في البندقية.. سعودية جعلت الحرف التقليدية فناً معاصراً

  • 5/12/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

شهد جناح السعودية المشارك في فعاليات الدورة الثامنة والخمسين لمهرجان البندقية للفنون في إيطاليا، بإشراف وزارة الثقافة وتنفيذ معهد مسك للفنون، إقبالاً واسعاً وأصداء إيجابية من قبل وزراء ومسؤولين وجمع من الفنانين والمثقفين الذين زاروا الجناح. ضم جناح السعودية معرض "بعد توهّم" للفنانة السعودية الدكتورة زهرة الغامدي، والتي استطاعت من خلاله تحويل الحرف التقليدية إلى فن معاصر، وعرض ما يزيد عن 50 ألف قطعة متنوعة، منها القواقع البحرية والأحجار الأثرية. "العربية.نت" التقت الدكتورة زهرة، والتي تحدثت عن مشاركتها قائلة: "بعد توهم" يعبر عن حواري مع خامات طبيعية ارتبطت بموطننا، وذلك في محاولة مني للتعرف على شعور مألوف غيره الزمن سعيت لإعادة التأويل، كما هي محاولة لإعادة الصلة به وزيارته من جديد، وخطوة إلى عالم متخيل صنعته بحثاً عن المواساة في رحلتي نحو تحقيق الذات.. فالعمل الفني في البينالي يدعوكم للاستسلام لمخيلتكم والاستمتاع بالرحلة نحو أوهامنا". ماذا عن شجر الطلح؟ وحول لوحتها "ماذا يكمن وراء الشمس"، والتي شاركت بها بمعرض "زمكان" قالت: "استخدمت شجر الطلح، لأنه يرمز للمكان والزمان معاً، وشجر الطلح رمز لصحراء، بفروعها التي تتشابك لتكون الظلال الممتدة، وبقامتها الفارعة والشامخة ولقدرتها الهائلة على البقاء، يمر الزمن علها، وتبقى صامدة تختفي أوراقها وتبقى الأشواك رمزا للقوة والصمود، فهي شجرة ارتبطت بالموروث الصحراوي وبحياة الإنسان البدوي في حله وترحاله، وهي ترمز للبيئة الصحراوية والأصالة البدوية، إلا أن تغيرات الزمان والمكان ويد الإنسان وتقلبات المناخ، ساهمت في أن تضيع مساحة كبيرة مرتبطة بهذه الشجرة في بيئتها الأم، فوجدت أن هناك تشابهاً وتقارباً بين ما تحمله هذه الشجرة من مواصفات وبين القبور، فهي تعيش بغربة وبعيدة عن السكان، وكذلك القبور مهجورة عن السكان، وتضم الأرض الموتى داخلها ويعيش شجر الطلح على سطحها، وتحتوي القبور العظام وتحتوي الأشجار الشوك، لذلك تتشابه العظام والأشواك في مفهوم الزمان والمكان في اللون والملمس والشعور". طموحي ليس له حد وذكرت الدكتورة زهرة أن طموحها ليس له حد، وهي لا تخطط للمشاركات، فقط تحب وتبحث وتجرب وتمارس وتعالج وتعيش التجربة، وهذا كله نتيجته اختيارها بالمشاركة في المعارض، موضحة أن هذه المشاركة الأولى لها في معهد مسك للفنون، وتعتبرها شيئا لم تحلم به. وأضافت: "حاولت خلال السنوات الماضية أن أعمل بجد واجتهاد، وأن أجعل أعمالي الفنية تتحدث بصدق، وتلامس مشاعر المشاهدين، وهذا كان من أسباب اختياري لتمثيل السعودية في البينالي". وتابعت الحديث: "إن المشاركات الخارجية تجعل الفنان يشعر بعظم المسؤولية، فيها يمثل كل فنان وطنه، وعلى كل فنان أن يتصف بالصدق، فهو مصدر للحب بشغف، وإخراج أفضل ما عنده، ولدي طقوس خاصة عندما أبدأ بالتشكيل، منها الانفعال والتوتر وتذوق العمل والتعايش معه، فجميع أعمالي - كما ذكرت - لا تستطيع التفريق بينها، فهي لو اختلفت في تشكيلها لكنها تعبر عن فكرة " الذاكرة المجسدة" وتترجم لغة موازية لمشاعر وأحاسيس لمواضيع تتعلق بالهوية والذاكرة والفقدان". وبينت الغامدي تأثرها بمجموعة من الفنانين العالميين ومنهم: Andy Goldsworthy، Robert Smithson، Richard Long. وعن دور عائلتها في مشوراها الفني، أكدت أن والديها غرسا فيها الحب والتفاعل الإيجابي، وشجعاها على إكمال تعليمها بمجال الفن، ثم زوجها الذي أكمل ما بناه والداها، فهو دائماً يشجعها ويدعمها في كل المواقف، وهو متواجد بجانبها في المعارض ويشجعها ويدعمها معنوياً، ودائما يقول لها إنها فنانة عظيمة ومتميزة. ومن ثم تأتي عائلتها الثانية وهم أعضاء معرض أثر غاليري فقد كانوا مؤمنين بأعمالها وداعمين لها، محليا وخارجيا. من هي زهرة الغامدي؟ من مواليد الباحة عام 1977م، وتعيش وتعمل بجدة، وتتمحور أعمالها حول الذاكرة والتاريخ، وتستكشف ذلك من خلال الهندسة المعمارية التقليدية، وما يتعلق بها من وسائط وطرق تجميع وتركيب، حيث تصف أعمالها بالفن الأرضي، وهو فن يعتبر من الفنون الشاقة والدقيقة، عبر تجميع جزيئات من الأرض والطين والأحجار والجلد والماء، لترجمة وتحديد مواضيع تتعلق بالهوية الثقافية. الغامدي، حصلت على البكالوريوس في الفنون الإسلامية من جامعة الملك عبدالعزيز، والماجستير في الحرف المعاصرة من جامعة كوفنتري بإنجلترا، والدكتوراه في التصميم والفنون البصرية من نفس الجامعة، وهي حالياً عضو هيئة التدريس في قسم الرسم والفنون بجامعة جدة.

مشاركة :