دبي - وكالات: قالت دراسة دولية إن دولة الإمارات العربية المتحدة تتصدر أبرز مصادر تهديد استقرار وأمن منطقة القرن الإفريقي ضمن مؤامراتها التخريبية للسيطرة على الموانئ الاستراتيجية وخدمة خططها للنفوذ والتوسع. وناقش تقرير للمركز العربي في واشنطن مستقبل صراع النفوذ بين دول المنطقة على القرن الإفريقي وسواحل البحر الأحمر، مشيراً إلى أن البحر الأحمر كان وسيظل أحد أهم الممرات البحرية التي تربط بين الشرق والغرب، ونتيجة لذلك فإن العديد من القوى الدولية والإقليمية تتنافس من أجل فرض نفوذها عليه. وقالت الدراسة إن الانتفاضة الشعبية في السودان - التي أجبرت الجيش على الإطاحة بالرئيس “عمر البشير” ووزير دفاعه عوض بن عوف- وإصرار الجماهير على تحقيق أهدافهم الكاملة المتمثلة في تشكيل حكومة مدنية منتخبة. ويمكن فهم هذا الإنجاز الشعبي على أنه انتصار لتطلعات الجماهير السودانية؛ لكن لسوء الحظ، أدى ذلك إلى تدخل سعودي إماراتي واضح في الأحداث حيث اصطف البلدان إلى جانب الجيش. ولم تستبعد الدراسة اندلاع، مواجهة بين أولئك الذين يرفضون حكم الجيش وبين الجنرالات المدعومين من البلدين في حين لا يمكن إنكار أن رغبة البلدين في وجود حكومة سودانية موالية لهما ينبع من الحاجة إلى ضمان استمرار توفير الآلاف من الجنود السودانيين الذين يقاتلون نيابة عن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في اليمن. وقالت الدراسة إن بعض المخاوف المتوقعة من تدخل الإمارات في الشؤون السودانية بعد الإطاحة بـ”البشير” تتجلى في مستقبل التسهيلات الممنوحة لتركيا في جزيرة سواكن السودانية في البحر الأحمر. وأنه بخلاف ذلك، قد يكون أحد أهداف التحالف السعودي الإماراتي في السودان هو تقليص استقلال خصومهما ونفوذهما في الدولة الإفريقية. كما تتجلى المنافسة الإقليمية والدولية المكثفة حول البحر الأحمر بشكل أوضح في جيبوتي. ومن الجدير بالذكر أن القيادة الأمريكية الإفريقية (أفريكوم) يقع مقرها الرئيسي في جيبوتي، كما تمتلك كل من فرنسا وإيطاليا -ومؤخراً الصين- وجوداً عسكرياً كبيراً في البلاد. وليس هناك شك في أن هذا قد يقوض ويكون له تأثير سلبي طويل الأجل على المصالح الأمريكية، سواء في إفريقيا أو شبه الجزيرة العربية. وكشفت الدراسة أن السعودية أجرت مفاوضات مع حكومة جيبوتي من أجل تأسيس وجودها العسكري في البلاد. لكن المفاوضات توقفت بسبب الأزمة الخليجية المستمرة؛ وربما يتم استئنافها في وقت أكثر ملاءمة. كما سعت دولة الإمارات إلى احتكار ميناء جيبوتي من خلال هيئة موانئ دبي التي أرادت أن تصبح لاعباً في أنشطة الموانئ في البلاد، لكن رئيس جيبوتي “إسماعيل عمر غيله” توقف لوقف وإلغاء الصفقة. وقالت إن الإمارات استأجرت ميناء عصب في إرتيريا واستخدمته كمنصة انطلاق في حربها ضد الحوثيين في اليمن وأضافت إن أنشطة بعض بلدان المنطقة تشكل تهديداً مدمراً للسلم والأمن الإقليميين. على وجه التحديد، يبدو أن الإمارات تدفع الوضع الأمني في اتجاهات غير مرغوب فيها بسبب طموحاتهما التوسعية، وسيؤدي ذلك إلى تصعيد التوترات. وأضافت من ناحية أخرى، هناك اتجاه مقلق للسياسة الخارجية للسعودية في منطقة البحر الأحمر حيث أظهرت التطورات على مدى السنوات القليلة الماضية أن الأمن السعودي والسياسة الخارجية تتطابق تقريباً مع سياسات دولة الإمارات على الرغم من أن المملكة هي القوة الرئيسية في شبه الجزيرة العربية. وما يجعل الأمر أكثر إثارة للقلق هو سلوك مصر المحير في المنطقة حيث تبدو كفاعل استراتيجي ضعيف على الرغم من وضعها كقوة بحرية رئيسية. وخلال هذه الفترة، ظهرت سياسات مصر كما لو كانت انعكاساً لتوجه الإمارات الطموح. وقالت الدراسة إن الحرب في اليمن ستظل تشكل أكبر تهديد للأمن الإقليمي في منطقة البحر الأحمر خاصة وأنه في المستقبل المنظور، لا يوجد توقع بأن ينتصر التحالف السعودي الإماراتي في هذه الحرب، لكن من المؤكد أن الحرب ستظل تستنزف أصول صناديق الثروة السيادية للبلدين وستتسبب في مزيد من المعاناة الإنسانية وانتهاكات حقوق الإنسان.
مشاركة :