القطن ضحية الصراع الصيني – الأميركي

  • 5/12/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

سليمة لبال – تراجع سعر القطن إلى نحو 71 سنتاً للرطل الواحد، بعد أن كان في حدود 90 سنتاً للرطل في نيويورك قبل عام، ويعود ذلك وفق تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية إلى التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية. وفقدت أعواد القطن التي تستخدم في تنظيف الآذان بريقها، وسيمنع بيعها في 2020، مثلها مثل القصبات البلاستيكية التي تستخدم في شرب العصير، وعدد آخر من المنتجات البلاستيكية، التي كانت حتى وقت قريب جزءاً من حياتنا. ولأن هذه النفايات تحولت إلى مواد قاتلة للحيوانات البحرية، لم يكن بالامكان الاستمرار في تجاهل أولئك الذين يرفعون أصواتهم عالياً في العالم للدفاع عن البيئة، لكن هذا القرار ما كان يجب أن يؤثر في ميزان المفاوضات حول القطن وفق تقرير لوموند، خصوصاً أن بعض المصنعين بدأوا في تصور إمكانية لصق القطن الطبي على أعواد البامبو بدل البلاستيك. ورأت لوموند أن ما وصفته بحوار الطرشان بين دونالد ترامب ونظيره الصيني تشي جي بينغ يبدو هو من سيحسم الأمر، وأن قرار ترامب رفع التعرفة الجمركية على الصادرات الصينية إلى بلاده يعني أنه وجّه رصاصة نحو المعسكر الصيني. رهان على المحصول الأفريقي وفي كل حلقة من الحرب التجارية بين الدولتين، تبدأ المضاربة على أسعار المواد الأولية والقطن ليس استثناء، فالصين تلعب على وتر رفع الضرائب على وارداتها من المنتجات الزراعية الأميركية كالصويا والذرة والقطن. غير أن التوترات الجيوسياسية ليست وحدها من يفسر تراجع أسعار القطن. فقبل عام كان سعر الرطل يفوق 90 سنتاً في نيويورك، بينما يتم التفاوض حوله في حدود 71 سنتاً اليوم، وهذا يعني أن القطن فقد نحو 20 في المئة من قيمته. ويقول رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات القطن إن مستوى الإنتاج ممتاز في الولايات المتحدة ويرتفع بشدة في البرازيل لدرجة أن هذه الدولة تواجه عجزاً في آلات جمع القطن. ورغم أن الجفاف في تكساس كان يثير العديد من المخاوف، فإن الظروف المناخية تطورت بشكل إيجابي ما يسمح بتوفير درجة الرطوبة الضرورية للحفاظ على حزام القطن الأميركي، حيث ينتظر أن يكون المحصول الوطني الأميركي هذا العام هو الأكبر منذ 14 عاماً. وتعد الولايات المتحدة أكبر مصدر للقطن في العالم بـ3.3 ملايين طن، تليها البرازيل بـ1.3 مليون طن. وأما القطن الأفريقي، فيوفر للسوق 1.4 مليون طن. وتميز قطن بوركينافاسو في عام 2000، ولكن سمعته سرعان ما تراجعت بسبب انكماش الألياف البيضاء بعد الغسل، مما دفع المزارعين إلى إيقاف التجربة، واليوم تخوض نيجيريا تجربة القطن المعدل وراثياً، وحصلت أخيراً على ترخيص لإنتاج أنواع مختلفة. وأما الصين التي تعد أكبر منتج ومستهلك للقطن، فقد قامت في يناير الماضي بزرع القطن على سطح القمر خلال رحلة فضائية.

مشاركة :