بطء الإجراءات وراء التأخير في أقسام الطوارئ

  • 5/11/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة -  الراية :  انتقد عددٌ من المُواطنين والخبراء وأساتذة الجامعات آلية العمل في أقسام الطوارئ بمُؤسّسة حمد الطبية، لافتين إلى أن تلك الآلية تتّسم بالتعقيد الكبير الذي يزيد من طول الانتظار بالطوارئ، ومن ثم زيادة زحام المُراجعين، وطالبوا بإعادة النظر في نظام العمل داخل أقسام الطوارئ بما يؤدّي إلى السرعة في توفير الخدمات للمرضى. وأكّدوا لـ  الراية  أنّ التكنولوجيا خلقت لتسهيل أمور البشر والمُساعدة في إنجاز المهام بشكل سريع، ولكن ما يحدث في طوارئ مؤسّسة حمد من خلال الالتزام بنظام إلكتروني محدد لإجراء الفحوصات الطبية على المرضى لا يتماشى مع هذا المنطق تماماً بل على العكس، حيث يزيد من طول الانتظار نتيجة الالتزام بهذا النظام الذي يجعل الطبيب ملتصقاً بالكمبيوتر أكثر من تعامله مع المريض. وأشاروا إلى أن الكثير من المرضى الذين يُراجعون أقسام الطوارئ يلاحظون هذا الأمر تماماً ويشكون باستمرار من بطء الإجراءات المُتبعة في الطوارئ، والتي تزيد من معاناة المرضى بسبب طول الانتظار للوصول إلى تشخيص المرضى ووضع الخُطة العلاجية المُناسبة. وأوضحوا أنه لابد من العمل على تقليل الإجراءات التي لابد أن يمرّ بها المريض للوصول إلى الطبيب والوصول للخدمات من حيث إجراء الأشعة اللازمة أو التحاليل المطلوبة مُنتقدين في الوقت نفسه وجود جهاز أشعة واحد في قسم طوارئ حمد العام لإجراء الأشعة المقطعيّة، وهو ما يؤخّر تشخيص العشرات من الحالات لساعات طويلة. ولفتوا إلى أنّ الكثير من الأطباء يلازمون مقاعدهم أمام الكمبيوتر لإدخال البيانات الخاصة بالمريض ومراجعة التقارير الخاصة به ووضع الخُطط العلاجية المطلوب إجراؤها للمريض، حيث إنه لابد من وضع الطلبات الخاصة بالمريض مثل إجراء تحليل أو أشعة معينة على الكمبيوتر ومن ثم لا يستطيع المريض الوصول لهذه الخدمات إلا بعد أن يتمّ تسجيلها أولاً على الكمبيوتر، لدرجة أنه حتى لو أن المريض متواجد في غرفة الأشعة ولا يوجد طلب لإجراء الأشعة على الكمبيوتر، فإنه لن يستطيع فني الأشعة إجراءَها، ومن ثم الانتظار لحين وضع أمر بهذا الشأن على الكمبيوتر ليتم تنفيذها، وهكذا في الكثير من الأمور الخاصة بالتشخيص للحالات.   علي الغفراني: أقسام الطوارئ تتسم بالبطء الشديد   يقول علي الغفراني إنّ المعاناة التي يواجهها المرضى في أقسام الطوارئ باتت من الأمور العادية التي دأب كل من يراجع الطوارئ على مُواجهتها، وهو ما يجب أن يعيه المسؤولون بمؤسّسة حمد الطبية حول ضرورة استكشاف أسباب هذه المُعاناة والعمل على حلها بشتّى الطرق. ولفت إلى أن الغالبية العظمى من شكاوى المُراجعين بالطوارئ تتركّز على طول الانتظار لحين الوصول إلى الطبيب وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة ومن ثم البدء في العلاج، مؤكداً أن هذه المشكلة لها عدة أسباب منها نقص الأطباء وزيادة الأعداد بالإضافة إلى السبب الرئيسي وهو آلية العمل في أقسام الطوارئ التي تتسم بالبطء الشديد الذي لا يتناسب مع كلمة طوارئ، حيث إن مجرد إطلاق كلمة طوارئ تُعتبر إنذاراً بضرورة الإسراع في العمل على فحص الحالات بدلاً من التأخير عليها، والحرص على تطبيق قواعد وبروتوكولات بغض النظر عن الوقت الذي سيستغرقه الطبيب لحين تطبيق هذه القواعد.   