعة على الاتفاق إلى إنقاذه بإنشاء آلية مقايضة تهدف للالتفاف على العقوبات الأميركية التي أعيد فرضها، لكن علي خامنئي انتقد محاولتهم ووصفها "بالدعابة المرّة".وعبرت قوى أوروبية عن القلق إزاء إعلان إيران وأعربت عن الأمل في الحفاظ على الاتفاق النووي.وقال متحدث باسم وزرارة الخارجية الفرنسية "من المهم تجنب أي خطوة من شأنها منع تنفيذ التزامات الأطراف الحاليين للاتفاق أو التي من شأنها التصعيد".من جهة أخرى، قال المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، شتيفن سيبارت "نحن كأوروبيين، كألمان، سنقوم بدورنا ونتوقع تطبيقا كاملاً من إيران أيضاً".
مشاركة :