قام علماء بتحري آثار الحرمان من النوم على وظيفة الخلية لدى الفئران، فوجدوا أن عدم كفاية النوم خلق ضغطًا في خلايا البنكرياس، كما عطل مستويات الجلوكوز في الدم، وكان الإجهاد الخلوي واضطرابات السكر في الدم أكثر وضوحًا في الفئران الأكبر سنًا؛ ما يشير إلى أن الجسم يصبح أقل مهارة في التعامل مع تأثير الحرمان من النوم مع مرور الوقت، وعلى الرغم من الأدلة القوية المتزايدة التي تربط بين النوم ومرض السكري. ومن بين الاكتشافات الحديثة التي توصل إليها العلماء حول علاقة النوم والسكري، هو كيف يؤثر ضعف النوم علي إنتاج الجسم واستخدامه للأنسولين، وهو الهرمون الذي يفرزه البنكرياس، ويمكن الخلايا من امتصاص الجلوكوز من مجرى الدم لاستخدامه في انتاج الطاقة، وبهذه الطريقة ينظم الأنسولين جلوكوز الدم أو سكر الدم؛ ما يساعد في الحفاظ على مستوى متزن من السكر في الدم. ولكن يمكن أن تصبح الخلايا مقاومة للأنسولين؛ ما يجعلها أقل قدرة على امتصاص الجلوكوز من الدم، ويؤدي ذلك إلى استمرار ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، والتي بدورها تحفز الجسم على زيادة إنتاج الأنسولين. وفي بعض الأحيان يفرز الجسم كمية أقل من الأنسولين؛ ما يؤدي أيضًا إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، ومع مرور الوقت يمكن أن تؤدي هذه الديناميكية من ارتفاع نسبة السكر في الدم ومقاومة الأنسولين أو عدم وجود كمية كافية من الأنسولين إلى تطوير مرض السكري من النوع الثاني؛ حيث إن النوع الأول من داء السكري يختلف ففيه لا يمكن للجسم أن يصنع الأنسولين بشكل طبيعي، وهو أمر مختلف جدًا، لكنه يتأثر أيضًا بالنوم. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن الأنسولين، مثل العديد من الهرمونات وأنظمة الجسم الأخرى، يعمل على دورة يومية، ويعتقد العلماء الآن أن الساعة البيولوجية للجسم توجه هذه الدورة من خلال التأثير على توقيت إنتاج وإفراز الأنسولين من البنكرياس، كما يبدو أن هناك أوقاتًا معينة من اليوم تكون فيها الخلايا أكثر أو أقل حساسية للأنسولين، ويبدو أن اختلالات الساعات اليومية التي غالبًا ما تكون مترافقة مع مشاكل النوم تقلل من فعالية الأنسولين، وبمرور الوقت تسهم في مقاومة الأنسولين، ولما كانت وظيفة الأنسولين هي تنظيم الجلوكوز في الدم، فإن التغيرات التي تطرأ على الأنسولين تحدث تغييرات في سكر الدم.
مشاركة :