نظمت وزارة الثقافة والشباب، أول أمس، جلسة حوار افتراضية في إطار جلسات المخيم الصيفي، استضافت الشعراء: عبدالله صقر، وأحمد العسم، وعبدالله السبب، وأدارتها الكاتبة صالحة عبيد قائلة: نحن اليوم من حوار الذاكرة ننطلق حولها وإليها، وكيف تتماهى مع الأدب والحياة بين الحكاية والقصيدة في رحلة ستكون الصورة معها حاضرة بشكل مؤثر بين الشعر والحكاية. الكاتب عبدالله صقر بدأ بالشعر، وإن ارتبط اسمه بمجموعته القصصية «الخشبة»، وتعتبر من المجموعات الرائدة والمؤثرة في تاريخ السرد الإماراتي، والذي انتقل إلى عالم الاحتراف الرياضي، يطرق الآن عالماً مختلفاً قد يكون عودة للأدب. يقول: والدي هو معلمي الأول، كان شاعراً وإمام مسجد، ويكتب خطبة الجمعة. وأوضح الشاعر أنه كان يقرأ الخطبة، وأحياناً يشارك في كتابتها، كما تعلم السرد بصياغة جميلة من أساتذته. وأضاف أنه كان يقرأ المسرح ويكتب فيه وعنده مسرحية قصيرة بعنوان «التماثيل». ومن جانبه، قال الشاعر أحمد العسم عن البدايات: مواجهة الجمهور صعبة، ولكني كنت مدركاً أني سأصبح كاتباً، وأنا في المدرسة، وقد أتاح لي مدرس اللغة العربية هذه الفرصة. وأول مواجهة لي مع الجمهور كانت في الإذاعة المدرسية. وأضاف موضحاً: في داخلي ولد حزين يكتب، ويرسم شجراً يابساً، ومن ماء روحي أسقي هذا الشجر. وعن دور الفريج عند الشاعر العسم، ومدى ارتباط هذه البيئة بالقصيدة، قال: القصيدة كانت موجودة عندنا في الفريج، وكانوا يزودوننا بها ويتمنون أن نصبح كتاباً، كما كان عندنا فضول للاطلاع، وهذه البيئة ساعدتنا على أن يكون عندنا مكتبة. أما قصيدة النثر فكانت ومضات ألقيناها في برامج إذاعية، والتقينا بأساتذة مهمين يشجعون على أن نكون مختلفين ومجتمعين وليس فرديين، لافتاً أن للفريج ذاكرة كبيرة وأبوابه مفتوحة للجميع. وأشار إلى مكانة الجدة وأهمية محبتها قائلاً: طبعاً حب الأم لا أحد يختلف عليه، ولكن حب الجدة لحفيدها كبير. وأوضح أن تفاصيل الحياة في الفريج والناس فيه شكلت القصيدة عنده. أما الشاعر عبدالله السبب، فكانت البداية بالمقالة، ومنها انطلق إلى القصيدة والقصة، مشيراً إلى أنه كتب القصيدة الفصحى والعامية، ثم التقى بالشاعر أحمد العسم في نادي المستمعين، وكتبوا نصوصاً مشتركة في قصائد جماعية، وشكلوا مجموعة «الشحاتين والأدب». وأوضح السبب: نحن جيل الخمسينيات والستينيات في مدينة الرمس من الرجال المحظوظين لأننا عشنا ماضي وحاضر الاتحاد، في الشتاء نعيش في الرمس وفي الصيف في المقيظ، وفي كل منطقة لي حكايات وأصدقاء، ورحلة ممتدة مع الألعاب الترابية كنا نعيش الماضي ونعيش الحاضر. ثم قرأ قصيدة «احتفاء بالعيد»، وهي قصيدة مفعمة بالشجن والحسرة على والديه اللذين فقدهما في الصغر.
مشاركة :