استضاف جناح الشارقة في معرض تورينو مساء أمس الأول ثلاثة من أعلام التجربة الشعرية الإماراتية، وهم حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، خلود المعلا، وعبدالله الهدية، في أمسية شعرية قدمت للجمهور الإيطالي صورة عن واقع التجربة الشعرية الإماراتية بتنوع مساراتها في قصيدة النثر، وقصيدة التفعيلة، والقصيدة العمودية، والقصيدة الشعبية المحلية. ونقلت الأمسية التي أدارتها شيخة المطيري جمهور المعرض إلى شواغل الشعراء الإماراتيين، وتنوع تجاربهم المتفردة في اللغة، والبناء، والمحمول الجمالي، إذ قدم حبيب الصايغ نخبة من قصائده التي تعكس تجربته الطويلة في القصيدة العربية، وتكشف منحاه التجديدي في كتابة النص الشعري، وتحويل بنائه من جمالي إلى فلسفي ومن عمودي إلى دائري. وألقت خلود المعلا مختارات من مسيرتها الشعرية، التي تضيء على تجربتها في تحقيق المفارقة والدهشة في العادي واليومي والعابر، وفي أنسنة المكان وتوثيق ذاكرته جمالياً، وفي الوقت نفسه فتح فضاء التأويل الشعري على مصراعيه في كل جملة شعرية. أما عبدالله الهدية، فقرأ مجموعة من قصائده التي تتنوع بين الفصحى والعامية، كشف خلالها عن قدرته الإبداعية على توظيف ذاكرة المكان الإماراتي في صياغات جديدة، وإعادة إنتاج المحمول التراثي في قوالب شعرية موزونة تروي سيرة الشاعر وعلاقته بتاريخ بلاده ورموزه الوطنية. ومن أجواء الأمسية قرأ الشاعر د. حبيب الصايغ: «لا تسأليني كم أحبك / هذه لغة تبادلها الرماة الفاشلون / وكان أن نأت العصور / إلى قصي قلاعها / أنا لا أحبك / لا تطيق النفس إلا / وسع ما فيها من الحسرات / يا دعد استعيدي وعيك الوثني / قومي سجلي أوجاع نفسي / واشطبي ما فاض عن أوجاعها / الآن بالتحديد لا أهواك / فانطلقي إلى نجواكِ / أو قودي الأيائل في براريها الفسيحة». وألقت خلود المعلا من ديوانها «ما اكتفى بالسحاب»: «في بلاد يسكنها الغيم / أطيل الجلوس على الضفاف / أرى وجه قلبي على الماء / أسمع موسيقى الجنة / يصير الكون وتراً / ترتوي اللغة / فأكتب ما لم أكتبه». ومن مختارات قصائده الفصيحة، قرأ عبدالله الهدية: عيناك في فجر الغواية راح وليالي أنسِ ملؤها الأفراح وبحار أشواقِ تنام موجها والموج بين نسيمها يرتاح وصباك بعثرني بألحان الصبا لما تناثر همسك الفواحُ وأعاد لملمتي على ما يشتهي وعلى الغواية خدك الوضاح
مشاركة :