في مناسبة الذكرى العطرة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- مقاليد الحكم في وطننا العزيز، تتسابق قلوب المواطنين قبل ألسنتهم وأقلامهم للتهنئة بتلك المناسبة السعيدة، فهي ذكرى تشرق علينا بعد مرور عام حافل بالمعطيات والإنجازات، التي تحققت لبلادنا الغالية في مختلف الميادين وفي الحقول كافة، وتحققت تلك الإنجازات في أوقات عصيبة يمرُّ بها العالم من حولنا، وتتكالب فيها المؤامرات علينا، في محاولة ممقوتة وخبيثة تسعى للنيل منَّا، فإذا بوطننا العزيز بقيادة خادم الحرمين سلمان الحزم والعزم، تزداد قواعده رسوخًا، وترتفع مكانته شاهقة في العلياء، وإذا بأبناء هذا الوطن يزدادون عزَّة وفخرًا لانتمائهم لهذا الوطن الذي تعلُو مكانته، وترتفع رايته، خفاقةً بالحق، ناطقةً بالسلم والخير والرخاء. تعود علينا ذكرى البيعة الغالية، ليتجدد فيها التلاحم بين القائد وشعبه الوفي الذي أحاط قيادته بكامل الثقة والولاء، وصادق الاعتزاز والوفاء، وتحيطه قيادته بعميق الحب والاهتمام، وشامل الرعاية والعطاء. وتأتي هذه الذكرى العزيزة بعد عام حافل بإنجازات شهدتها المملكة في ميادين العمل والبناء والعزة والكرامة، فلقد تمكّن خادم الحرمين الشريفين -وبفضل من الله وتوفيقه- ثم بحكمته وحزمه المعروف، أن يجعل هذا الوطن يقف بقوة وحسم في مواجهة التحديات والصعوبات، والتعامل مع العوائق والمشكلات، ويضع حدًّا لمحاولات التدخل من بعض القوى البغيضة المعادية في شؤوننا الداخلية أو في الشؤون العربية، وكانت عاصفة الحزم مسارًا جديدًا حاسمًا في واقعنا العربي، بل وفي واقع مجريات الأمور والأحداث العالمية، واجتمع العرب في موقف مشهود يؤازرون موقف المملكة الحازم في دعم الشرعية على أرض اليمن، ووضْع حدّ للتدخل في شؤونها، كما وقفت المملكة بأياديها البيضاء المعروفة لتداوي الجراح، وتقدّم النجدة والغوث، وتسعى إلى إعادة الأمل والبناء. وتوالت مواقف المملكة الحازمة خلال هذا العام، لتقدم أنواع الدعم كافة للشعب السوري وتبنت قضيته العادلة في الحياة الآمنة المستقرة، وعملت على وقف نزيف الدماء الذي يتعرض له أبناؤه على أيدي من لم يرحموا استغاثات الثكالى أو صراخات الأطفال، من غير رحمة أو اعتبار للقيم الإنسانية. فوقفت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- موقفًا حازمًا لتجمع قوى العالم من حولها في محاولة مخلصة وجادة، لصيانة الدم العربي الذي يُراق على أرض سوريا بلا ذنب ولا رحمة. وكثيرة هي المواقف الحاسمة للمملكة التي شهدها العام الذي مرَّ على ذكرى البيعة الغالية، وأكَّدت فيها المملكة مكانتها الراسخة في الساحة الدولية والعربية في المجالات كافة، وعلى مختلف الأصعدة، بما يؤكّد اعتزاز أبناء المملكة بقيادتهم والتفافهم حولها، لما تتسم به من صفات الحزم والحسم والحكمة وما تمتلكه من السمات الإنسانية النبيلة. وكما كانت مواقف المملكة مشهودة وحاسمة في مواجهة المشكلات والتحديات الخارجية والمحيطة بنا، فقد كانت كذلك وهي تتعامل مع ما يواجه موكب عطائها ومسيرته في الداخل، فتصدَّت المملكة للإرهاب بعزيمة لا تلين، وبحزم لا يعرف الهوادة، لتضع حدًّا لمحاولات العبث بأمنها، أو النيل من استقرارها، ولتقطع أيدي المتآمرين من أعداء هذه الأمة الذين يبثُّون الفتنة، ويروّجون للفرقة، وينشرون سموم أفكارهم البغيضة الحاقدة، وتمكَّن رجال الأمن البواسل في المملكة -وبنجاح منقطع النظير- من مواجهة الأخطار ووأدها في جحورها الظلامية، التي كان الأعداء يحيكون فيها مؤامراتهم للنيل من أمننا واستقرارنا ووحدتنا الوطنية، التي ستظل علامةً بارزة وصفةً مميزة لهذا الوطن في ظلّ قيادته الواعية الحكيمة. لقد تمكن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وخلال عام واحد من البيعة المباركة، أن يحقق مواجهات حاسمة للعديد من التحديات، واستطاع أن يقود المملكة لتفتح صفحات جديدة في مسيرتها نحو تحقيق نقلة نوعية في مواكب التنمية والعطاء، من أجل صالح الوطن والمواطن، فاستطاع -يحفظه الله- بحكمته وبهندسته الإدارية المعروفة، أن يعيد ترتيب هذا الوطن الذي يجمعنا على محبته، فجاءت قراراته السديدة التي تستشرف مستقبل الوطن، وتحرص على استقراره الذي يتميز به بين دول العالم، فكانت مجموعة القرارات التنظيمية التي أنشأت مجلسين مهمين يُعنيان بشؤون الوطن، ومن بينها الشأن السياسي والأمني والاقتصادي، ورسم الخطط الخاصة بها في مختلف المجالات. كما كانت القرارات السديدة لخادم الحرمين الشريفين بإعادة هيكلة بعض الوزارات، وإلغاء العديد من الهيئات واللجان، في إطار التوجّه الإصلاحي الرشيد وليرفع من كفاءة أداء أجهزة الدولة، ويُعزز من وظائفها لخدمة المواطن، ورفعة شأن الوطن الذي يقوده بحكمة واقتدار، حتى تستمرّ على هذه الأرض الطيبة مسيرة الخير والعطاء والنماء لهذا الوطن المعطاء وشعبه الوفي. إننا نتذكر تلك الإنجازات وغيرها الكثير والكثير مما تحقق على يد خادم الحرمين الشريفين خلال عام من البيعة، نتذكر ذلك بكلّ فخرِ واعتزاز، ونؤكّد أنه مهما حاول أبناء هذا الوطن أن يُعبروا عن مشاعرهم الفياضة في هذه الذكرى الغالية، فإن الكلمات لن تسعفهم لأن حجم الإنجازات كبير، ولأن حبَّنا واعتزازنا بقائدنا أكبر من الكلمات، ويسمو فوق عبارات المديح والثناء، وندعو الله أن يحفظ لنا خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ليستكمل المسيرة المظفرة بقيادته، وأن يمدَّه بعونه وتوفيقه، وأن يحفظ ويوفق سمو ولي العهد الأمين وسمو ولي ولي العهد، وأن يحفظ لنا وطننا عزيزًا قويًّا على مرّ العصور والأزمان. مقالات أخرى للكاتب تاريخ الأوطان يصنعه الرجال.. إلى الأمام دائماً يا وطني حكمة القرار وحزم القيادة كلمة خادم الحرمين: رؤية قائد ومسيرة وطن قائدٌ كريمٌ وشعبٌ وَفِيّ رحمك الله أبا متعب رحمة واسعة
مشاركة :