الوطن العربي في رمضان: أشهر العادات والأكلات والذكريات

  • 5/10/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

رمضان شهر كريم تتجلى فيه العبادات والنفحات وتمتزج فيه الذكريات بالعادات، إنها طقوس ثابتة راسخة ولكنها نكهات مختلفة متنوعة بطعم كل مجتمع عربي له ما يميزه من ثقافة تعيش معه جيلاً بعد جيل ولأن رمضان عربي الطبع والطابع كان لنا هذا التقرير مع ربوع وطننا العربي. السوبيا مشروب خاص بأهل الحجاز الدكتورة هويدا جمل الليل من السعودية: اختلفت العادات كثيراً عن زمان في السعودية وتحديداً بمنطقة الحجاز، فكان زمان الأهل يستعدون له كشهر عبادة بحت وتخزين المونة الأساسية في بيت المونة بكميات تكفي الشهر، وكانوا يقشعون البيت بحيث يجنبون الأثاث على جنب ويغطونها ويفرشون بدلاً منها السجاجيد والحنابل للجلوس والخسف للأكل، فكان شهر تقشف وعبادة بالنسبة لهم وكان الاستقبال في البيوت للأهل والأرحام فقط فترة رمضان إمعاناً بالتفرغ للعبادة، وكان كل شيء يطبخ ويجهز داخل البيوت ولكن الآن الوضع تغير تماماً مع التقدم والتطور وخروج المرأة للعمل وتوافر كثير من المواد التموينية المتنوعة داخل البقالات الكبيرة والصغيرة غير الأسر المنتجة التي تقوم بتجهيز المفرزنات من سمبوسك بأنواعه المختلفة وششبرك وغيره من ملتزمات سفرة رمضان وصرر البهارات للشوربة والأرز وهذا يبدأ من شهر رجب أيضاً، وتزدان الأسواق والمحال ترحيباً بالشهر الكريم بزينة خاصة بالشهر حتى الأدوات المنزلية أصبحت مزدانة بهذه الزينات الخاصة بكل منطقه زينة خاصة بها حتى دلال القهوة وترامس الشاي وأكوابها، وتعلق معظم البيوت فانوس رمضان والأنوار الملونة والشعارات التراثية المتوارثة، وتميل معظم النساء لحضور البازارات الخاصة بالملابس قبل رمضان لاقتناء الثياب والجلاليب لأنه تكثر العزائم في هذا الشهر الكريم، وتكثر في شهر شعبان البازارات الخاصة أيضاً للمواد التموينية، وإن كان في الفترة الأخيرة لوحظ ارتفاع الوعي عند الناس من السنوات السابقة خاصة مع الظروف الاقتصادية الأخيرة فأصبحوا يشترون مقاضيهم كأي شهر عادي إنما يزيد الطلب على الدقيق والحب وعصير التوت واللحم لأن الإفطار يعتمد أكثر شيء على السمبوسك وشوربة الحب أو الشوشبرك وصحن الفول وعصير التوت وقمر الدين والتمر هندي ولا ننسى السوبيا وهو مشروب خاص بأهل الحجاز، والتي تصنع من الشعير أو الخبز الناشف أو الزبيب وطبعاً القهوة العربي والتمر الذي يتم إحضار أنواع مختلفة منه لفك الريق عند الإفطار وقت أذان المغرب، شهر رمضان شهر خير وبركة اللهم أهلْ رمضان علينا بالخير لا فاقدين ولا مفقودين وكل عام وأنتم بكل الخير. تشتهر المرأة الجيزانية بتميز مطبخها ومنزلها مريم خبراني من السعودية، تقول نستقبل هذا الضيف الكريم في منطقتنا الجنوبية جيزان بالزينات وتعليق الفوانيس والأنوار في الشوارع والممرات وعلى البيوت، وتشتهر المرأة الجيزانية بتميز مطبخها ومنزلها وتجهيزه بأجمل الأواني الفخارية والحجرية، مثل البرمة والمغش الذي يتم فيه طبخ الوجبة الأساسية وهي طهي اللحم مع الخضار ووضعه في التنور (الميفا) مع العيش (الخمير) وهو الأهم على السفرة ويعتبر الخبز المحلي بجازان، ويتكون الخمير من الحب الذرة الرفيعة المطحون المخبوز في التنور، والخمير هو الطحين المخمر والمخبوز، ويقال له أيضاً عيش مع اللحوح كما تتفنن في عمل أطباق أساسية مثل السمك والمرسة والزلابية وغيرها، وعمل القهوة وبعد تجهيز الفطور ووجبة العشاء التي تكون بعد صلاة التراويح، كما أنها بعد ذلك تقوم بعمل السحور وتعمل الطبق والوجبة الأساسية وهي (المفالت) وهي أكلة شائعة منها الحلو ومنها الحامض، يتكون الحلو من عجين الذرة أو الدخن غير المخمر وحليب البقر الطازج والسمن البلدي والسكر، أما المفالت الحامض بالمكونات نفسها ولكن الدخن يكون مخمراً، اللهم أعده علينا وعلى جميع المسلمين أعواماً عديدة ذكرياتنا مع الجدة وأشهى الأكلات الشعبية رحمة الخلف من الأحساء، تقول نكبر وتكبر معنا ذكريات الماضي الجميل وكل ما مرت بنا مناسبة جميلة يرجعنا الحنين والذكريات لها لم أنس جدتي عندما تحل علينا الأعياد والمناسبات ورمضان كنا نجتمع حولها وتعد لنا أشهى الأكلات الشعبية لنتذوق من يديها (الفتيت) إنها أكلة شعبية من الطحين المحمر والزعفران والهيل والزبدة والسكر كانت تقوم أولاً بتحمير الطحين على المغلاة ثم وضع الزبدة المذابة وقليلا ًمن الماء المخلوط بالزعفران والتمر والسكر والمنكه بالهيل ثم تقوم بعجنه جيداً إلى أن يصبح جاهزاً وما زالت هذه العادة جارية في المناسبات، حيث تجتمع العائلة وتقوم بإعدادها بشكل مشترك فيما بينهم. للأرز الحساوي مذاق خاص الدكتور عبدالله البطيان من الهفوف، هناك أكلات ربما تكون شائعة في المنطقة الشرقية والخليج عموماً إلا أنها حساوية المصدر تتطابق في الاسم وتختلف في النكهة بأصالة الصانع لصنعته وكون الأحساء حاضرة منذ القدم والآن في منظمة في التراث الإنساني باليونسكو، فلا يمكن أن يشيع في العالم طبخة الرز الحساوي مثلًا لأنه الوحيد من نوعه والأغلى والأفضل كمكون غذائي يكون حاضراً في رمضان وكون الأحساء موطن العيش الحساوي عالمياً، فضلاً عن الهريسة، والعصيدة، والفتيت والزردة وأطباق عديدة من مستخلص التمر الحساوي والعيش المتنوع من محمر أو كبسة والخبز الحَمَر وهكذا، في هذا الوقت نجد بعض تباشير الرطب الحساوي فإن المائدة لا تخلو من البشارة وتميرات المتنوعة من السفسيف والخلاص وأجود المصنوعات المنزلية من الحلوى والثريد نحن نستمتع في رمضان بالتلاقي وبوجود الماء والخضرة والوجه الحسن. تبخير البيت استعداداً للذهاب إلى صلاة التراويح السيدة علا زايد من جدة، تضيف، لشهر رمضان في المملكة العربية السعودية جو روحاني خاص وطابع مميز يختلف عن أي مكان آخر حول العالم، حيث يستقبله السعوديون بفرحة كبيرة، وما أن يتم الإعلان عن دخوله حتى يبدؤوا بالتهاني، ومن العادات اليومية عند الإفطار تناول التمر والرطب والماء؛ وهذا ما يسمى بفك الريق بعدها يؤدون