لأن إطفاء نار موقدة تُسَعَّرُ بإصرار في المنطقة عبر دهور ليس بالأمر اليسير، ولأن نزع فتيل مشتعل ومشعل للفتن والحروب منذ قرون أمر بالغ الصعوبة والحساسية، فإن خطاب التصدي للتطرف لن يتوقف على جميع المستويات، وعلينا أن نعيه جيداً، ونفهم أغراضه وغاياته ودورنا فيه، فمقولة «اليد الواحدة لا تصفق» صحيحة بل ودقيقة جداً، فهذا ليس شأن الحكومات ولا أصحاب القرار والعلماء الكبار وحدهم، إنه شأننا جميعاً، فكلنا متضرر، والجغرافيا العربية كلها مذبوحة من الوريد إلى الوريد بسبب هذا الخطاب المتطرف المستبد، منزوع القيم والحكمة! إن الاعتذار الذي تقدم به عايض القرني أحد أقطاب «تيار الصحوة» في السعودية، وقبله تراجع عدد من المشايخ، أو انسحابهم من المشهد العام، بعد أن ملؤوه دعوات أشعلت رؤس الشباب بالتعصب والتطرف ورغبة القتل والموت! إن هذا الاعتذار لم يأتِ من فراغ، وسواء اعتذر هو أو غيره بطيب خاطر أو نتيجة ظرف سياسي تعيشه المنطقة، فإن عليهم أن يفعلوا، وقد تأخروا كثيراً جداً، لأن الخراب قد وصل إلى نهايته، لقد تحطمت دول وتشتت شعوب، واتسع الخرق على الراتق وما عاد ترقيع الأمور أمراً وارداً! صحيح أن خطابهم ودروسهم وبرامجهم الفضائية ليست الضلع الوحيد في مربع المؤامرة، إلا أنه الضلع الحاد والمباشر وقريب الصلة بالشباب في الداخل والخارج، وقد آن الأوان أن يقال لهم اصمتوا، كفى فتناً وكراهية وتعصباً. أعجبني كثيراً إعلان «شركة زين» لرمضان هذا العام بالمناسبة، فهو يكرس هذا التوجه لنبذ التطرف والتعصب، وهذا بالضبط ما قصدته من أن مناصرة وتعزيز خطاب التسامح يجب أن يكون هدف الجميع، الحكومات كما القطاع الخاص، والمثقفون كما عموم الناس وعلماء الدين كما معلمي المدارس.. الجميع!طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :