تتذكر ريام محمد زيلعي أيامها الأولى لتعلّم برايل في معهد النور منذ سنوات مضت، قبل أن تواصل تعليمها بجدارة لتحصل على الشهادة الجامعية في التربية الخاصة في تخصص صعوبات التعلم، لتصبح الآن مثالاً متميزاً في مجال التطوع لتدريب الكفيفات على طريقة برايل وتجد متعة كبيرة في مساعدة الفتيات والأخذ بأيديهن لتجاوز حدود الإعاقة إلى فضاء الإبداع بجمعية الثريا الخيرية للمكفوفين بمنطقة جازان، التي تحولت إلى قاعات للتحدي وروح المثابرة وتجاوز حدود الظلام، حين حملت الكفيفات أحلاماً وُلدن بها لرؤية ألوان الزهور ونور الصباح، فأشرقت تلك الأحلام بداخلهن إصراراً وعزيمة، فغدا الظلام دروباً للكفاح، خطته الكفيفات على أبجدية برايل وخلية الحروف.ومنذ سنوات مضت حملت شريفة يحيى معافا التي وُلدت كفيفة بقرية البديع بمحافظة أبوعريش أحلاماً قاسية وهي تسمع صوت العصافير في أرجاء قريتها الزراعية ولا تراها، وتشم رائحة الطين وعبير النباتات العطرية في الجوار، دون أن تكون قادرة على معرفة ألوانها، استمتعت بجمال الصباح القروي الفاتن دون أن تبصر نور الشمس، حلمت بمقاعد الدراسة لكن بُعد المدرسة عن قريتها حال دون ذلك، تحدَّت تلك المعوقات وتعلَّمت حروف اسمها، فكتبته على الرمل وشكلته بالصلصال، وحفظت بضع آيات من كتاب الله.
مشاركة :