صلاة المغرب ومن ثم البدء بتناول وجبة الإفطار التي تكون عادة عبارة عن شوربة القمح والسمبوسك باللحم والبُف والفول بالسمن البلدي والتميس إضافة إلى العصائر الرمضانية المختلفة ويتصدرها الفيمتو والسوبيا واللبن الرائب وتختلف باقي الأصناف من يوم إلى آخر بعد ذلك يأتي دور القهوة العربية المنكّهة بالهيل مع الحلويات الرمضانية الشهيرة مثل الكنافة واللقيمات والقطايف والبسبوسة وتعمد سيدة المنزل تبخير البيت استعداداً للذهاب إلى صلاة التراويح، وغالباً ما يكون السحور عبارة عن الكبسة باللحم أو الدجاج أو الصيادية وأطباق شعبية أخرى مثل المقلقل أو الكبد، ومن الأجواء الدينية التي تضفي الروحانية في رمضان حرص العائلات على الذهاب لأداء العمرة والبعض يحرص على الاعتكاف ليال العشر الأخيرة في الحرم المكي أو الحرم النبوي، شهر رمضان جميل في كل تفاصيله أتمنى لو السنة كلها رمضان. ازدحام المحال للحصول على اللقيمات زينب الجهني من السعودية تقول مع نهاية شهر شعبان يكون الاستعداد لدخول شهر رمضان المبارك ويبدأ الجميع بإرسال التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الدينية المقدسة ومن الملاحظات والمشاهد التي لا تخفى على الجميع هي التسوق وتلك بحد ذاتها متعة خاصة فالتسوق لرمضان يختلف عن التسوق للأشهر الأخرى، وبالطبع سيدة المنزل تختار كل ما يلزمها لتحضير مائدة رمضانية تناسب جميع أفراد الأسرة ومن أجمل المشاهد هو تزيين المنازل بالفوانيس الرمضانية وكثير من الأحياء السكنية تقوم بتزيين مداخل الحارات بالأنوار المعلقة وإطلاق الألعاب النارية، ومن أهم الأكلات الشهيرة والمهمة لدى الشعب السعودي طبق السمبوسة؛ ولهذا الطبق ارتباط وثيق بشهر رمضان لذلك نرى الإعلانات الرمضانية تركز بشدة على وجود هذا الطبق، كما أنه من المهم أن تحتوي المائدة الرمضانية على حلوى اللقيمات، ونرى المحال التي تعد هذه الحلوى مزدحمة جداً قبيل آذان المغرب وأيضاً طبق الفول وحتى المشروبات لها نصيب الأسد والاهتمام على المائدة حتى أصبحت تلك المشروبات رمزاً لدخول رمضان والإعلان عن اقترابه، حقاً يؤثر هذا الشهر الفضيل في نفوس المسلمين لأن شهر الرحمة والمغفرة والألفة والمحبة. رمضان الإمارات عادات وعبادات عبدالله حسين السوادي يقول نحن في الإمارات البلد الذي يسابق العالم تحضراً ورقياً وصعوداً نحو الأعلى يستوقفك في رمضان كثير من العادات والتقاليد وتحديداً قبيل آذان كل مغرب رمضاني، رؤيتك لكثير من الناس ترتاد المخيمات لتناول طعام الإفطار على مختلف جنسياتهم وألوانهم يأخذون أماكنهم جنباً إلى جنب في انتظار لحظة الأذان ليبل كل منهم ريقه ويسد جوعه، ورويداً رويداً تمتلئ المساجد بالمصلين وتحتشد الجموع في صلاتي العشاء والتراويح، ومن الجميل في هذه الدولة أنها تستقدم قراء من مختلف دول العالم لإمامة الناس في رمضان، أيضاً نشهد في كل عام مسابقة القرآن الكريم التي يتنافس على الوصول إليها أهل القرآن من سائر العالم، ويتزامن معها تكريم شخصية العام الإسلامية، في رمضان الإمارات كثير مما يمكن الحديث عنه والوقوف أمامه ملياً للإشادة به، ولكن هذا غيض من فيض، مما يحدث خلال هذا الشهر الكريم في دولة الأمن والأمان والخير والسعادة، أما بالنسبة للعادات الإماراتية في رمضان فلم تتغير في مجملها رغم كثرة الوافدين إليها بعاداتهم وتقاليدهم الرمضانية إلا أن رمضان الإمارات ما زال يحتفظ برونقه المتوارث وطقوسه المتسمة بالبهجة والسرور، بدءاً من استقباله المبكر منذ ليلة النصف من شعبان الشهيرة بما يسمى محلًيا بـ حق الليلة، ثم ينخر الجميع في سباق بهيج مع الزمن للاستعداد للشهر الكريم؛ وذلك من خلال تجهيز ما يسمى بالمير الرمضاني والتي تعني شراء حاجيات المنزل لرمضان من مؤنه كاملة ومن أشهر الأكلات الشعبية الخاصة برمضان في الإمارات تأتي على رأس المائدة الإماراتية أكلة الهريس وهي عبارة عن قمح مع اللحم ويتطلب طهيها وقتاً وجهداً كبيرين، وكذلك البرياني بأنواعه والثريد والمجبوس والبثيثة والبلاليط والساقو والخبيص وكذلك اللقيمات التي تعتبر من أصناف التحلية الرئيسية خلال الشهر الكريم. شهر عبادة يتساوى فيه الفقير والغني السيدة ثريا ترفاس من الجزائر، تقول يحل رمضان وتحل معه الهمم فنستقبله كضيف كريم ونقوم بتحضير مستلزمات الشهر من توابل ومؤنة وكباقي المسلمين لنا أطباقنا الخاصة التي تميز الجزائر، يترأس المائدة الرمضانية التمر واللبن وهما سنة عن رسولنا الحبيب ثم طبق الشوربة، وفي الغرب الجزائري الحريرة كما لا يمكن الاستغناء عن خبز المطلوع وخبز الدار وبجانبه البوراك وطاجين لحلو، وبما أن الجزائر قارة بحد ذاتها فتختلف الأطباق الثانوية وأنواع المقبلات فمنهم من يحب طجين الزيتون طجين الفرماج وأنواع الدولمات السفيرية المعقودة وتطول القائمة كل حسب إمكاناته ففي النهاية هو شهر عبادة يتساوى فيه الفقير كالغني في ساعات الصيام والاجتهاد في الطاعات أما في السهرات فلا تخلو البيوت الجزائرية من الزلابية و البقلاوة والقطايف وقلب اللوز وهذه نبذة صغيرة فقط فعاداتنا عريقة وتقاليدنا قديمة وأصيلة ولا يمكن حصرها في سطور اللهم أعده علينا بالخير واليمنى والبركة، وتقبل الله منا ومنكم ومن سائر المسلمين. قدسية خاصة في فلسطين عند المسلمين والمسيحيين الأستاذ نورس الأسمر رمضان من فلسطين، في فلسطين له خصوصية رغم الاحتلال الصهيوني الذي نعاني منه، تكاد لا تختلف تلك العادات في هذا الشهر الفضيل عند الفلسطينيين عن عادات الشعوب المجاورة من حيث قدسية هذا الشهر وخصوصيته عند المجتمع الفلسطيني بكل مكوناته الدينية (الإسلامية والمسيحية) ويتجلى هذا بإضاءة بعض الشوارع وواجهات المنازل ومن أساسيات المائدة الرمضانية الفلسطينية وجود السلطات والشوربة المتنوعة وتتفنن النساء في إعداد موائد الإفطار وتحضر غالباً الوجبات التراثية كالمسخن والمنسف والقِدرة والمقلوبة إضافة لأشهر الحلويات المعروفة مثل القطائف والكنافة النابلسية. كمال أحمد الرواغ من فلسطين يضيف، كان في السابق على أيام والدي نفطر في