د. يوسف الكاظم: المكان ضيق والأطباء حديثو التخرج   يقول الدكتور يوسف الكاظم الأمين العام للاتحاد العربي للعمل التطوعي إنّ آلية العمل في الطوارئ تحتاج إلى إعادة نظر حيث تستغرق الكثير من الوقت حتى يتم تشخيص المريض، مُوضحاً أن المشكلة الواقعية في الطوارئ أيضاً هي أن المكان ضيق والأعداد كبيرة، وبالتالي فإن هذا الأمر يحتاج إلى نظام عمل سريع يستطيع التعامل مع هذا الوضع القائم. وتابع إنّه على الرغم من قيام مسؤولي الطوارئ بتصنيف الحالات لتحديد أولوية الدخول إلى الطبيب إلا أن الكثير من المُراجعين مازالوا يشتكون من صعوبة الوصول للطبيب رغم أن حالاتهم الصحية تكون عاجلة. ولفت إلى أنّ من المشاكل الرئيسية التى يرصدها الجميع في الطوارئ هي أن الغالبية العظمى من الأطباء العاملين بها من الأطباء حديثي التخرّج أو الأطباء المُقيمين، مُشيراً إلى ضرورة العمل على جلب الأطباء ذوي الخبرات الكبيرة التي تسهم في إحداث نقلة نوعية في الخدمة بالطوارئ والتي يمكنها أن تتعرّف على حالة المريض من مجرد رؤيته وفحصه سريرياً مما يُسهم في سرعة التشخيص ومن ثم تحديد طريقة العلاج. وأوضح أنّ طريقة العمل في طوارئ القطاع الخاص نجد أنها تتسم بالسرعة في الإنجاز وعدم التأخر في التشخيص متسائلاً لماذا لا يتم تطبيق نفس الآليات لعمل أقسام الطوارئ في مؤسّسة حمد الطبية؟ مُؤكداً أنّ آلية العمل بطيئة جداً ولابد من تعديلها، ورفع الأعباء الإدارية عن الأطباء حتى يتفرّغوا لفحص المريض.   سعيد المهندي: الوسائل الحديثة ليست لزيادة المعاناة   قال سعيد المهندي إنّه من المفترض أنّ وسائل التكنولوجيا الحديثة قد خلقت لتسهيل المهام والخدمات ومساعدة الأفراد في إنجاز مهامهم، وهو ما استبشر به الجميع خيراً عندما تمّ تطبيق النظام الإلكتروني في المنشآت الصحية التابعة للدولة، ولكن الواقع مغايرٌ لذلك تماماً، حيث نجد أن آلية العمل في الطوارئ القائمة على النظام الإلكتروني تزيد من فترات الانتظار وتأخير تشخيص المرضى. وتابع أن هناك الكثير من الإجراءات والمعايير التي يجب أن يمر بها المرضى في الطوارئ للوصول إلى التشخيص، ومن ثم توفير العلاج، وهو ما يستغرق الكثير من القت، ويزيد أعباء المُراجعين الذين تكون الغالبية العظمى منهم في حالات حرجة. ولفت إلى أنّ الأمر لا يتوقّف على ذلك بل إن النظام الإلكتروني أحياناً ما يتوقّف وهو ما يؤدي إلى تعطل أكبر وتأخير أكثر في وصول المرضى إلى الخدمات المطلوبة في أقسام الطوارئ، مُوضحاً أنّ نظام العمل في أقسام الطوارئ يحتاج إلى تطوير وتعديل بما ينعكس تلقائياً على سرعة حالة المرضى من خلال توفير الخُطة العلاجية المُناسبة.   د. بتول خليفة: ضرورة تدريب كوادر الطوارئ   قالت الدكتورة بتول خليفة أستاذ الصحة النفسية المُشارك- جامعة قطر إنّ الطبيب في الطوارئ يقوم بتوثيق الحالة على الكمبيوتر من خلال نظام السيرنر المتبع في مؤسّسة حمد الطبية، مشيرة إلى أن هذا التوثيق يفيد جميع الأطباء في المنشآت الصحية التابعة للدولة في معرفة تفاصيل الحالات المرضية في أي وقت، ومن ثم فإن هذا التوثيق أمر هامّ للغاية في الطوارئ. وتابعت أنه لابد أن يتم التركيز على تدريب الأطباء والعاملين بأقسام الطوارئ على إنجاز هذه المَهمة في أسرع وقت ممكن بحيث لا تستغرق الكثير من الوقت ومن ثم سرعة تشخيص الحالات وتوفير الرعاية الطبية في أسرع وقت، مُوضحة أنه لابد في الوقت نفسه التركيز على توعية الجمهور بالإجراءات التي يقوم بها الأطباء حتى لا يكون هناك غضب أو سخط من طول أو بطء الإجراءات. وأضافت إنه من المفترض أيضاً أن يتم التركيز على تدريب الأطباء بكيفية كتابة التقرير الطبي بشكل سريع، وهو ما يقلل من الوقت الذي يستغرقه في كتابة وتسجيل البيانات الخاصة بالمريض، لافتة إلى أنه في حال التدريب على ذلك ورفع مُستوى الأطباء في هذا الأمر سيكون هناك سرعة وتركيز على التعامل مع المريض من قبل الطبيب بشكل سريع ومُباشر.

مشاركة :