استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين في البيت الأبيض رئيس الوزراء المجري فكتور أوربان احد المعجبين به النادرين في أوروبا، خلال زيارة له تثير انتقادات حادة في واشنطن حيث يتهم الزعيم القومي المحافظ بتقويض الديمقراطية في بلده. ويتبنى أوربان وترامب موقفا متشددا من الهجرة، وفي بعض الأوقات يقومان بإهانة المهاجرين بينما يتبنيان فكرة القومية التي يقول المنتقدون أنها تصل إلى إرهاب الأجانب، كما يهاجمان جورج سورس اليهودي الأميركي الليبرالي والمجري الأصل الذي يدير جمعيات خيرية. وأمّن هذا اللقاء على انفراد مع الرئيس الأميركي منبر لأوربان المعروف بمواقفه المشككة في جدوى الوحدة الأوروبية قبل أسبوعين من انتخابات أوروبية يتوقع أن يحقق فيها المعسكر السيادي والشعبوي اختراقا. وجاء الإعلان عن هذه الزيارة في اليوم الذي ألغى فيه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في اللحظة الأخيرة زيارة إلى برلين للقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. ورأى المراقبون في تزامن الإعلانين رمزا لتطور العلاقات بين جانبي الأطلسي منذ انتخاب الملياردير الجمهوري الذي يفضل الرجال الأقوياء وحتى المستبدين على قادة الديمقراطيات الغربية المتحالفة تقليديا مع واشنطن. وكان رئيس الوزراء المجري وصف ترامب في سبتمبر الماضي بأنه “أيقونة” الحركات السيادية على أثر خطاب الرئيس الأميركي المناهض “للعالمية” أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وسمح هذا التقارب العقائدي بتحسن العلاقات بعدما واجه أوربان انتقادات متكررة من قبل الإدارة السابقة برئاسة الديمقراطي باراك أوباما للمساس بحرية الصحافة والعدالة والمجتمع المدني، فيما ارتفعت أصوات عديدة في واشنطن لإدانة زيارة رئيس الحكومة المجري. ورأى روب بيرشينسكي من منظمة “هيومن رايتس فيرست” وهال براندس من جامعة جون هوبكينز أن “لا مكان له في المكتب البيضاوي”. وأضافا في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست أن استقباله “لن ينظر إليه على أنه تكريم لقيادي فكك ديمقراطية بنجاح، بل سيؤكد أيضا استراتيجية تشكل تهديدا مطلقا للأمن على جانبي الأطلسي”. وأبرز الأسباب هو التقارب المتزايد بين المجر العضو في حلف شمال الأطلسي، وروسيا. وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حذر بودابست من علاقاتها مع موسكو، خلال زيارة قام بها إلى العاصمة المجرية في فبراير. ووصل الأمر بعدد من النواب الديمقراطيين إلى الدعوة، في رسالة موجهة إلى الرئيس ترامب، إلى التخلي عن استقبال فكتور أوربان حتى “يعيد بلاده إلى طريق الديمقراطية والحقوق الإنسانية”.
مشاركة :