قالت هيئة الإذاعة الألمانية، دويتشه فيله، أن العلاقات بين برلين وطهران في الوقت الحالي، قد صارت في مأزق، وذلك على خلفية التصعيد الكبير المشتعل حاليًا بين الولايات المتحدة الأمريكية ونظام الملالي. وفي هذا الشأن اعتبرت دويتشه فيله، أن الانسحاب الجزئي لإيران من الاتفاقية النووية خطوة شديدة الخطورة، ودعت طهران إلى الانتباه حتى لا تتمادي في إجراءات تصعيدية مضادة، ومن ثم تخسر الدعم الألماني الأوروبي الحالي لها. وانسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الدولي الإيراني قبل عام من الآن قبل أن تفرض مزيدًا من العقوبات الاقتصادية والسياسية على طهران، فيما لا تزال برلين والدول الأوروبية من خلفها تصر على التمسك بالاتفاق مع إيران، فيما تعارض التصعيد من جانب واشنطن في هذا الشأن، والمتمثل في انتهاج سياسة المجابهة العنيفة تجاه النظام في بلد علي خامنئي. وتوترت الأجواء مؤخرًا بين طهران وواشنطن، وذلك على إثر إعلان الأخيرة تحرك حاملة الطائرات «يو أس أس أبراهام لينكولن» ومجموعتها الهجومية التي تتضمن سفن تدخّل ومدمرات عدّة وعددًا من المقاتلات، إلى الخليج، و«ذلك ردًا على معلومات استخباراتية تفيد بأن إيران تعتزم استهداف القوات الأمريكية في العراق وسوريا؛ لتنظيم هجمات في مضيق باب المندب بالقرب من اليمن من خلال وكلاء محليين، وربما شن هجمات في الخليج مع طائرات مسلحة دون طيار». كما تم نصب منظومة صواريخ باتريوت أمريكية في مواجهة أهداف إيرانية. في المقابل، أعلنت طهران خفض تعهداتها الخاصة بالاتفاق الدولي المبرم في العام 2015 بشأن برنامجها النووي، في حين ألقى ساسة ومسؤولون ألمان وأوروبيون كبار باللوم على الحكومة الأمريكية، تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب، في تهيئة الأجوال لإشعال حرب في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، ووفق تلك المعطيات، أشارت دويتشه فيله، إلى أن مستقبل العلاقات الألمانية الإيرانية لم يعد بمعزل عن التصعيد الحادث بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، ناهيك بالتطورات في البلدان المجاورة لإيران وعلاقاتها مع إسرائيل. وحسب خبراء استعانت بهم النافذة الإعلامية الألمانية، فإن نشوب حرب بين إيران وإسرائيل، سيفاقم من تعقد العلاقات بين برلين وطهران، فساعتها لن تتمكن ألمانيا ومن خلفها أوروبا من الاستمرار في سياسة ضبط النفس والمفاوضات والتعاون السياسي الدبلوماسي مع إيران.
مشاركة :