تسارعت جهود شركة الاتحاد للطيران المملوكة لحكومة أبوظبي لإعادة هيكلة تحالفاتها وحصصها في شركات الطيران العالمية بتقديم شروط لإنقاذ شركة جت أيرويز الهندية. وكشف متحدث باسم الاتحاد للطيران أمس أن الشركة، وهي إحدى أبرز الشركات الخليجية في منطقة الشرق الأوسط، مهتمة بالاستثمار مجددا في شركة الطيران الهندية المتعثرة جت أيرويز مقابل حصة أقلية بشروط معينة. وقال المتحدث في بيان إن “الاتحاد تعيد التأكيد على أن من غير المتوقع أن تكون المستثمر المنفرد، وإنه من بين متطلبات أخرى، سيحتاج مستثمرون آخرون مناسبون لتقديم غالبية إعادة الرسملة المطلوبة لجت أيرويز”. ودعا بنك الدولة الهندي، المقرض الرئيسي لجت لتقديم عروض ملزمة لحصة في شركة الطيران المثقلة بديون لبنوك بقيمة 1.2 مليار دولار تقريبا. ومن المفترض أن جميع العروض الملزمة قد تم تقديمها أمس قبل منتصف النهار. وبلغت ديون جت، التي تأسست في عام 1992، نحو 1.14 مليار دولار في نهاية سبتمبر الماضي، وهي تسعى للحصول على التمويل في ظل قواعد إقراض مشددة وأزمة سيولة عامة في الهند. وأخرت الشركة سداد رواتب الطيارين وكبار المسؤولين التنفيذيين وقلصت الرحلات الجوية على المسارات غير المربحة لتوفير السيولة. وحتى الآن لا تؤكد المؤشرات أن جت الهندية لا تملك السيولة الكافية للوفاء بجميع التزاماتها ونفقاتها، لكنها تواصل تسديد المستحقات النظامية مثل الضرائب. وتعتبر جت أكبر شركة طيران هندية من حيث الحصة السوقية، وهي وتخدم أحد أسرع أسواق الطيران المحلي نموا على مستوى العالم. ولكن تلك السوق تعاني من ارتفاع أسعار الوقود وضعف الروبية والمنافسة في الأسعار من قبل شركات الطيران منخفضة التكلفة مثل انترغلوب. وفي فبراير الماضي، تمكنت الاتحاد للطيران من فرض شروط إنقاذ جت أيرويز الهندية، التي من المتوقع أن تشمل زيادة حصة الاتحاد وتخلي مؤسس الشركة ناريش جويال عن رئاسة مجلس الإدارة وخفض حصته من 51 إلى 22 بالمئة. وكانت شركة الاتحاد قد اشترطت في يناير الماضي مضاعفة حصتها البالغة نحو 24 بالمئة والتي اشترتها في عام 2013، لتصل إلى 49 بالمئة وهو السقف الأقصى لملكية الأجانب في شركات الطيران في القوانين الهندية. ونسبت وكالة رويترز لمصادر مطلعة تأكيدها في ذلك الوقت أن الاتحاد تجري محادثات لضخ استثمارات جديدة في جت أيرويز، وأنها تشترط أيضا تخلي ناريش جويال مؤسس الشركة الهندية عن رئاسة مجلس إدارتها. وكانت الاتحاد، ثاني أكبر مساهم في جت أيرويز، قد دخلت ديسمبر الماضي في مفاوضات مع مسؤولي الشركة الهندية المثقلة بالديون بشأن خطة إنقاذ. ومنذ بروز الأزمة، ظهرت مخاوف من أن تجد جت أيرويز صعوبة في الاستمرار في النشاط دون المزيد من الاستثمارات، وهو ما قد يؤثر على أعمال الشركة الإماراتية. وأطلقت الاتحاد للطيران في عام 2016 استراتيجية جديدة لإعادة هيكلة تحالفاتها وحصصها في شركات الطيران العالمية لتعزيز مكانة الاتحاد في سوق النقل الجوي، الذي يشهد منافسة محتدمة. وراجعت بموجب الخطط الجديدة حصص الأقلية، التي كانت تملكها في شركات من بينها أليطاليا الإيطالية وأير برلين الألمانية وداروين أيرلاين السويسرية. وكانت الاتحاد قد أعلنت تكبدها خسارة سنوية بلغت 1.52 مليار دولار في عام 2017، لأسباب بينها خسائرها من شراكاتها مع أليطاليا وطيران برلين اللتين أشهرتا إفلاسهما. وقد اضطرت لبيع حصتها في شركة داروين أيرلاين في يوليو 2017، في أول تخارج لها منذ إطلاق مراجعة استراتيجية لنشاطاتها في 2016، وبعد أسابيع من رحيل الرئيس التنفيذي جيمس هوغن عن الشركة الإماراتية. وأنفقت الاتحاد منذ تأسيسها قبل 16 عاما مليارات الدولارات لشراء حصص في شركات في أستراليا وآسيا أوروبا في محاولة للحاق بركب كبرى الشركات الإقليمية المنافسة. وعيّنت في مايو 2017 الأيرلندي راي جاميل رئيسا تنفيذيا مؤقتا ليحل محل جيمس هوغن الذي قاد استراتيجية التوسع في محاولة “للاستفادة من وفورات الحجم”.
مشاركة :