لا يرغب الكثيرون ممن تعودوا على ممارسة الرياضة، بشكل منتظم، التوقف عنها أو التقليل منها عند حلول شهر رمضان. وفي الوقت الذي يرى فيه البعض شهر الصيام فرصة جيدة لإنقاص الوزن والحفاظ على اللياقة والنشاط، يخشى بعض المبتدئين من الإنهاك ومن تراجع قوتهم العضلية، إذا استمروا في التدرب دون أكل أو شراب. فهل تعتبر ممارسة الرياضة في شهر رمضان فكرة سديدة أو مخاطرة كبرى؟ يوصي مدربو اللياقة ومنظمة الصحة العالمية بالحفاظ على النشاط وممارسة الرياضة كلما سنحت الفرصة بذلك وهذا يعني أن المانع الوحيد الذي يمكن أن يبرر الانقطاع أو التوقف بشكل مؤقت هو المرض أو العجز عن الحركة وعملية الصيام لا تندرج ضمن أي من هذين الفرضيتين. الصيام لا يصيب الجسم بالعجز أو المرض وللجسم مخزون من الغذاء والفيتامينات يمكنه من أداء وظائفه المعتادة، لكن مع بعض الإرهاق نتيجة تغير نظام الأكل ومواعيده وفقدان بعض الكافيين. ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن ممارسة الرياضة أثناء الصوم مفيدة لكنها قد تشكل خطرا في بعض الأحيان وهو ما تطرق إليه تقرير نشر في موقع “ليكيب” الفرنسي. وجاء في التقرير أن ممارسة الصائم للرياضة تساعد على تعزيز استخدام الدهون، فيقوم الجسم بحرق مخزونه الدهني للحصول على طاقة كافية لتغذية عملية الأيض أثناء ممارسة الرياضة، إذ حرق الدهون يخفف من الانتفاخ بعد الأكل، لكن عند التدرب والمعدة خاوية لا يتعرض الجهاز الهضمي لمثل هذه المشكلات. وممارسة الصائم للرياضة تدربه على تقسيط طاقته والاستفادة منها لأطول وقت ممكن بأقل جهد يمكن بذله. طول فترة التمارين قد يعرض الشخص لتراجع نسبة السكر في الدم وإذا امتزج ذلك بنقص الطاقة يمكن أن يسبب فقدان الوعي. وبالوصول إلى الحد الأقصى تستنفد الطاقة مبكرا وينخفض الأداء. وقد أظهرت الدراسات أيضا أن النشاط البدني غير الصحي يسبب المزيد من الجوع على مدار اليوم، ما يتحدى فعالية فقدان الوزن خلال أي رياضة في هذه الظروف. ويشدد العلماء على أنه يجب على الصائم أن يتوخّى الحذر عند ممارسة الرياضة، خلال فترة انقطاع الطعام والشراب عنه وألا يقوم بنشاط بدني شاق قبل موعد الإفطار كي يتجنب نقص معدل السوائل في الجسم أو احتراق كميات كبيرة من الغلوكوز في الدم بالصورة التي لا يمكن تعويضها أثناء الصوم، مما يؤثر مباشرة على وظائف الكلى التي تتأثر وظيفتها بنقص الماء والسوائل في الجسم. لذلك ينصح خبراء اللياقة في المركز الأميركي للرياضة “أي.أس.سي” بممارسة رياضة خفيفة أثناء توقف الجسم عن تناول الطعام أو الشراب بدءاً بتمارين الإحماء للجسم والرقبة والتي تعمل على زيادة دفع الدم إلى المخ، مما يؤهل الجسم لممارسة باقي التمارين بشكل أفضل.
مشاركة :