الديوان مع أبناء العائلة، لكن هذه العادة انتهت الآن وأصبح كل واحد يفطر مع أسرته الصغيرة داخل المنزل، أما أشهر أكلات رمضان فهي الفتة باللحمة والمفتول والمقلوبة والملوخية والمنسف الأردني والحلويات الفلسطينية المعروفة مثل الكنافة النابلسية. أناشيد رمضان المميزة أصولها فرعونية أما الشاعرة غادة الباز من مصر تقول يحمل الكثير من البهجة، ولعل عادة شراء الفانوس الرمضاني أكثر وأجمل العادات التي أتمسك بها كل عام، كما أحرص على إعداد الشوربة بمختلف أنواعها كشوربة لسان العصفور أو الشعرية أو شوربة الخضار والسلطات المختلفة المصرية أو الشامية كالفتوش والتبولة ووجود طبق رئيسي غالباً ما يحوي الرز أو المكرونة، أما السمبوسك هندية الأصل فأصبحت من الأطباق المفضلة على المائدة المصرية في السنوات الأخيرة بحشواتها المختلفة من اللحم أو الجبن أو البطاطا بالكركم والبازلاء كما أحرص على عدم تناول الحلويات كل يوم والاكتفاء بالفاكهة، ومن اللافت أن للمصريين أناشيدهم المميزة لاستقبال الشهر الكريم، التي لاقت استحساناً أيضاً في الدول العربية ويرددها الصغار بفرح «وحوي يا حوي إياحة» والتي قيل إنها كلمات ذات أصول فرعونية تهلل لظهور القمر، أسأل الله العظيم أن يبلغنا إياه أعواماً عديدة وألا يحرمنا فيه المولى من العفو والعافية. الإعلامي عفيفي عبد الحميد من مصر يقول ينتظر المصريون هذا الشهر بفارغ الصبر وعليه يتم استقبال هذا الشهر الكريم في مصر بالفرح والسرور يتجلى ذلك في بعض مظاهر البهجة التي يصنعها المصريون وهي على سبيل المثال لا الحصر، قبل رمضان بعدة أيام يقوم الناس بوضع الزينات على البيوت ويقوم الآباء بشراء فانوس رمضان لأبنائهم الصغار ويأتي السحور الذي يتكون غالباً من العيش والفول والبيض والجبن والزبادي، أما بالنسبة لأهم المشروبات في رمضان فهناك عدة مشروبات مرتبطة بالشهر الكريم مثل العرق سوس والتمر هندي والبلح باللبن أو البلح بقمر الدين والحلويات مثل الكنافة والقطايف والبسبوسة. رمضان شهر فضيل دون إسراف السيدة غادة زيتون من الأردن، تقول بصفتي ربة منزل ومسؤولة عن أسرتي أقوم بشراء ما أحتاج إليه في هذا الشهر الفضيل ولكن دون إسراف ومن أهمها المشروبات من قمر الدين والكركدية والتمر الهندي الذي أعشقه والخضار والسلطات بأنواعها من السلطة المفرومة ناعمة والسلطة الإفرنجية، وسلطة الجرجير وسلطة الخيار باللبن أما بالنسبة للشوربات فشوربة الماجي والعدس والفريكة يتصدرن المائدة ونأتي بعد ذلك إلى الطبق الرئيسي وهو الأكثر أهمية وهو المنسف فهو وجبة لذيذة جداً ويفضله الجميع هو عبارة عن لبن جميد كركي ولحم وأرز، طيب المذاق يفضله الجميع ولا نستطيع أن ننكر طبخة المقلوبة المشهورة بلاد الشام. الغبقة تقليد رمضاني عريق في البحرين الشاعر علي النهام من البحرين يقول يحرص البحرينيون على استقبال شهر رمضان استقبالاً خاصاً نظراً لكونه محطة دينية روحية يتزودون من خلالها بالقيم الإيمانية ومن أهم المظاهر والعادات في رمضان هي