عندما حصد فريق توتنهام الإنجليزي نقطة واحدة فقط في أول ثلاث مباريات بدور المجموعات بدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، قليلون من كانوا يعتقدون وقتها أن الفريق بإمكانه العبور للأدوار الاقصائية، ناهيك عن المباراة النهائية. وبدأ الفريق يشعر أن كل شيء ممكن حدوثه خاصة بعد الأهداف الثلاثة (هاتريك) المذهلة التي سجلها لوكاس مورا في أمستردام أمس الأربعاء، والتي ضمنت فوز توتنهام 3 / 2 في مباراة الإياب وصعوده للمباراة النهائية مستفيدا من قاعدة احتساب الهدف خارج الأرضي بهدفين بعد أن خسر ذهابا بهدف نظيف. وأنفجر ماوريسيو بوتشيتينو في البكاء عقب تسجيل مورا هدف الفوز في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع للمباراة، وهي معجزة ثانية على التوالي، بعد فوز ليفربول 4 / صفر على برشلونة قبلها بـ24 ساعة. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يصعد فيها توتنهام للمباراة النهائية لبطولة أفضل أندية أوروبا في تاريخه، ويأتي هذا في الموسم الذي افتتح فيه الفريق ملعبه الجديد. حقيقة أن مورا كان البطل، داخل أو خارج هذا المصطلح، في هذه الليلة لن يضيع من قبل جماهير توتنهام. وكان مورا آخر صفقات توتنهام في يناير 2018 حيث جاء للفريق من باريس سان جيرمان مقابل 25 مليون جنيه استرليني (32 مليون دولار)، ويبدو أن هذه الصفقة أصبحت الآن كبيرة للغاية. وصعد توتنهام للأدوار الاقصائية بفضل هدف مورا في مرمى برشلونة في دور المجموعات، كما أن البطل البرازيلي ضمن، أمس الأربعاء، للفريق التواجد في نهائي مدريد يوم الأول من يونيو. وفي الـ16 شهرا منذ وصول مورا، لم يبرم بوتشيتينو أي تعاقدات في فترات الانتقالات، بينما أنفقت الأندية الأخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز بشكل كبير، من بينها ناديي ليفربول ومانشستر سيتي. قام بوتشيتينو بعجائب مع فريقه، حيث نقلهم من مجموعة موهوبة إلى منافسين على البطولات الكبرى. وقال بوتشيتينو :"الوصول بالفريق إلى نهائي دوري الأبطال.. أعتقد أنه امر أقرب إلى معجزة". وأضاف :" لم يؤمن أحد بنا مع بداية الموسم. لذلك نحن قريبون من انهاء الموسم في المربع الذهبي (يحتل توتنهام المركز الرابع قبل خوض مباريات الجولة الأخيرة من الموسم) ولدينا الفرصة في مدريد لمواجهة ليفربول في المباراة النهائية". وخلال الخمس سنوات التي تولى فيها بوتشيتينو تدريب الفريق، تضاءلت قيمة إنفاق النادي أمام الأندية الإنجليزية الأخرى ولكن العمل الجماعي للاعبين ساعد على رؤيتهم يعبرون إلى المباراة النهائي في ليلة درامية في أمستردام. وقال ريو فيرديناند مدافع المنتخب الإنجليزي ومانشستر يونايتد السابق على شبكة "بي تي سبورت" :" ماحدث يجعلك عاجزا عن الكلام ". وأضاف :"تحتاج لشجاعة، رغبة وجهد. الأمر متعلق بوضع قلبك على كفك". وقال كريستيان إريكسين لاعب توتنهام الحالي، وأياكس السابق، إن مورا يستحق ثناء خاص. وقال :" إنه يستحق هذا. كان موسما متغيرا، بالنسبة له ليقودنا للنهائي، أتمنى أن يحصل على تمثال في إنجلترا بعد ذلك، نحن فرحون للغاية". وبعد الفوز بشكل درامي مشابه على مانشستر سيتي في دور الثمانية، ربما يشعر لاعبو توتنهام أنه مقدر لهم الفوز بالبطولة. وربما يكون ليفربول، وصيف النسخة الماضية، المرشح الأقرب للفوز- في أول مباراة نهائية تجمع بين فريقين إنجليزيين منذ 2008 عندما التقى مانشستر يونايتد بتشيلسي. ويمكن أن يعود في المباراة النهائية هاري كين، مهاجم توتنهام، والغائب عن المباريات منذ 9 أبريل الماضي بسبب إصابة في الكاحل، بينما ينبغي أن يستعيد ليفربول خدمات الثنائي محمد صلاح وروبرتو فيرمينو. وقال بوتشيتينو إنه يريد أن يستمتع بالفوز على أياكس ولكنه سيتلذذ بمذاق المباراة النهائية أمام ليفربول. وقال المدرب الأرجنتيني :"اسمحوا لي أن أسترخي قليلا، سيكون هناك وقتا للحديث عن مباراة ليفربول". وأضاف :"أود أن أهنئ يورجن كلوب وكل لاعبي ليفربول، لأنني أعتقد أنهم كانوا مذهلين". وأكد :"استمتعنا كثيرا بمتابعة المباراة أمام برشلونة. إنهم أبطال أيضا، بالطبع، ستكون مباراة نهائية رائعة بين فريقين إنجليزيين وبالتأكيد سنستمتع بها".
مشاركة :