يفخر أبناء المملكة ويعتزون بقيادتهم منذ تأسيس هذا الكيان الكبير على يد الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه حتى وصلت أمانة قيادة الوطن إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله، الذي أحبّه أبناء الوطن منذ عرفوه في مختلف مواقع المسؤولية: صادقاً في أقواله وأفعاله، حكيماً وصائباً في قراراته، بعيد نظرٍ في رؤاه وتطلعاته. ولقد ظهر ذلك جليًّا وبوضوح في الخطاب الذي وجهه يحفظه الله إلى أبناء الوطن فكانت كلماته شاملة واضحة صادقة، تعبر عن رؤية ثاقبة لقائد يرسم خارطة طريق لمسيرة الخير والعطاء، في وقتٍ تتزاحم فيه التحديات وتكثر فيه المتغيرات، وتتعدد فيه طموحات أبناء الوطن. وكثيرة هي تلك الجوانب التي تطرّق إليها خطاب القائد وهو يرسم الطريق ويحدد ملامحه الرئيسية، ومتعددةٌ أيضاً المضامين التي اشتمل عليها حيث تناولت كافة جوانب السياسة الداخلية والخارجية للمملكة، وأوضحت التحديات التي تواجه الوطن وسبل مواجهتها وفق النظرة الثاقبة الحكيمة لقائد المسيرة يحفظه الله، فقد جعل المواطن هو العنصر الفاعل الذي يُعوَّل عليه في مواصلة مسيرة البناء والخير والعطاء، ولذلك كان المواطن هو بؤرة اهتمام خادم الحرمين فأكَّد على أن كل فرد في هذا الوطن هو محل اهتمامه ورعايته، فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى، وقال يحفظه الله «أتطلع إلى إسهام الجميع في خدمة الوطن، ولقد وجَّهت سمو وزير الداخلية بالتأكيد على أمراء المناطق باستقبال المواطنين والاستماع لهم ورفع ما قد يبدونه من أفكار ومقترحات تخدم الوطن والمواطن، وتوفر أسباب الراحة لهم»، كما خاطب مقامه الكريم الوزراء والمسؤولين في مواقعهم كافة بأن يكونوا في خدمة المواطن وأن يجعلوه في محور الاهتمام، كما حرص - يحفظه الله - على التأكيد على أن أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات، وليس هناك مكان للتفرقة بين المواطنين أو الفرقة بينهم، ومن هنا ينطلق حرصه على القضاء على كل ما من شأنه تصنيف المجتمع أو يضر بالوحدة الوطنية، وفي هذا الإطار فقد وضع يحفظه الله الإعلام عند مسؤولياته ودعاه إلى «أن يكون وسيلة للتآلف والبناء وسبباً في تقوية أواصر الوحدة واللحمة الوطنية». وكثيرة هي المشاعر التي عبَّر عنها ووجّه إليها خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله نحو المواطن ورعايته، والاهتمام بتوفير الخدمات المقدمة إليه في جميع المجالات الأمنية والتعليمية والصحية والاجتماعية وغيرها من الخدمات التي يحرص على أن تقدمها أجهزة الدولة بأعلى درجة من الكفاءة في إطارٍ من العدالة والمساواة التي يحثّ دائما على مراعاتها بين المواطنين. كما وضع - يحفظه الله - أبناء الوطن أمام مسؤولياتهم عندما أكَّد أن الكثير من المخططات تستهدف الوطن في شبابه ومقدراته، ولذلك وجّه إليهم الكلام قائلاً «نقول لأبنائنا وبناتنا ولكل من يقيم على أرضنا، إن الأمن مسؤولية الجميع، ولن نسمح لأحد أن يعبث بأمننا واستقرارنا»، وهكذا تتأكد عوامل استمرارية المسيرة المباركة التي يقودها بمباديء العدل والمساواة والرخاء والأمن والاستقرار. ولقد استبشر المواطنون من شباب الوطن وفتياته بكل الخير عندما خصَّهم يحفظه الله بتوجيه الحديث إليهم مؤكّدا وقائلاً لهم بأنهم «استثمار المستقبل للوطن، ونحن حريصون كلّ الحرص على إيجاد فرص العمل بما يحقق لكم الحياة الكريمة، وعلى الحكومة والقطاع الخاص مسؤولية مشتركة في هذا الجانب». وقد جاء ذلك بعد أن ذكّرهم سلمان الخير - يحفظه الله - بالإمكانات التي سخرتها لهم الدولة، وبما يسَّرته لهم من سبل لينهلوا من العلم في أرقى الجامعات في الداخل والخارج، وفي هذا الإطار أكَّد لهم يحفظه الله على الدور المنوط بهم في تحصيل العلوم لأن الوطن ينتظر منهم الكثير. وقد جاءت هذه الكلمات بلسماً لأبناء الوطن الذين ينتظرون دائماً من قائدهم الإنسان - سلمان الخير - ما يبثُّ فيهم روح الأمل لأنهم في بؤرة اهتمامه يحفظه الله من أجل تحقيق آمالهم في حياة رغدة سعيدة في هذا الوطن المعطاء الذي يحرص قائده على توفير أفضل الفرص التعليمية لهم، ويسعى ويوجه دائماً بتوفير الوظائف التي تُعينهم على بناء أنفسهم وإسعاد أسرهم، والإسهام في مواكب هذه المسيرة المظفرة. وهكذا جاء خطاب خادم الحرمين الشريفين قائد المسيرة الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله حافلاً بالمضامين التي حملت رؤية ثاقبة حول مسيرة الوطن، وجاء المواطن في مكانة متميزة في تلك الرؤية التي اعتبرها يحفظه الله أمانة ومسؤولية، ندعو الله سبحانه أن يعينه ويسدد على طريق الخير خطاه من أجل صالح هذا الوطن وخير أبنائه. حفظ الله لنا وطننا وقيادتنا. ولنا في هذا الخطاب الشامل الوافي وقفة تأملية أخرى.
مشاركة :