كشف شريف فوزي، المنسق العام لشارع المعز، حكاية جديدة عن الألعاب الرياضية ووسائل التسلية واللهو فى مصر بالعصور الوسطى، ومنها لعبة المصارعة.وتابع: المصارعة ليست لعبة حديثة، فجدران إحدى مقابر بنى حسن بالمنيا شاهدة على ممارسة قدماء المصريين لها، كما عرفها الإغريق والرومان وغيرهم من الحضارات.أما فى الإسلام، فقد عرف عن الرسول "صلى الله عليه وسلم"، ممارسته تلك اللعبة والحض على ممارستها، لأنها من الألعاب البدنية التى تجعل المسلم قويًا، ومن المعروف أن القطع الفنية التطبيقية الإسلامية والمخطوطات الإسلامية تعتبران المعبر الحقيقى عن جوانب الحياة المختلفة لمصر والعالم الإسلامى.فنجد مثلا فى العصر الفاطمى بداية ظهور تصوير تلك اللعبة، وذلك على طبق من الخزف ذو البريق المعدنى، ويظهر به اثنان فى وضع المصارعة وحولهم مجموعة من المشاهدين يقومون بالتشجيع وذلك برفع أيديهم.فكانت تلك اللعبة من الألعاب الشعبية، وكان المصارع يتجرد من ملابسه إلا من سروال يسمى التبان، وهو قريب الشبه من الشورت الان، ويكون غالبا من الجلد.أما إذا انتقلنا العصر الأيوبى فنجد تصوير لعبة المصارعة على طست من النحاس المكفت، يظهر عليه اثنان يتصارعان ويعود الطست للأمير الأيوبى العادل الثانى بن الملك الكامل.ووجدت كذلك المصارعة فى العصر المملوكى وانتشرت فى الأوساط الشعبية وفى الاعياد، بل إن السلطان المملوكى البحرى المظفر حاجى سليل أسرة قلاوون قد كان ياتى بالمصارعين ويشاهدهم بل قيل إنه مارسها بنفسه.كذلك مارسها بعض الأمراء المماليك، ويوجد فى إحدى مخطوطات تعليم الفروسية المملوكية جزءا يتحدث عن اللعبة وكيفية ممارستها وقواعدها، مما يؤكد أن تلك اللعبة قد عرفت فى كثير من الحضارات واستمرت إلى الآن.
مشاركة :