التفاف أبناء العائلة الواحدة أو الجيران حول المائدة الرمضانية الملأى بالأكلات الشعبية المتنوعة والشهيرة في منطقة الخليج العربي مثل الهريس والثريد واللقيمات والخنفروش والمحلبي والكباب والفالودة والطابي وأنواع المقليات وأطباق الحلويات الخليجية المعروفة ومثل أغلب الدول الخليجية ما يزال البحرينيون يجلسون في جلسات السمر والطعام التي تعرف باسم «الغبقات الرمضانية» وهي وجبة دسمة بوقت متأخر من الليل تتكون في العادة من الأرز المحمر بالسكر أو الدبس «المحمر» بالسمك واللحوم. مجالس الديوانيات الكويتية عامرة بالرواد المستشار الإعلامي علي عبد الله الحربي رمضان شهر الخير والبركة في دولة الكويت لما له من نكهة خاصة لدى المسلمين في كل أنحاء الدول الإسلامية، ولهذا الشهر الفضيل في الكويت طعم خاص لا تجده في غيره من الشهور الأخرى وأهل الكويت لهم عاداتهم في استقبال شهر رمضان المبارك، إذ يعتبر أهل الكويت رمضان فرصة لإحياء العادات والتقاليد الأصيلة، يتميز رمضان بالديوانيات التي تجمع مجالس الكويتيين وتكون عامرة بالرواد وتقام فيها حفلات الإفطار الجماعي الذي يعمر الأرز واللحم والسمك وهريس القمح والتشريب واللحم والمجبوس وغيرها من الأكلات الكويتية، وفي منتصف الشهر يجري الاحتفال بأيام «القرقيعان». رمضان في اليمن بسيط يبعد عن الترف المبالغ ويضيف أيمن الشرعبي من اليمن في مثل هذا الشهر يكون المسلمون في أبهى صورهم النورانية ولا وجود للحقد والضغائن داخل المجتمع اليمني المتعايش ببساطة بعيدًا عن الترف المبالغ وتكاليف الاستقبال المذمومة، نحن اليمانيين ربما عاداتنا وتقاليدنا فيها الكثير من الاختلاف، هناك تفنن بالطعام وتعدد في الأصناف، وهناك أطباق لابد منها في كل بيت يمني مثل الشوربة والشفوت البلدي، والسلتة، والفحسة، والعصيد، وكلها أكلات يمنية مشهورة بمسميات قد يصعب فهمها عند غير اليمنيين، أما أطباق الحلويات متعددة الصنف، كالهريسة والرواني، وبنت الصحن، والكنافة والعوامة، والبسبوسة، والقطائف، والبقلاوة. نشم روائح الخير معبأة الشوارع والطرقات كلثوم النازي من المغرب تقول أولًا رمضان كريم لكم جميعاً ونحن بالمغربي نقول (عواشركم مبروكة) يتميز المطبخ المغربي بأشهر الأكلات وأهمها الحريرة الحمراء أو لحريرة الحامضة وهي شربة تتضمن كل القطاني، الحلوة الشباكيةً، سليلو يتضمن الفواكه الجافة والتمر طبعاً والحوت والمسمن وهم أهم ثلاث وجبات رئيسية ومهمة، الكل يجهز الحلوة الشباكيةً لدرجة نشم الرائحة وتكون معبأة الشوارع والطرقات بالخير هناك كثير من العادات التي اندثرت لكن بتكون موجودة في البوادي. أصحاب المخابز يتفننون في صنع الخبز المالح والمحلّى حذامي محجوب من تونس تقول يبدأ الاستعداد قبل شهر رمضان المعظم عند التونسيين بأيام عديدة ويتجلى ذلك في حركة الأسواق واكتظاظ المحال التجارية، ويتضاعف استهلاك المأكولات ويحتل رمضان مكانة روحية عميقة لدى التونسيين، حيث تكتظ الجوامع بالمصلين وتقام معارض للقرآن ولحفظه وختمه في