ترامب يضيّق الخناق على إيران بالمزيد من العقوبات القاسية

  • 5/9/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن/جنيف - أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء عقوبات ضد "صناعات الحديد والصلب والألمنيوم والنحاس الإيرانية" لتشديد الضغط على النظام، مهددا باتخاذ إجراءات جديدة إذا لم "تغير طهران جذريا سلوكها". وجدد في بيان التأكيد على أنه يأمل في أن يلتقي "يوما ما القادة الإيرانيين للتفاوض على اتفاق" جديد و"اتّخاذ خطوات تعطي إيران المستقبل الذي تستحق". وأعلن البيت الأبيض فرض عقوبات على كافة التعاملات التجارية في قطاعات الحديد والصلب والألمنيوم والنحاس التي تعتبر ثاني أكبر الصادرات الإيرانية بعد النفط الذي تسعى الولايات المتحدة إلى فرض حظر تام على تصديره. وقال ترامب في بيان إن العقوبات الجديدة "تستهدف عائدات إيران من صادرات المعادن الصناعية التي تشكل 10 بالمئة من مجمل صادراتها وتشكل إشعارا للدول الأخرى بأنه لن يتم التسامح مع دخول الصلب ومعادن إيرانية أخرى إلى موانئها". انتقلت الولايات المتحدة إلى الدرجة القصوى في تشديد الضغوط على إيران وأيضا على حلفائها الأوروبيين في حال استمروا في التعامل مع طهران ومساعدتها على الالتفاف على العقوبات. وهددت واشنطن اليوم الأربعاء بفرض المزيد من العقوبات على إيران "قريبا جدا" وحذرت في الوقت ذاته أوروبا من إبرام تعاملات مع طهران عبر نظام للتجارة بدون الدولار للتحايل على العقوبات الأميركية، في إشارة إلى الآلية التي أقرها الإتحاد الأوروبي لضمان استمرار التعاملات المالية مع طهران والمعروفة باسم نظام انستكس. ودعت فرنسا اليوم الأربعاء على اثر التحذير الأميركي، إيران إلى احترام جميع التزاماتها بموجب الاتفاق النووي ومعاهدات منع الانتشار، محذّرة من التصعيد. وقالت إنها عاقدة العزم على ضمان استمرار التنفيذ الكامل للاتفاق وأن تظل القنوات المالية مفتوحة. وقال مساعد للمتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "من المهم تجنب أي عمل من شأنه الحؤول دون الوفاء بالتزامات الأطراف التي تضمنها الاتفاق، أو أي عمل يتسبب بتصعيد". وأعلنت الحكومة الإيرانية في وقت سابق اليوم الأربعاء أنها ستقلص الالتزام بالقيود المفروضة على برنامجها النووي في خطوات لا تصل إلى حد انتهاك اتفاقها المبرم عام 2015 مع القوى العالمية، لكنها هددت بالمزيد من الإجراءات إذا لم توفر لها هذه الدول الحماية من العقوبات الأميركية. وقال تيم موريسون المساعد الخاص للرئيس الأميركي وكبير مسؤولي شؤون أسلحة الدمار الشامل والدفاع البيولوجي، في مؤتمر صحفي في واشنطن إن عدم امتثال طهران لبعض أجزاء الاتفاق النووي "ليس سوى ابتزاز نووي لأوروبا". وأضاف موريسون "حان الوقت كي يندد المجتمع الدولي بقوة بسوء سلوك إيران النووي ويزيد الضغط على النظام للامتثال لمطالب الولايات المتحدة"، مؤكدا أن واشنطن لم تفرغ بعد من فرض عقوبات على إيران، مضيفا "توقعوا المزيد من العقوبات قريبا قريبا جدا". وقال إن الولايات المتحدة ستتحرك سريعا ضد أي محاولة من الدول الأوروبية لتقويض الضغط الناجم عن العقوبات التي تفرضها واشنطن على إيران. وحذر الدول الأوروبية من استخدام ما يعرف باسم آلية الغرض الخاص وهي نظام مدعوم من أوروبا لتسهيل التجارة غير الدولارية مع إيران والالتفاف على العقوبات. وقال "إذا كنت بنكا أو مستثمرا أو شركة تأمين أو غير ذلك من الشركات في أوروبا، فعليك أن تعلم أن المشاركة في آلية الغرض الخاص قرار تجاري سيء جدا". وانسحب الرئيس دونالد ترامب قبل عام من الاتفاق النووي الذي وقعته إيران وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة في العام 2015 لوضع قيود على برنامج إيران النووي في مقابل رفع العقوبات. وتصف إدارة ترامب الاتفاق الذي تفاوض بشأنه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بأنه معيب لأنه ليس دائما ولا يتطرق بشكل مباشر لبرنامج الصواريخ الباليستية ولا يعاقب إيران على شن حروب بالوكالة في دول أخرى بالشرق الأوسط. وقال الممثل الأميركي الخاص لإيران برايان هوك اليوم الأربعاء إن أي هجوم إيراني على الولايات المتحدة أو حلفائها سيواجه بالقوة، مضيفا أن الولايات المتحدة لا تريد الحرب مع إيران لكنها ستواصل ممارسة أقصى قدر من الضغوط على الجمهورية الإسلامية إلى أن تغير سلوكها. وأشار إلى السياسة الخارجية الإيرانية كمجال يمكن تغييره، لكنه لم يخض في التفاصيل. وقال إن تحلل إيران من بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مخالف للقواعد الدولية. وكانت إيران قالت اليوم إنها بدأت التحلل من بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي وهددت بفعل المزيد إذا لم تحمها القوى العالمية من العقوبات الأميركية وذلك بعد عام من انسحاب واشنطن من الاتفاق.

مشاركة :