أصبحت كثرة تكاليف الزواج عائقًا أمام الشباب المقبلين على الزواج، خاصة مع مغالاة الأهل في كثرة الطلبات، وتبرز هذه الأزمة في القرى، إذ يتباهى أهل العريسين بمقتنيات أبنائهما حديثي الزواج، ومنها "العفش العمولة" وهو واحد من أهم أسباب زيادة تكاليف الزواج، و"العفش العمولة" هو تصميم الأثاث وتنفيذه لدى أحد النجارين بالطلب وبشكل خاص، والذي يرفع التكلفة العامة لمبلغ قد يتخطى مائة ألف جنيه، ويفضل المقبلون على الزواج تنفيذه "عشان ده عفش العمر".ثار أحد أبناء محافظة الشرقية على هذه القواعد التي قيد بها الأهل أبناءهم، فأتم عمرو فتحي صاحب الـ31 عامًا زيجته الشهر الماضي بأثاث كامل مصنوع من الطوب والسيراميك.هذه الخطوة التي أقدم عليها عمرو لم تكن في الحسبان، فقد كان يعمل في المملكة العربية السعودية طيلة ثمانية أعوام واقتنى فيها مبلغًا "ينفعني لما أنزل بلدي"، ولكن في النهاية عاد واستقر في مصر بدون هذا المبلغ "الأمور كانت سيئة في الآخر وكان ليا فلوس هناك ونزلت مصر ومعرفتش أجيبها"، كما قال لـ"صدى البلد".طول مدة فترة الخطوبة واستقراره في مصر كان سببًا لتحديد موعد الزواج في أبريل، فسأل عمرو النجارين عن تكلفة الأثاث في قريته بمركز أبو حماد محافظة الشرقية ليتفاجأ بأن تكلفة غرفة النوم تصل إلى 38 ألف جنيه، والأنتريه أو الركنة تتكلف من 20 إلى 25 ألف جنيه بخلاف ثمن النيش والسفرة "مكانش فيه السيولة للكلام ده ومتعودتش على الدين".بعد تفكير طويل خطرت له فكرة البنيان، ليؤسس أثاث منزله كاملا بالطوب، واتفق مع بناء الطوب للبدء في العمل في الشقة، "كنت بختار مع خطيبتي الشكل اللي هي عاوزاه من غير ما تعرف أنا هعمل ايه" كما قال عمرو، وبعد فترة من العمل وإتمام الشكل النهائي كاد أن ينتهي الزواج بالفشل.أصيب أهل العروس بالصدمة عندما شاهدوا الشقة قبل الزفاف وقالوا لـ عمرو "الكلام ده مينفعش.. كل شيء قسمة ونصيب"، وافق عمرو برغبة أهلها واستمر في أعمال الشقة حتى انتهت منتصف الشهر الماضي "أخدت خطيبتي ووالدتها عشان يشوفوا الشقة، ولما شافوها عجبتهم".
مشاركة :