شنت الوحدات الكردية أمس هجوماً وصف بـ «العنيف» ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في ريف محافظة الحسكة في شمال شرقي سورية، في وقت أبدى ناشطون حقوقيون مخاوف على مصير عشرات الأشوريين المسيحيين الذين خطفهم تنظيم «الدولة» في هجوم خاطف شنه على قرى في ريف الحسكة الشهر الماضي. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى «تجدد الاشتباكات عند منتصف ليل الثلثاء- الأربعاء بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بقوات حرس الخابور والمجلس العسكري السرياني من طرف، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر في محيط بلدة تل تمر» في ريف الحسكة، مشيراً إلى «قصف متبادل بين الطرفين». وأوضح «المرصد» في تقرير آخر من الحسكة «أن وحدات حماية الشعب الكردي تمكنت من الاستيلاء على عربة مدرعة في ريف رأس العين (سري كانيه)، عقب هجوم عنيف لمقاتلين من الوحدات الكردية، تمكنوا خلاله من قتل 7 عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» والاستيلاء على كمية من الأسلحة». كما أشار إلى أن الوحدات الكردية سحبت معها جثث قتلى من تنظيم «الدولة». في غضون ذلك، قال «المرصد» إنه «يخشى أن يلقى السوريون الأشوريون المختطفون مصير نحو 1300 مدني أعدمهم تنظيم الدولة منذ تأسيس خلافته» في حزيران (يونيو) الماضي. وأضاف: «لا يزال تنظيم «الدولة الإسلامية» يحتجز منذ 23 يوماً نحو 200 مواطن أشوري اختطفهم من 11 قرية بريف بلدة تل تمر في محافظة الحسكة، في 23 و24 من شباط (فبراير)... إثر هجوم مباغت نفذه التنظيم على ريف بلدة تل تمر ومحيطها». وأوضح أن التنظيم كان قد أفرج في 2 و4 آذار (مارس) الجاري عن 24 مواطناً من قريتي تل كوران وتل شاميرام بريف تل تمر بعدما أصدرت «محكمة شرعية» للتنظيم أمراً بالإفراج عنهم. وأضاف أن قيادياً عسكرياً أشورياً قال لـ «المرصد» حينها، إن أحد الذين أفرج عنهم أبقى التنظيم على زوجته محتجزة وطلب منه إيصال رسالة إلى المطرانية ومن ثم العودة برد على الرسالة لأخذ زوجته. وتابع «المرصد» أن شقيق شرعي في تنظيم «الدولة» أبلغ القيادي العسكري الأشوري نفسه، أن التنظيم أفرج عن الأشوريين المئتين المختطفين بعد صلاة الجمعة في 6 آذار (مارس)، إلا أن القيادي العسكري قال لـ «المرصد» إن أحداً من المختطفين لم يصل إلى خارج مناطق سيطرة التنظيم. وزاد أن القيادي الأشوري «أعرب حينها عن مخاوفه من قيام التنظيم بنقلهم إلى قراهم التي اختطفوا منها واستخدامهم كدروع بشرية... وعند فجر اليوم التالي، وفي الوقت الذي كان ينتظر أن يصل هؤلاء المختطفون إلى مناطق آمنة، إذ به (داعش) يباغت عند فجر السابع من الشهر الجاري وحدات حماية الشعب الكردي والقوات السريانية والأشورية الموجودة في منطقة تل تمر بهجوم جديد على قرى أشورية جديدة في محيط بلدة تل تمر». وعلى رغم أن «المرصد» لفت إلى أن شيوخ عشائر عربية ما زالوا يعملون بشكل غير معلن للإفراج عن المختطفين الأشوريين، إلا أنه أعرب عن «خشيته على حياتهم بعد الوعود الكاذبة بالإفراج عنهم»، لافتاً إلى أن التنظيم «أعدم منذ إعلان تأسيس خلافته نحو 2000 شخص اختطفهم وأسرهم، بينهم ما لا يقل عن 1266 مدنياً، من ضمنهم 6 أطفال دون الـ18 و8 مواطنات».
مشاركة :