- منذ طفولته وهو محب ومتابع لكل أنواع الفنون دون أي تجارب تذكر، ولكن بعد تخرّجه، كانت وظيفته تتطلب السفر كثيرا، وأثناء سفره تعوّد مشاركة عائلته مناظر الأماكن والبلاد التي يزورها، فكّر في شراء كاميرا صغيرة، وفعل، فكانت أول كاميرا رقمية يشتريها الفوتوغرافي السعودي فيصل المالكي. مع الوقت، كانت الموهبة تتضح ملامحها، الصور التوثيقية التي كان يلتقطها يلمس فيها أبعادا فنية دون عرضها لأحد، ومن ثمة بدأ الشاب يركز أكثر على هذه الصور الفنية أو الغريبة ويحاول تطويرها وتطوير نفسه، ثم أصبحت هوايته التي تستحوذ على أغلب وقت فراغه. صائد الجوائز فيصل المالكي خرّيج قسم التسويق من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، يعمل في مجال الإعلان والتسويق منذ عشر سنوات، وعبره تشكّلت ملامح هوايته في التصوير وحقق إنجازات شخصية مهمة في إطاره. شارك في أكثر من خمسة عشر معرضا جماعي خارج المملكة وداخلها، ومؤخرا عمل أول معرض لأعماله في جدة قبل ثلاث سنوات، والآن يتم التحضير لمعرض جديد.حصل الفوتوغرافي السعودي فيصل المالكي على الجائزة الأهم في حفل المسابقة العالمية للتصوير (كأس العمالقة) في دورته الثالثة التي أقيمت في لوس أنجلس بمشاركة لمصوّرين من مختلف دول العالم، وبلجنة تحكيم تضم 36 خبيرا في فن التصوير الفوتوغرافي من 18 دولة تضم خبراء التصوير. وجاء هذا الفوز للمالكي بعد سلسلة من الإنجازات العالمية كان من أهمها كونه أول عربي يفوز بجائزة مصوّر العام من مسابقة التصوير الدولية (اللوسي) في نيويورك عن فئة الفاين آرت، وفوزه في مسابقة “وورلد إن فوكس” والتي تنظمها مجلة ناشيونال جيوغرافيك، وحصوله على لقب أفضل مصوّر بورتريه وأفضل صورة بورتريه من مسابقة ومعرض بي.إكس.ثري العالمية في باريس. ويعتقد المالكي أن كل صورة، يصوّرها أي شخص، يمكن أن تصبح “الأفضل” لو غيّر تقنيات بسيطة مثل الموقع أو الزاوية أو التوقيت، ويضيف “أحيانا تغيير بسيط يؤدي لنتيجة أفضل بكثير”. بعض الصور وليدة اللحظة أو الصدفة، ولكنّ صورا كثيرة تكون متعبة للوصول إليها، وأحيانا يكون التعب في مرحلة الفكرة أو التنفيذ. رمضان بعين أخرى قبل سنوات طلبت مجلة بريطانية من فيصل المالكي تصوير غلاف خاص بأحد أعدادها حول موضوع “رمضان”، ولكونه مناسبة مهمة وكبيرة، تكون مثل باقي المناسبات الكبيرة والمتكرّرة مستهلكة فنيا، وبالتالي يصعب الوصول لفكرة صورة تعّبر عنه بشكل مختلف أو جديد، لم يستعجل الفوتوغرافي السعودي الزمن. ويقول “بالرغم من أن الصورة كانت بسيطة للوهلة الأولى، ولا يستغرق تصويرها أقل من ساعة، لكن الوصول لفكرة الصورة التي طلبتها المجلة البريطانية، استغرق مني ثلاثة أسابيع من التفكير والتجهيز، التصوير ليس مهمة سهلة، ليس مجرد فلاش فاتر ينطلق من آلة طيّعة”. عن سؤال وجّهته “العرب” لفيصل المالكي، حول العيش في مدن مثل الرياض وجدة، هل يحرمانه من زوايا تجود بها الطبيعة، كحال المدن الأسمنتية الضخمة، يقول المالكي “باستثناء بر الرياض وبحر جدة، فرص التنوع في الطبيعة في المدينتين قليلة، ولكنّ المدينتين غنيتان جدا بمواضيع تصوير أخرى، مثل تصوير المدن والمعمار وحياة الشارع وغيره الكثير”. يزور فيصل المالكي ويوثق عديد المواقع، ومحليا، من أكثر الأماكن التي استمتع بتصويرها الحرم المكي الشريف ومدائن صالح ومنطقة البلد في جدة، قام بتوثيق التوسع في المدينة المنورة ومشروع تصوير كتاب عن المعمار في الحي الدبلوماسي في الرياض، وعالميا، كانت آخر سنوات تركيزه في أميركا، وفيها سيقام له اثنان من معارضه القادمة. ويعتقد المالكي أن المنطقة التاريخية في جدة ينقصها اهتمام أكبر مقارنة بباقي المواقع، ويقول “مؤخرا حظيت ببعض الاهتمام، ولكن ينقصها الكثير من الاستثمار لتتحوّل من مكان قديم محبوب لكنز تراثي وسياحي عالمي ومهم”. الزوايا في السعودية التي تستحق أن تروى عبر التقاطة كاميرا وعدسة مصوّر عبقري “أكثر مما تتخيل أو تتصوّر”، يقول المالكي، ويضيف “هناك تحف فنية وتراثية وطبيعية في كل مناطق السعودية ما سمعت عنها قبل زيارة مصوّرين سعوديين لها وتوثيقهم لجمالياتها، ومع ذلك يبقى الكثير الذي لم يُشتغل عليه، لدينا ميزة عن باقي الدول، وهي أنه لغياب الكثافة السياحية في أغلب هذه المناطق، لا تزال الكثير من المواقع غامضة وغير مستهلكة، وهي فرصة ذهبية لأي مصوّر”. معادلته في وصف المصوّر الناجح هو الذي يستطيع أن يلتقط صورة في أي مكان خصوصا في واقعه ومحيطه، يقول “هناك الكثير من المواضيع والأماكن، نعيش في خليط جميل بين المدن والطبيعة، بين القديم والجديد والتراث والتطوّر، كلها فرص لخلق أفكار وصور مميزة وجديدة”. وفيصل المالكي الذي نشرت أعماله في العديد من مجلات وكتب التصوير في العالم، كمجلة “بوبيليا وفوتوغرافي” (مجلة التصوير الأولى في العالم) ومجلتي “جي.بي.جي” و”بي.دي.إن” الأميركيتين، بات يلاقي مؤخرا حضورا واسعا في إنكلترا وفرنسا والنمسا ولوكسمبورغ وتركيا وقطر، وطبعا بلده السعودية.
مشاركة :