فنّد أستاذ المناخ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم مؤسِّس ورئيس لجنة تسمية الحالات المناخية الدكتور عبدالله المسند؛ حقيقة الأصوات التي تصدر من السماء.. ومن أين تصدر؟ وما تفسيرها العلمي؟ ومتى سُمعت في السعودية؟ مؤكداً أنها عبث وتسلية ابتدعها مخادع فنشرها في الإنترنت، وجاءت على أثره عشرات المقاطع المقلِدة. وأشار “المسند”؛ في هذا الصدد، إلى أن مصدر هذه المقاطع الملفّقة قد تكون جهات دينية مسيحية، ترغب في لفت الانتباه إلى “يسوع”، واليوم الآخر، وكثرة الذنوب -بطريقتهم طبعاً-، وسبق قبل نحو 20 سنة أن أصدروا أصوات المعذبين في جهنم من قعر بئر ارتوازية في روسيا.. هكذا زعموا. وأضاف: “هذا لا يعني بالضرورة أن الفضاء والهواء لا توجد فيهما أصوات متنوعة، بل تعج بأصوات تنبعث منهما، ومن الحشرات؛ بل حتى من الموتى!! ولكن بموجات تزيد تردداتها على 20 ألف هيرتز، أو تقل عن 20 هيرتز عندها لا يستطيع الإنسان سماعها وإلا لما عاش هنيئاً على كوكب الأرض، والله لطيف بعباده”. وفي التفاصيل، كتب “المسند”، اليوم، تغريدات عبر حسابه بـ “تويتر” حول ذلك قائلاً: “تنتشر بين الحين والآخر مقاطع فيديو من هنا وهناك حول العالم، وفي خلفيتها أصوات مزعجة، ومخيفة، سُمّيت بأصوات السماء، ويزعم ناشروها أنها صادرة من السماء”. وأضاف: “أول ما ظهرت منذ نحو 10 سنوات في الغرب، ثم انتشرت حتى وصلت بعض الدول العربية ومنها السعودية”، وأردف: “زعمت بعض الصحف؛ بل بعض القنوات الشعبية في الغرب أن علماء الفلك لم يفكوا شفرة الصوت.. وما مصدره؟ وما سببه العلمي؟”. قلت والحديث لـ “المسند”: “وبعد تأمل تلك المقاطع وجدت أنها عبارة عن عبث وتسلية ابتدعها مخادع فنشرها في الإنترنت، وجاءت على أثره عشرات المقاطع المقلِدة، صور حقيقية للمكان وفي خلفيتها أصوات مركبة وجاهزة لتُخيف الناس، وتملأ وسائل التواصل الاجتماعي بسفاسف الأمور”. وتابع أستاذ المناخ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم: “عند مشاهدتي بعض المقاطع المصوّرة تبيّن لي ما يلي: تعمُّد الاهتزاز بالكاميرة إمعاناً في التخويف، وعدم ظهور ناس في المقطع غالباً، وتكون السماء غائمة أو غائمة جزئياً، وتكون الشوارع خالية من الناس؛ حتى لا تنكشف الخدعة بعدم ذهولهم من الصوت. وأشار إلى أن عدسة الكاميرا كأنها تبحث عن هدف مخيف يمنة ويسرة، ودقة التصوير منخفضة، ويكون التصوير في غابة أو في ليل أو الكاميرا مرفوعة جهة السماء غالباً، كما لا يبدو على المصوّر ومَن حوله أيّ دهشة أو خوف من أجل أن يحبّك المقطع، وللتدليل على عدم حقيقة تلك المقاطع سجّل “المسند” مقطعاً صوّره أمس في عنيزة طالباً سماع أصوات السماء!!
مشاركة :