كل المساجد ويتسابق التونسيون بعد الإفطار إلى حضور صلاة التراويح وحضور الدروس والمحاضرات والمسامرات الدينية، كما تتزين واجهات المقاهي وأماكن السهر خاصة منها قاعات المدينة العتيقة لاستقبال الوافدين عليها في ليالي رمضان بالموشحات الدينية والأغاني الصوفية، وتأخذ مائدة الإفطار لهذا الشهر الكريم أهمية وعناية خاصة، ويعتبر التمر والحساء أو ما يسمى فريك، والبريك، والطاجين من أبرز مكوناتها ثم تأتي الأطباق الأساسية الأخرى من اللحوم أو الدواجن أو الأسماك مع الخضراوات، وكل هذه الأطعمة تطبخ في تونس بزيت الزيتون. رئيفة الداعوق من لبنان تقول من عاداتنا في لبنان الفرح الشديد بقدوم الشهر الفضيل شهر البهجه للكبار والصغار فيه جو مفعم بروح الإيمان والفرح إنه شهر رائع جداً أتذكر كانت أمي الله يرحمها تجمع جميع العائلة كل شهر رمضان ونقوم بتزيين الشوارع وننتظر المسحراتي وتعد لنا الأكلات مثل الشوربة والفتوش والفتة والبطاطا مقلية والكبة ورقاقات بحبنة، وكثير من الحلويات الشهيرة. تغير الزمان والمكان والذكريات عالقة في الأذهان نسرين حلس سيدة فلسطينية أمريكية تقيم في أمريكا تقول رمضان بصفة عامة هو شهر مميز، فهو شهر الخير، العطاء والكرم بين الناس، على المستوى الشخصي رمضان يعني لي كل شيء جميل سواء في علاقتي مع الله أو علاقتي بالأسرة والاهتمام بالواجبات المنزلية أو حتى علاقتي بالبشر، في بلاد المهجر أو في أمريكا رمضان له طعم خاص فنحن هنا أوقات الصيام لدينا طويلة جداً لا تتغير فيه ساعات العمل اليومية التي تصل إلى ثماني ساعات يومياً، لذلك يحرص الجميع على أن يكون السحور متأخراً أي قبل أذان الفجر بقليل، لكن لرمضان في ذاكرتي أشياء جميلة عندما كنا في الكويت وتلك هي مكان طفولتي، حيث كان له جمال خاص من التنزه في المولات والسهرات الرمضانية مع الجيران والتمتع بمشاهدة الأعمال الرمضانية الخاصة كمسلسل حبابة للفنانة مريم الغضبان ومشاهدة فوازير رمضان ومسلسل ليالي الحلمية والشهد والدموع كل تلك المسلسلات الجميلة التي ارتبطت برمضان، وفعلًا تغير الزمان والمكان لكن الذكريات ما زالت عالقة في الأذهان. الصحون المتبادلة بين البيوت يحملها أبناء الحارة السيدة سميرة غانم من سوريا تقول سوريا ولبنان وبلاد الشام عموماً بلاد الكرم والطيبين وفي رمضان تفيض العاطفة وتسخر للروحانية فتلحظ السكينة تملأ النفوس عداك عن جمالية العادات، إذ تكثر الدعوات إلى الولائم والتقارب ولمة الأخوة في جوٍّ ملؤه المحبة، لم يعد رمضان كما كان مثلما لم يعد شيء كما كان أيام البساطة والسلام لكنه ما زال بما يفرضه من تقرّب إلى الله عز وجل في الشهر الأكرم والأرحام رغم ما نعانيه في ظل ظروف الحرب وطمع التجار الانتهازيين لرفع الأسعار وتضييق المعيشة على الفقراء. في العراق يرسل الفطور للبيوت المتعففة نزار الفدعم من العراق يقول مظاهر شهر رمضان المبارك تبدو ملامحه قبل حلول الشهر بأيام، مظاهر روحية تتجلى بالترحيب والتبريك والتبشير به، ومظاهر مادية تلوح