بينما يدرس العالم الغربي خيار شنّ هجوم جوي أو بحري إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية للحدّ من تطوير قدراتها النووية العسكرية، تتكهن وكالات الاستخبارات الأمريكية بأنَّ إسرائيل تخطط للتصدّي للمشروع الإيراني بطريقة مختلفة، تتمثل في «النبض الكهرومغناطيسي النووي» (NEMP). وأوضح موقع (infos israel news) الناطق بالفرنسية أنَّ قوة هذا السلاح تكمن في أنه بعد الانفجار فوق سطح الأرض، يتمّ إنشاء موجة كهربائية غير مرئية، بسرعة مماثلة لسرعة البرق، وقوتها يمكن أن تعطل تمامًا جميع الاتصالات الإلكترونية في إيران. وأشار الموقع إلى أن «النبض الكهرومغناطيسي النووي» يمكن أن يدمر أيضًا العديد من الأجهزة الكهربائية والإلكترونية والاتصالات الخافتة، وقد تكون عواقب مثل هذا الهجوم مدمرة على منطقة مأهولة. وذكر الموقع أنَّ هذا الخيار العسكري لا يشكل أي خطر للموت بالنسبة للطيارين أو الكوماندوز، فيما نوَّهت صحيفة صنداي تايمز البريطانية، قبل ستة أشهر، إلى أنَّ إسرائيل قد تلجأ لهذه الطريقة الهجومية في مواجهة إيران، وأنه قد ينقلها إلى العصر الحجري. وفي هذا السياق قال الكاتب مارك لانجفان: إنَّ وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» وضعت بالتأكيد غواصات أوهايو بالقرب من إيران لنفس الأسباب؛ حيث تمَّ تجهيز غواصات أوهايو للتعامل مع العديد من سيناريوهات الهجوم المضاد، بما في ذلك هجوم من الساحل الغربي لإيران بالكامل بما في ذلك تجاه جميع صواريخها الموجهة ضد السفن الأمريكية. ويعرف الخبراء سلاح «النبضة الكهرومغناطيسية»، على أنَّه مصطلح يطلق على نوع من الانفجار الكهرومغناطيسي الإشعاعي الذى ينشأ كنتيجة مباشرة لانفجار (تفجير بسلاح نووي غالبًا) أو نتيجة لتقلبات مفاجئة في المجال المغناطيسي. ويمكن استغلال التغيرات السريعة في الحقول الكهربائية ببعض الأنظمة الكهربائية لتدمير عناصرها الإلكترونية بتأثير انهيار الجهد. وقد أدخلت هذه التكنولوجيا في مجال التسليح لتدمير وتعطيل البنية التحتية في المناطق المستهدفة، دون التسبّب في خسائر بشرية، ويمكن لهذه التكنولوجيا أن تعطل تمامًا وسائل القيادة والتحكم والاتصالات العسكرية، بل وتعطل الآليات العسكرية والمنظومات الدفاعية المختلفة، بحسب قوة ونوعية القنبلة التي يتم تفجيرها في الغلاف الجوي، وبحسب ارتفاع مركز التفجير. وتمَّ تجربة هذه التكنولوجيا العسكرية مرتين في عام 1962؛ حيث فجرت الولايات المتحدة قنبلة قوتها 1.4 ميجا طن في المحيط الهادئ، وسجل حينها تعطل خطوط الهاتف وانقطاع الاتصالات اللاسلكية، وتسببت في إطلاق أجهزة الإنذار على مسافة 1300 كيلو متر من بؤرة التفجير، وانطفأت منظومة الإضاءة في الشوارع العامة، بل وتعطلت محركات السيارات، ولا يزال سبب هذا الضرر الأخير مجهولًا حتى الآن. أما التفجير التجريبي الثاني قام به الاتحاد السوفيتي في وقت لاحق من العام ذاته وكان بقوة 300 كيلو طن، ورُصد حينها ازدياد كبير في كثافة الحقل الكهرومغناطيسي، واحتراق خطوط الاتصالات الهاتفية وخطوط الكهرباء المطمورة تحت الأرض.
مشاركة :