ضحية الصراع الأميركي ــ الروسي

  • 2/2/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

باتت سوريا ميدان صراع حقيقي بين الولايات المتحدة أكبر الدول نفوذا في المنطقة، وروسيا الاتحادية من جهة أخرى.. كما أن بناء التحالفات في المنطقة يمثل احدى بؤر الصراع الدولي، والكل يدعي وجوده لمحاربة الإرهاب والحقيقة شيء آخر، فالكل يسعى إلى السيطرة التامة على المنطقة، خاصة سوريا، باعتبارها المساحة الكبرى والمهيأة لكل طرف باستغلالها، وهي في الحقيقة تصفية حسابات بين الدوليتين، حيث استطاعت أميركا السيطرة على روسيا بالحرب الباردة، من خلال تورّطها في حرب أفغانستان وحرب الشيشان وفقد السيطرة على أوكرانيا بانقلاب الحكم الموالي لروسيا وفقدت السيطرة الروسية في هذه المنطقة، والآن تعود روسيا لدعم بشار الأسد الموالي لها للسيطرة على سوريا لتحتل نفوذا حيويا، وتتمكن من منفذ لها على البحر المتوسط، والكل يصارع من اجل تحجيم الطرف الآخر، والضحية هو الشعب السوري. وركّزت الولايات المتحدة على استخدام تقدم ميليشيات القوات السورية الديموقراطية التابعة لها إلى شرقي الفرات، والسيطرة على منابع النفط في دير الزور وهي ورقة ضغط ميدانية في حال التفاوض مع النظام وروسيا حول خريطة التسويات العسكرية والسياسية، ومع احتدام المعارك في محافظة دير الزور، واقتراب المعارك ضد تنظيم الدولة من نهايتها، اندلع سباق جيوسياسي ــــ عسكري، والسباق إلى خزان سوريا النفطي (محافظة دير الزور) بحجة طرد تنظيم الدولة منها، يخفي في ثناياه صراعاً «مكبوتاً» بين القوتين العظميين (واشنطن وموسكو) على امتلاك الأوراق «الرابحة» في سباق التفاوض على مستقبل الحل السياسي في سوريا، وامتلاك النفوذ الأكبر فيها لاحقاً. روسيا تتحكم في المنطقة الشرقية لسوريا في حلب وحمص وحماة والساحل الشرقي، وتخطط الآن لحملة إعلامية ودبلوماسية بقصد إخراج القوات الأميركية من سوريا. وأيّدت سوريا وتركيا رسميا الاتهامات التي وجهتها وزارتا الخارجية والدفاع الروسيتان للولايات المتحدة، لأن هذه الدول مهتمة أيضا بإخراج الأميركيين من سوريا بوصفها العقبة الرئيسة أمام إنهاء الحرب. وفي النهاية نجد كل الأطراف تتصارع لمصالحها ضد الشعب السوري وكل يتغنّى بلغة الحرب على الإرهاب ظاهريا، والخافي كان هو الحاكم في النفوذ والسيطرة على من يكون الأول في المنطقة.حسان الخميس

مشاركة :