من خلال التسوق وتحضير المواد الغذائية وتوفيرها في المنزل، اعتدنا في رمضان أن تجتمع العائلة كلها والضيوف على مائدة الإفطار، لذلك تكون مائدة الإفطار غنية وثرية بالأكلات العراقية مثل الباجة والشوربة، والتشريب والدولمة والكبة والغالب تكون كبة حلب، كبة برغل، كبة حامض، والباجة الأكلة العراقية الأكثر شهرة وعروكَ كباب مشوي أو مقلي والطمن طاجينة والسمك المسكوف وغيرها من الطبخات العراقية المعروفة، لتكون السفرة مميزة خلال هذه الأيام المباركة فضلاً عن الحلويات المعروفة كالبقلاوة والزلابية وغيرها من الحلويات المعروفة بنكهتها العراقية، ومن عاداتنا في رمضان وقبل الفطور أن نذكر البيوت المتعففة ويتم إرسال لهم الفطور، وفي الليالي الرمضانية تكون السهرات في الغالب مع لعبة المحيبس وهي لعبة مشهورة تنتشر لعبة المحيبس التراثية في الشارع العراقي الشعبي بنحو لافت للنظر وتستهوي هذه اللعبة آلاف العراقيين من لاعبين ومشجعين، وتمارس في الأحياء والمقاهي الشعبية منذ مئات السنين ومن طقوس هذه اللعبة أن يتناول الفريقان والجمهور بعد انتهاء اللعبة بعض الحلويـات العراقيـة المعروفـة التي يتحمل ثمنها الفريق الخاسر. بالسودان يفطرون أمام البيت لاستقبال عابري السبيل طارق خليل من السودان يقول يبدأ التحضير لشهــر رمضــان في الســودان منذ شهر رجب وذلك ببدء الإعداد لمشروب رمضـان الأول والمفضل الحلـو مر «الآبري»، وفي بدايـات شهــــر شعبان تبدأ انبعــــاث الروائح الذكيــة من البيوت معلنة قرب الشهـــر المبــــارك مصحوبة بالدعــوات ببلــوغ صيامه وقيامه، ومن أهم عادات أهل السودان اعتياد ربات البيوت على تغيير أواني الطبخ وأواني تقديم الطعام واهتمام الرجــال بشــراء فرش جديــدة لأن معظم أهل السودان من الرجال يتناولون الإفطار في الشارع لاستقبال عابري السبيل وكل من تقطعـت به الأسباب للوصول لمنزله كنوع من التراحم ومزيدٍ من رجاء الأجر، مائدة أهل السودان في رمضان أصيلة وتقليدية من حيث الماء والتمر والحمص المسلوق «البليلة» والأطباق الرئيسية من القراصة والعصيدة مع ملاح الويكة وملاح الروب والنعيمية، أما المشروبات عبارة عن عصائر طازجـة من الكركدي والبرتقال والتبلدي والمانجو والجوافة ويتوجها دائما عصير الحلو مر بمذاقه المدهش. لكل محافظة في سلطنة عمان عاداتها الرمضانية رحاب أحمد قاسم رائدة أعمال من عمان تقول نترقب الهلال وما أن يعلن المراقب عن ثبوت رؤية هلال شهر رمضان حتى تبدأ 30 يوماً من أجواء روحانية عالية ترتفع فيها أصوات التراويح والابتهالات وتراتيل القرآن، دقات أجراس الباب معلنة عن وصول أطباق رمضانية متنوعة، فرحة الأطفال بأول صيام وسهرات عائلية دافئة، جمال شهر رمضان في سلطنة عمان يكمن في التنوع الثقافي للبلد واختلاف العادات الرمضانية في كل محافظة، فتتفق أغلب محافظات السلطنة في الأطباق الرمضانية الشهيرة ومنها شوربة الشوفان والسمبوسة والهريس واللقيمات والاحتفال بانتصاف الشهر في ليلة «القرنقشوة»،.

مشاركة :